( 1 )





































صدق الله عز وجل حين قال :


" وأذِّنْ في النّاسِ بالحْجِ يأتُوكَ رِجالاً وعلى كُلِ ضامِرٍ يأتينَ مِن كُل فجٍ عَميقْ "

في الحج فقط يجتمع البشر شباباً و شيّاباً من كل حدبٍ وصوب , وبكل شكلٍ ولون ,
يجمعهم ربٌ واحد ,
ودينٌ واحد ,
وهدفٌ واحد ,
وطقوس واحده,
وعبادات واحده , في زمنٍ ومكان واحد ..


في الحج فقط يمكن أن تتخيل أنك أمام مشهد حقيقي من مشاهد يوم القيامة ,
يوم الزحف العظيم , يوم يشيبُ له الوِلدان , وتضعُ كلُ ذاتِ حملٍ حملها ..
فعندما ترى الجموع تحتشد وتجتمع و تفيض من الطرقات والجسور تتجه جميعاً لمكانٍ واحد خاصة عند " الجمرات "
لهدفٍ واحد وهو " رمي جمرات اليوم الأخير بالتحديد "
وفي وقت واحد وهو بعد زوال الشمس وقبل غروبها من يوم الثاني عشر ليخرُج من أراد التعجل من منى ..
وكانت تلك الجمرة ورميها وإردحام الحجيج وقتها من أصعب المواقف التي حصلت لنا في الحج ..
ففي عز الظهر تمتلئ المساحات في منى
و لا تكاد ترى قدميك من تحتك , فالحشود عظيمة , والأعداد هائلة والتدافع لا يرحم ,
و الموقف عصيب جداً .. يُثير دمعة المؤمن و يحفزُة للتأمل والتفكر في حاله وحال الآخر ..
وفي تلك الأثناء سألت نفسي هذا السؤال /
الآن نحن سنرمي الجمرات ونخرج بإذن الله تعالى وننقلب لأهلنا وذوينا مسرورين ..
لكن ماذا عن يوم الحشر الحقيقي !!
ماذا قدمنا له .؟
كيف سنقف فيه أمام رب السماوات والأرض تُثقلنا خطايانا وزللنا وتقصيرنا وهفواتنا !!
أسئلة كثيرة تسارعت في مخيلتي .. ودارت بي الخيالات لآفاقٍ بعيده ..
إطمئنيت بعدها وهدأت روحي عندما تذكرت انه لايزال هناك متسع من الوقت ..
ولابد من إستغلاله لتعويض تقصيرنا . وملئ ميزان أعمالنا بالصالحات ...
فـ الآخرة قريبة .. " و سنراها عين اليقين " ..