عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 8 )
إداري سابق
رقم العضوية : 491
تاريخ التسجيل : 01 09 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : القصيـــــم
عدد المشاركات : 3,406 [+]
آخر تواجد : 02 - 10 - 11 [+]
عدد النقاط : 14
قوة الترشيح : راس الضلع is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: متابعـة * زلزال هاييتي*

كُتب : [ 14 - 01 - 10 - 09:48 PM ]


زلزال هايتي ورسالته الجديدة بقلم:م. خالد بطراوي


تاريخ النشر : 2010-01-13





ليس جديدا اذا قلت أن الزلزال الأخير الذي ضرب هايتي وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، قد حمل لنا، نحن المهندسون بالتحديد رسالبة جديدة.

ولكن قبل أن نتحدث عن مكنونات هذه الرسالة دعونا نورد بعض الاحصائيات الأولية للخسائر التي خلفها هذا الزلزال. ففي حوالي الساعة الخامسة الا سبع دقائق من مساء يوم الثلاثاء 12/1/2010 (أي قبل يوم واحد من تاريخ كتابة هذه المقالة) ضرب زلزال بقوة 7 درجات هايتي وهو الأعنف منذ اكثر من مائتين واربعين عام في تاريخ هذه المنطقة الجغرافية ، حيث كانت منطقة هايتي قد تعرضت لزلزال عنيف عام 1770 ، فيما تأثرت عام 1946 بآثار الزلزال الذي ضرب جمهورية الدومينكان وبلغت قوته آنذاك 8.1 درجة وفق مقياس ريختر، ما نجم عنه موجات " التسونامي" التي راح ضحيتها 1790 انسانا.

وقد أدى الزلال في انهيارعدد كبير - غير محدود بعد- من المباني بضمنها المستشفى الرئيسي، القصر الوطني، مقر قوات حفظ السلام الدولية وغيرها من المقرات الهامة، وانتشرت الجثث في الشوارع وما زالت أصوات الجرحى والمحتجزين تحت الأنقاض تتواصل حتى لحظة كتابة هذه المقالة. وقد انقطعت كافة الاتصالات ما تعذر معه الحصول على صورة أكثر وضوحا عن حجم الكارثة، لكن معظم من تمكن من وصف الحالة قبل انقطاع الاتصالات ذكر أن المباني قد هدمت أو تصدعت جدرانها على نحو خطير للغاية قد تسقط معه في أية لحظة، ما يزيد من عدد الضحايا.

وقد سبق هذا الزلزال حادثة مأساوية في احدى موانىء هايتي عندما انهارت مدرسة في تشرين الثاني من العام 2008 وفي أعقابها صرح مسؤولون محليون أن ما نسته 60% من المباني الهايتية قد شيد بصورة غير آمنة.

ومن هنا بالتحديد أبدأ بالاجابة على السؤال الذي طرحته في بداية مقالتي وهو ما الرسالة التي يحملها لنا – نحن المهندسون- زلزال هايتي؟

الرسالة الأولى بسيطة للغاية تقول لنا حقيقة هامة جدا، أن الكوراث الطبيعية تحصل بين الفينة والأخرى وأننا لا نستطيع أن نوقفها و/او أن نتبأ متى ستحصل بالدقيقة بل وبالثانية والزمان والمكان. والرسالة الثانية والتي يرددها دوما أخصائي الزلازل الفلسطيني الدكتور جلال الدبيك والمتعلقة بالأساس بالزلازل أن " الزلزال لا يقتل" فلو وقف الانسان في العراء وحصل الزلزال لاهتز "ورقص" معه دون أن يحصل له شىء، والرسالة الثالثة تنطلق من الرسالتين الأولى والثانية ، وتقول أنه طالما أننا لا نستطيع ايقاف أو معرفة بالضبط متى ستحصل هذه الكارثة الطبيعية ( وتحديدا الزلازل) فعلينا وبعد معرفة مسبباتها أو نسعى للعمل على التخفيف من مخاطرها وذلك أولا بالاستعداد للزلزال قبل حدوثه، وثانيا التحرك الفوري أثناء حدوثه وثالثا التحرك اللاحق بعد حدوثه ( وكل ذلك يندرج تحت اطار خطة وطنية لادارة الكوارث).

ما نجح به المهندسون عموما أنهم عرفوا الاجهادات والأحمال التي تتعرض لها كافة المنشآت جراء الزلزال، لذلك قاموا باجراء التصميم الهندسي الملائم للهياكل كي تتمكن من تحمل اهتزازات الزلازل "وترقص بل وتتمايل معها" لذلك نجد أن الزلازل التي تحصل في اليابان مثلا لا تحدث دمارا يثير الانتباه، بل حتى أن المواطنين هناك تعودوا على رباطه الجأش عند حدوث الزلزال ولا يقومون باخلاء حتى المباني العالية وقت حدوث الزلزال.

منطقتنا – منطقة الشرق الأوسط – منطقة نشطة زلزاليا منذ مدة، ولست على اطلاع دقيق حول مدى استعداد دول المنطقة في حالة وقوع زلزال تشير توقعات المختصين أن قوته ستتراوح ما بين 6 – 7 درجات على مقياس ريختر. ولست على اطلاع بنمط البناء في هايتي، لكنه بالاساس يعتمد على ذات النظام الهندسي من حيت انتقال الأحمال من الأعصاب الثانية الى الجسور الرئيسية الى الأعمدة الى القواعد والأساسات ثم الى التربة ( وبضمنها الطبقة الصخرية). وطالما أن النظام الانشائي هو نظام معروف، وطالما أن حالة عينية ما زالت تحصل أمام أعيننا الان في هايتي، فانه يتحتم علينا – كل في دولته – أن يعمل جاهدا ( الان الان وليس غدا) أولا الى فحص المباني والمنشآت والبنية التحتية القائمة للوقوف على حالتها ومدى استعدادها لاستقبال الزلزال، وثانيا تهيئة ما يمكن تهيئته من هذه المنشآت، وثالثا انشاء ادارات كوراث مؤهلة، ورابعا زيادة التوعية بالكوارث الطبيعية (والزلازل من ضمنها) واجراء تدريبات الاخلاء والاغاثة وما شايه، ورابعا عدم انشاء أية منشآت جديدة ما لم تكن " مطوعة زلزاليا" وجاهزة للرقص والتمايل "وهز الخصر" عندما يعزف أي زلزال قادم – قدّر الله سبحانه وتعالى ولطف- سمفونيته الطبيعية قبل أن تتحول الى مقطوعة " لحن الخلود"
حماكم الله جميعا.



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس