عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
المتحدث الرسمي بأسم المنتديات في منطقة المذنب وما حولها
رقم العضوية : 5609
تاريخ التسجيل : 16 03 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : القصيم
عدد المشاركات : 3,731 [+]
آخر تواجد : 01 - 05 - 17 [+]
عدد النقاط : 17
قوة الترشيح : ولدالدويلة is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي شخص يعود إلى قبيلته بعد 80 عاماً

كُتب : [ 23 - 05 - 09 - 09:57 PM ]

بعد مرور أكثر من ثمانين عاماً تعرفت قبيلة خثعم شمال منطقة عسير على أحد أفرادها بعد أن غادرها وهو في سن الشباب بسبب ضيق ذات اليد وصلف العيش من مسقط رأسه قرية زرعة وهام في الأرض بحثاً عن لقمة العيش حتى استقر به المطاف في قرية روق بأعلى جبل صلب التابع لمحافظة رجال ألمع حيث أقام بها منذ ذلك الوقت وبها حط الرحال واندمج مع مجتمع القرية وبدأ يزاول بعض الأعمال لكسب قوته وإعانته على شق طريقه في الحياة وإثبات لوجوده وهو الذي غادر قريته ليعتمد على الله ثم على نفسه.

وتعود تفاصيل هذه القصة التي قد تكون أقرب إلى نسج الخيال من الواقع بعد أن ترك قريته وأهله وإخوته في حزن لفراقه لأنه كان يمثل فارساً من فرسانهم وذا مكانة حيث شد رحاله لتسوقه خطاه إلى رجال المع وتحديداً جبل صلب منذ حوالي ثمانين عاماً وقد عاش مع أهل قرية روق برجال المع وصاحبهم وتزوج امرأة من إحدى الأسر وأنجب منها ولداً اسماه (علي) وآخر أسماه محمد توفي بعد ولادته بحوالي شهرين وتوفيت والدته على اثر ولادته ومكث (مسفر بن محمد عائض آل زارع الخثعمي) بين جماعته آل روق بصلب برجال المع وكانوا يعدونه واحداً منهم فكان شيخ القبيلة يعتمد عليه بعد الله في كثير من شؤونهم وفي حل بعض المشاكل والخصومات في ما بينهم كما قام خلال حياته ببناء عدد من المساجد في أماكن متفرقة برجال ألمع احتساباً للأجر والمثوبة من الله. وتوفي رحمه الله قبل حوالي 55عاماً على اثر لدغة أفعى في احد أطرافه ودفن في مقبرة آل مهجر بجبل صلب وقيل انه حزن عليه كافة أهل القبيلة لما كان يتميز به من الصفات الحميدة من الكرم والشجاعة والمروة وفعل الخير، أما الابن علي وبعد فقد والديه فقد انتقل هو وأخته من أمه التي كانت تكبره بعد وفاة

والده وعمره ما يقارب ثمان سنوات إلى قرية العزيزة بالسودة واستقر بها حيث سكن مع امرأة طاعنة في السن تعيش بمفردها ثم بدأ في شق طريقه في الحياة والاعتماد على الله ثم على نفسه في كل شيء فقد عمل برعي الغنم وبيع الحطب في مدينة أبها إلى أن بلغ سنه النظامي لالتحاقه بالعسكرية حيث قام بتزويج أخته والتحق بالجيش في خدمة الوطن وخلال هذه المدة قام بشراء مزرعة في قرية العزيزة حيث إنه لم يرث من والده شيئاً وأنشأ فيها بيتاً يأوي إليه وتزوج من تلك القرية وأنجب عدداً من الأبناء. وخلال ذلك كان هناك من يخبره من وقت إلى آخر أن أشخاصاً من أهل أبيه وصلوا يبحثون عن ابنهم وعن ابن ابنهم عدة مرات ومن ضمن رحلاتهم رحلتهم الأخيرة قبل حوالي خمسة عشر عاماً حيث استطاعوا الوصول إلى ابنه عن طريق عمله حيث كان يعمل حينها بالحقوق المدنية بشرطة منطقة عسير واستطاعوا الوصول إليه واستقبلهم وأكرمهم ثم ذكروا له القصة بالكامل عن والده وبعض الدلائل والعلامات التي كان يمتاز بها والده وطلبوا منه أن يقوم بالبحث والتأكد من ذلك وزيارتهم في قبيلة خثعم والتعرف على أهله وقبيلته وبالفعل قام الابن علي

بالبحث والتأكد وسؤال كبار السن للتأكد من العلامات الفارقة والصفات التي ذكروها عن والده، وتم التثبت من ذلك عند الكثير من كبار السن الذين عاصروه ولكن ونظراً للظروف الصحية للابن علي لم يقم بزيارتهم إلا في هذا العام، وعند لقائه الأول بكبار السن في قبيلة خثعم الذين أكدوا يقيناً عند مشاهدته لأول مره بأنه ابن لمسفر بن محمد بن عائض آل زارع الخثعمي الذي كان يعتبر شبيهاً لوالده وعمته (صالحة) التي فارقت الحياة قبل خمس سنوات فقط وهي التي كانت في شوق إلى لقياه وبذلت المال والجهد للوصول إلى أخيها أو ابنه قبل أن تفارق الحياة ولكن ذلك لم يتحقق لها ولم يكتب لها أن ترى أياً منهم. وقيل بأنها ماتت كمداً وحزناً على فراق أخيها الذي لم يكتب الله أن تراه بعد مغادرته تلك الديار، ولا ابنه.

وقد قالت كثيراً من الأشعار التي تعبر عن حزنها وألمها لفراق أخيها وابنه. وأثناء زيارة علي لهم لأول مرة في بلاد خثعم التي تبعد عن أبها شمالاً بمسافة (300) كيلو متر في محافظة بلقرن احتفل به أهله وذووه في قرية زرعة وقدمه تطأها لأول مرة وارتسمت الفرحة برؤيته بعد انقطاع والده عن هذه المنطقة لمدة تزيد عن (80) عاماً وتم التعارف التام بين علي وأسرته الحقيقية وتوثيق

التواصل فيما بينهم الذي أسفر عن لم الشمل وعودة الابن لأحضان أسرته وقريته الدافئة وتم تبادل الزيارات والاحتفال بهم وإظهار فرحتهم جميعاً باللقاء. حيث استضاف علي وأبناؤه وجماعته بتاريخ 1430/4/28ه أهل صلب أفراد أسرتهم من خثعم وشاركهم في ذلك مشايخ واعيان قبيلة صلب برجال المع

وكذلك أعيان قبيلة بني مغيد ومشايخ واعيان قبيلة خثعم وقدموا الشكر لله ثم لجماعة صلب التي احتضنت والده واحتضنته كما بادلهم الشكر وهم الذين لم يألوا جهداً في مواصلة البحث عن ابنهم منذ مغادرته ديارهم وأخذوا العهد على أنفسهم بالتواصل والوفاء وحسن الجوار وصلة الأرحام فيما بينهم وقد أقيمت الاحتفالات بهذه المناسبة وقدموا له هدايا عبارة سيف مذهب يلفه العلم السعودي ومجسم لشجرة العائلة لقبيلة خثعم بعد ضم علي وأبنائه إليها.

وبذلك تطوى ثمانية عقود من الفراق واللهفة والبحث في المجهول عن ابن خثعم الذي غادرها ليعود إليها ابنه وأحفاده بعد رحليه عن الحياة بأكثر من نصف قرن.

م..........................................ل

رد مع اقتباس