منتديات الموازين الرسميه - عرض مشاركة واحدة

غير متواجد حالياً

(( الأمراض )) والعبث بنعم الله

توقفت كثيرا أتأمل في تلك الأمراض الخطيرة والفتاكة التي انتشرت في أغلب دول العالم خاصّة في هذا الزمن ، وهذا الزمن الذي يعتبر بالمفهوم العالمي عصر التقدّم العلمي والتقني والصحي وعصر التكنولوجيا والتطّور ، وفي نفس الوقت لم تغيب عن ذاكرتي الكثير من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم التي أخبر بها عن آخر الزمان وعن تفشّي الكثير من الأمراض والأوبئة التي لم يكن يعرفها بني البشر من قبل وذلك بسبب انتشار الفواحش بشكل كبير جدا كالزنى وعمل قوم لوط وغيرها ، وهذا الأمر نؤمن به إيمانا راسخا ونصدّقه // قال تعالي عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : (( وما ينطق هن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) * سورة النجم *
ومع ذلك فإننا نؤكد أنه ليست جميع الأمراض الخطيرة والمستعصية هي بسبب الفواحش التي يرتكبها بني الإنسان ، لأن هناك الأنبياء والرسل والصدّيقين والشهداء والصالحين وغيرهم كثير ممن لم تتلطّخ أيديهم وأجسامهم الطاهرة بتلك النجاسات . إلا أنهم كانوا يمرضون ، ويعانون كثيرا ، بل ويموتون بسبب المرض .
إذا فالأمراض التي تصيب الإنسان والتي قدّرها الله بحكمته علي بني البشر لها أسباب كثيرة جدا لا يمكن حصرها ، فبعض الأمراض يعرف أسبابها ، وبعضها لم يعرف لها سبب ، وفي المستقبل قد نعرف أسباب بعض الأمراض التي نجهلها الآن وهكذا .
إن الكارثة التي كانت تطلّ علينا من الشرفات في السابق نزلت الآن إلي الأرض !! وأصبحت واقعا خطيرا ملموسا علي الساحة لتصبح بلاء وقد نتجرّعه نحن أوغيرنا إن لم يتداركنا الله برحمته ثم المعنيون في تلك الدول لصد هذا العبث الذي (( يعبث بنعم الله )) ، فانه تبيّن يقينا ، أن هناك مجموعة من هيئات الصحة العالمية والعربية والإسلامية المتخصصة بالتغذية وغيرها ، تحذر من كوارث صحية علي البشرية بسبب التوسع التقني العلمي والإنتاج الزراعي بواسطة العلم الذي يسمي : (((( الهندسة الوراثية للنبات ))) .
قال الله تعالي ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ....) سورة الروم *
أنهم يعبثون بالطبيعة التي خلقها الله للنبات ، ولا يريدون السنن الإلهية أن تصيبها ، فهم يريدون أقصي مكسب من وراء ذلك النبات لينتج المحاصيل والثمار الكبيرة الحجم – ولا تتأثر بالعوامل الجوية – ولا تتأثر بسبب آفة الحشرات – ويريدون إنتاج كميات كبيرة من الثمار في نفس الشجرة وفي نفس النّبتة وفي نفس الغصن – ويريدون ثمارا لا يتأثر رونقها ولا لونها ولا طعمها ولا رائحتها بعد قطافها ، ويريدون أن يضيفوا لها ألوان متعددة وغريبة علي الثمار ، و باختصار شديد // يريدون حلب ضرع الشجر والنبات حلبا لا هوادة فيه دون توقّف حتى ينشف ، ولن يتوقّفوا حتى يسحبوا دماء الضرع بعد توقفه عن إنتاج الحليب ليختلط الطيّب بالخبيث ليصبح ضررا ولا فائدة منه .
أن هذا الموضوع (( الهندسة الوراثية للنبات )) موضوع مهم جدا تمس نتائجه وأخطاره البشرية جمعاء ، ولا يمكن حصر جميع جوانبه بكيف بدأ وعن خباياه وطرقه وأهدافه ونتائجه في مقال واحد أو حتى في كتاب ، فالفضاء الإعلامي الواسع والمتاح لكل الناس من إذاعات عالمية وعربية وصحف ومجلات ونشرات إخبارية وتلفزيون وتقليب محركات البحث في الانترنت ، يمكن أن تجمع من خلال هذه الوسائل كمّا كبيرا من المعلومات عن هذا الموضوع الذي لا يمكن التعاطي معه كحلول وتجنّب أخطاره إلا من خلال دول وحكومات تتبنّي هذا الموضوع الخطير بأقرب وقت ممكن .

((( وأسأل الله أن لا يبتلينا و يؤاخذنا ولا يعاقبنا بما فعل السفهاء منا )))