سيف الإسلام القذافي أشار إلى صفقة مع بريطانيا

دبي - العربية

أكدت ليبيا السبت 22-8-2009 أن ملف عبد الباسط المقرحي المدان بضلوعه في اعتداء لوكربي، والذي افرجت عنه اسكتلندا الخميس الماضي لدواع صحية، كان في صلب العقود التجارية التي تم توقيعها مع بريطانيا، وهو ما نفته لندن بشدة.

كما انتقد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (اف بي اي) روبرت موللر، اسكتلندا بسبب افراجها المقرحي، وقال ان القرار "يبعث الراحة في نفوس الارهابيين".

وفي رسالة الى وزير العدل الاسكتلندي كيني ماك اسكيل بتاريخ 21 اب/اغسطس، قال موللر انه "يشعر بغضب جامح" من قرار الافراج عن المقرحي الذي يعاني من مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا، لاسباب انسانية، حسب تقارير وكالات.

وجاء في الرسالة "ان افراجكم عن المقرحي لا يمكن تفسيره ويقوض العدالة، بل ان هذه الخطوة تعتبر استهزاء بالقانون".

وقد حيا الزعيم الليبي معمر القذافي الذي استقبل المقرحي مساء أمس الجمعة، "شجاعة" الحكومة الاسكتلندية و"استقلالها"، فيما تحدثت الصحافة البريطانية السبت عن صفقة سرية و"تواطؤ" بين لندن وادنبره.

وقال سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في مقابلة بثت مساء الجمعة على قناة "المتوسط" ان ملف المقرحي "كان دائما على طاولة كل المفاوضات السرية والعلنية مع بريطانيا وتم استغلاله في كل الصفقات التجارية".

وكان المقرحي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة لادانته بالضلوع في تفجير طائرة امريكية فوق لوكربي عام 1988. وقضى في ذلك الحادث 270 شخصا.

ومن جهته، أكد المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون "عدم وجود صفقة".

وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند نفى في وقت سابق ان تكون حكومته سعت الى اطلاق سراح المقرحي لتحسين العلاقات التجارية بين لندن وطرابلس.

وقال ميليباند "ارفض هذا الامر تماما، انها اهانة بحقي وبحق الحكومة (البريطانية) في وقت واحد".

وأكد سيف الإسلام ان الافراج عن المقرحي كان حاضرا ايضا "على طاولة المفاوضات مع كل زيارة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير" الذي وقف العام 2007 وراء توقيع اتفاق للتنقيب عن الغاز في ليبيا.

واعطى سيف الاسلام هذه التصريحات من على متن الطائرة التي نقلته والمقرحي من لندن الى طرابلس الخميس.

أما بلير فقد سارع إلى نفي تصريحات سيف الإسلام القذافي.

ومن ناحية أخرى، أكد يوسف صوان المدير التنفيدي لمؤسسة القذافي للتنمية، والتي يترأسها سيف الاسلام، ان الافراج عن المقرحي كان قراراً مستقلاً اتخذته السلطات المختصة في استكلندا".

وأوضح صوان أن "ما قاله السيد سيف الإسلام القذافي حول ظروف وملابسات الافراج عن المقرحي، لم يكن إلا في سياق حديثه عن التطورات المختلفة التي مرت بها قضية لوكربي وما اتصل منها بالمقرحي شخصيا"

وشدد قائلا "اننا لا نعتقد أن هناك مجالاً للاستخلاص مما قاله أن قرار السلطات الاستكلندية قد اتخذ لغير الاعتبارات الإنسانية وهو ما أوضحه بيان وزير العدل الاستكلندي بكل وضوح".

وشبهت الصحافة الليبية السبت عودة عبد الباسط المقرحي المدان بتنفيد اعتداء لوكربي الى ليبيا ب"عودة الابطال المنتصرين الى ارض الوطن" مؤكدة انه "مدان ظلما بجريمة لم يرتكبها".

واعتبرت الصحافة البريطانية أن ايا من لندن وطرابلس وادنبره لم يكن رابحا من اطلاق سراح المقرحي، مشيرة الى انه بات من الصعب الآن معرفة الحقيقة بشأن اعتداء لوكربي الذي ادين من اجله المقرحي.


العربية نت