تعالوا نحاول مع «تداول» !




عبد الله باجبير
يقول المثل إن الشجاعة أحياناً تهور.. وإن الجبن حكمة.. ويأخذ رأس المال بالجزء الثاني من المثل فهو جبان.. ولهذا يقال إن رأس المال جبان.. إنه لا يقدم على المغامرة إلا في القليل النادر.. وهو يحتاج إلى قاعدة بيانات وإحصاءات وأسعار قبل أن يدخل للبيع أو الشراء.
والمعلومات الاقتصادية التي يعتمد عليها رأس المال تتولاها شركات متخصصة تعرض كل دقيقة أرقام وأخبار التداول في سوق المال أو البورصة. وفي «السعودية» تحتكر شركة «تداول» هذه المهمة التي تعتمد عليها حركة السوق في البنوك والشركات والمؤسسات العاملة في السوق والأفراد، وترسل «تداول» شريط أسعار الأسهم مباشرة إلى المحطات الفضائية التي تقدم بثها على الفور للمشاهدين. وشركة «تداول» شركة حكومية تحتكر هذا النشاط المهم وهي تتقاضى 3 ملايين ريال من كل محطة مقابل تزويدها بالمعلومات.. وهي لا تكتفي بهذا المبلغ، بل تأخذ رسوماً على كل عملية تتم في السوق فهي صاحبة مصلحة في رواج عمليات البيع والشراء، ويهمها جداً تطوير السوق، وهي في هذا تعتمد على محطات البث الفضائي، ومن المفروض أن توزع بيانات الأسعار على هذه المحطات مجاناً.. لا أن تتقاضى منها رسوماً بالملايين.. وفي كثير من الدول تقوم شركة المعلومات بتوزيع بيانات الأسهم وغيرها مجاناً مثل سوق «دبي» و»قطر» و»الكويت» و»البحرين» و»مسقط» و»عمان» (الأردن) و»تونس».. وهذه الرسوم في «مصر» 7 آلاف دولار.. وفي «لبنان» 2400 دولار، وفي الأسواق العالمية مثل «نازداك» و»نيكي» و»وول ستريت» وغيرها تفرض الرسوم على حسب العمليات. إن من مصلحة «تداول» التشجيع على إنشاء محطات فضائية تجارية لتوسيع السوق وجذب مزيد من العملاء.. فليس في «السعودية» الآن سوى ثلاث محطات تجارية لا تحقق أرباحاً من وراء شريط الأسعار ولم أشاهد إعلاناً واحداً مستنداً إلى شريط.. ومع ذلك تدفع هذا الرقم الكبير (3ملايين ريال) سنوياً. واضح طبعاً أن «تداول» تفرض هذه الرسوم العالية لتحسين وضعها المالي وتمهيداً لطرحها كشركة مساهمة.. ونحن نذكر أن «تداول» لجأت إلى الإعلان عن نفسها في مختلف وسائل الإعلام مجاناً قبل أن تفرض سطوتها، وتفرض رسوماً على وسائل الإعلام نفسها (الفضائيات). وعلى ما سمعت فإن «تداول» حققت أرباحاً في العام الماضي قدرها 400 مليون ريال (حلال عليها)، وأمام هذا المبلغ الضخم أعتقد أن عليها تخفيض الرسوم على المحطات الفضائية التي هي أساس الترويج وأساس جذب عملاء السوق من مختلف الطوائف، ونحن نحاول مع «تداول» لإعادة النظر في أسعارها والقصد هو خدمة الوطن بترسيخ قواعد العدالة في المعاملات، والدين المعاملة.
منقول من صحيفة الاقتصادية الالكترونية