لم يتوقع أحد أن فردة "حذاء" ستكون في يوم ما سببا لدخول صاحبها منتظر الزيدي للمرة الأولى إلى قائمة أقوى 100 شخصية عربية لعام 2009، كما لم يكن متوقعاً أن يكون فيلم "مناحي" السينمائي الذي لم يرحب به النقاد كثيراً، هو سبب دخول الممثل السعودي فايز المالكي إلى نفس القائمة للمرة الأولى أيضاً محتلاً المركز العاشر وليصبح بذلك ثاني شخصية مؤثرة في المملكة بعد الأمير الوليد بن طلال.
وللسنة الثانية على التوالي تصدر الأمير الوليد بن طلال المركز الأول في قائمة أقوى100 شخصية عربية التي تصدرها سنوياً مجلة أريبيان بزنس الصادرة من دبي. ورغم تضرر استثماراته بشدة على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية، غير أنه لا يمكن التغاضي عن مقدار الأثر الذي يتمتع به في جميع أنحاء العالم.
ولكون الأمير الوليد بن طلال أشهر رجل أعمال في الشرق الأوسط، فإن الأسواق الإقليمية والعالمية تتأثر بكل كلمة يقولها وهذا هو سبب تصدره للقائمة.
وجاء في المرتبة الثانية عربياً رئيس شركة "إعمار" الإماراتية محمد العبار، فيما صعد إلى المرتبة الرابعة هذا العام الرئيس التنفيذي لشركة "هيدرا" سليمان الفهيم بفضل برنامجه التلفزيوني "ذا هايدرا إكسكيوتفز"، إضافة لشرائه نادي مانشستر ستي الإنجليزي لكرة القدم.
واستحوذ السعوديون على نسبة 18% من الأسماء المئة الموجودة على القائمة التي ضمت أكثر من خمسين اسما جديدا مثلوا مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والفنية والثقافية ما عدا الأنشطة السياسية، حيث إن القائمة تستبعد دائما الشخصيات السياسية.
وقال رئيس تحرير مجلة أريبيان بزنس حسن عبد الرحمن: "قبل سنة من الآن كان الاختلاف على أوجه حول القائمة فقد وردتنا مجموعة من الاعتراضات حول بعض الأسماء الواردة فيها".
وأضاف "وغني عن القول إن هناك آلاف الأسماء السعودية التي تستحق أن تكون في القائمة ولم نتمكن من وضعها، فهناك أقوياء وشخصيات مهمة في كل المجالات، لم يتح لنا أن نصل إليهم أو نقيم مدى تأثيرهم، لأسباب تتعلق بالشفافية وعدم تقديم بيانات أو معلومات".
وحول معنى التأثير والمعايير المتبعة في وضع الأسماء قال عبدالرحمن إن معنى التأثير وطريقته اليوم قد يختلف كثيراً وقد تختلف المعايير ولكنه أوضح أن هناك من الأسماء من لا يعترض عليها أحد، وهي تحمل إجماعا عاما.
وأضاف أن الأسماء الواردة في القائمة تعمل في أنشطة عامة متنوعة تؤثر إيجابا في الجمهور أو أنها قدمت شيئا مميزا وتاريخيا. وبعض الأسماء احتفظت بمكانتها لأنها احتفظت بتأثيرها وإنجازاتها.
ووضعت القائمة وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة في المرتبة 21 عربياً بسبب ما يملكه من سمعة عالمية نتيجة لنجاحه في عمليات فصل التوأم السيامية، وليصبح الربيعة بذلك ثالث أقوى شخصية سعودية.
وجاء في المرتبة 22 عربياً رئيس شركة "أرامكو السعودية" خالد الفالح لترؤسه أهم شركة نفط في العالم، فيما جاء في المرتبة 25 محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ بسبب جهوده لتغيير خارطة الاستثمارات السعودية، يليه في المرتبة 28 المحامي السعودي صلاح الحجيلان الذي كرمته بريطانيا في عام 2004 بوسام ملكي رفيع المستوى وهو أول سعودي يتم اختياره لعضوية الهيئة الاستشارية العليا لمنظمة حقوق الإنسان العالمية "هيومان
رايتس ووتش".
ولم تخل القائمة من الجنس اللطيف حيث ما زالت المليارديرة السعودية لبنى العليان هي أقوى امرأة في السعودية بسبب النفوذ القوي الذي تمتلكه في عالم الأعمال. وجاءت العليان في المرتبة 32، يليها رئيس شركة "سابك" محمد الماضي في المرتبة 34 لترؤسه أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية. ويليه مباشرة الملياردير السعودي محمد عيسى الجابر صاحب أكبر مجموعة فندقية في أوروبا.
ونظراً للتأثير الشديد للإعلام على المجتمعات العربية فقد جاء مالك مجموعة "إم بي سي" الإعلامية وليد الإبراهيم في المرتبة 47، يليه في المرتبة 49 رجل الأعمال السعودي علي قولاغاصي الذي يدير العديد من الأعمال لسعد الحريري نجل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
وما يميز القائمة هذا العام هو دخول أسماء سعودية للمرة الأولى برزت من خلال الساحة الفنية، يتقدمهم في المرتبة 62 الطبيب السعودي الدكتور أحمد مطر آل زياد عسيري الذي اكتسب شهرته من خلال دمجه الأساليب الطبية في اللوحات الفنية.
وجاء في المرتبة 68 خلفاً للطبيب السعودي الفنانة التشكيلية هند المنصور التي هاجرت إلى الولايات المتحدة ونشرت العديد من الأعمال الفنية التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع الأمريكي وناقشت فيها الثقافة الإسلامية وخاصة الجانب الذي يتعلق بمكانة المرأة في المجتمع الإسلامي.
أما أمينة الجاسم التي تركت العمل في شركة "أرامكو السعودية" لتصبح أول مصممة أزياء سعودية محترفة في الثمانينات، فقد احتلت المرتبة 95 بسبب الصدى الواسع لتصميمات أزيائها المستوحاة من الثقافة الإسلامية والعربية.
وضمت القائمة أسماء سعودية أخرى مثل الاقتصادية ناهد طاهر (66) التي كانت أول سعودية تترأس بنكا خليجيا، والرئيس التنفيذي لشركة جرير أكرم العقيل (94)، ورجلي الأعمال السعوديين معن الصانع (77) وبكر بن لادن (81).