لا تخلو صحيفة محلية أو مجلة دورية من حادثة أو حادثتين تسلط فيها الأضواء على قضية سرقة شخصية أو تخص مجتمع بأكمله .. ويكون أبطال هذه العملية في قبضة يد العدالة وربما وضعت صورهم معنونة بإسمائهم من باب التشهير بهم .. ليتناقل الناس أخبارهم من خلال دواوينهم اليومية مدعمين ذلك بما يتصفون به من خسة و دناءة لفعلتهم تلك .. وقد أعتاد الناس على ذلك فلا يخلوا مجتمع أي كانت طبقته من مثل هؤلاء اللصوص المستضعفين ..
ولكن أن يظهر لنا لصوص من الطبقة المخملية أو ما أسميتهم في قاموس فكري باللصوص المحترمين فهذا اللي لم نعتد أن نراه من قبل
وغالبا ما تمارس هذه الفئة عملياتها بحرفنة وبمهارة مكتسبة ممن سبقهم لهذا العالم .. مستمدة من صلاحياتهم المبنية على مناصبهم ..
لا أتكلم عن لصوص المناصب الإدارية بقدر ما يهمني ويستهويني أصحاب المناصب الفكرية..
قليل من الضوء لنرى عن كثب ما يدور خلف الكواليس من سرقات .. فهؤلاء المحترمين لم يعد يهمهم المضمون أكثر من الشكل .. لم يعد يستهويهم الإنتاج أكثر من الأسم .. لم يعد يهتموا بالمعنى أكثر من الجنس البشري .. أمتلأت الساحات والمنتديات والصحف المحلية بأشباه الشعراء والمثقفين والمفكرين .. ووصل الزحام ذروته وسنامه ولم يعد يستطع القاريء العربي والمتذوق أن يجد ما يريد بين هذا الزخم .. بعد أن فقد الإعلام ودور النشر المصداقية من خلال ذلك .. وكأنه يخيل لك عندما تشاهد ذلك أن هؤلاء الدخلاء طبع على رؤوسهم من خلف صنع في الصين .. وهي كناية لدينا نحن المستهلكين العرب تشير إلى عدم الإتقان في صناعة المادة المستهلكة .. والغريب أن الجميع يعلم بسرقاتهم لأدبنا وثقافتنا ولكن قد تكون المجاملات أو المصالح الشخصية هي ما تمنع البعض من قول الحقيقة .. وقد يصل الأمر أن يصفق لهم البعض كأشخاص بارزين في أدوارهم ومناصبهم رغم ما تقترفه عقولهم وأفكارهم بحق غيرهم ..
ربما يجد البعض أن المناصب الفكرية تتمثل في الإعلام ودور النشر فقط .. بل على العكس .. إذا ما سمحت لي أخي القاريء أن أضع لك تعريفها كما هو مدون بقاموسي الشخصي .. هو كل منصب يكون صاحبه مسؤول عن مجموعة من الأقلام الكاتبة ..
أخيرا دعوة صادقة لنكون صادقين مع أنفسنا قبل غيرنا
تقبلوا تحياتي