الموضوع: # شعرة معاوية!!#
عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )

....
رقم العضوية : 5100
تاريخ التسجيل : 10 01 2009
الدولة : أنثى
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : أرض من ملكني حبه
عدد المشاركات : 10,490 [+]
آخر تواجد : 28 - 08 - 12 [+]
عدد النقاط : 47
قوة الترشيح : نزف المشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي # شعرة معاوية!!#

كُتب : [ 05 - 02 - 10 - 08:29 PM ]

شعرة معاوية !!







كان يدرس مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية ..السنة الأخيرة..كان يلاحظ على عدد منهم الإهمال و عدم المتابعة .. فأراد أن يؤدبهم..




دخل عليهم يوماً.. و أول ما استقر على كرسيه فاجأهم بقوله: كل واحد يضع كتابه جانباً و يخرج ورقة و قلماً!!




قالوا: لماذا يا أستاذ؟



قال: اختبار..اختبار مفاجئ..




بدأ الطلاب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب.. و يتهامسون باستياء .. كان من بينهم طالب كبير الجسم صغير العقل.. مشاكس كثير المشاكل سريع الغضب متهور.. صاح بأستاذه : يا أستاذ ..لا نريد أن نختبر... نحن بالكاد نجيب و نحن مذاكرون .. بالله كيف إذا كنا ما ذاكرنا!!؟




قالها بنبرة حادة,,, ثار المدرس و هاج..



و قال: ليس على كيفك.. تختبر غصباً عنك..فاهم؟!



إذا ما هو عاجبك اطلع برا!!!



ثار الطالب ..وصاح: أنت اليي تطلع برا..



توجه المدرس إلى الطالب و هو يصيح و يردد : يا قليل الأدب.. يا عديم التربية .. يا.. و يقترب أكثر و أكثر..



نهض الطالب واقفاً..



ثم ..كان ما كان مما لست أذكره فظن شراً ..ولا تسأل عن الخبر!!



وصل الأمر إلى إدارة المدرسة..عوقب الطالب بخصم درجتين وكتابة تعهد بالتزام الأدب..



أما المدرس فصار حديث القاصي و الداني .. و أصبح مضرب الأمثال ..ومثار أحاديث الطلاب في كل المدرسة يمشي في ممراتها و يسمع التعليقات و الهمسات.. حتى انتقل بعدها إلى مدرسة أخرى..



****************************


بينما مدرس آخر وقع له الموقف نفسه لكنه أحسن التصرف معه..دخل على طلابه .. و فاجأهم بقوله :



أخرج ورقة و قلماً اختبار مفاجئ ..



وكان من بينهم طالب كذلك الطالب .. صاح: يا أستاذ!! ليس على كيفك..



كان المدرس جبلاً يحس بثقل الرجل التي تحاول أن تصعد عليه!!



يفهم أن العصبي لا يقابل بعصبية .. ابتسم و نظر إلى الطالب وقال: يعني يا خالد ما تريد أن تختبر؟



فقال- صارخاً - : لا..



فقال المدرس بكل هدوووء : خلاص .. الذي ما يريد أن يختبر نتعامل معه بالنظام..



اكتبوا يا شباب السؤال : أوجد نتيجة المعادلة : س + ص = ع + 15 .. و مضى يسوق الأسئلة,,



لم يصبر الطالب المشاكس و قال: أقول لك ما أريد أن أختبر.. نظر إليه المدرس و ابتسم بهدوووء.. وقال :



وهل ألزمتك أن تختبر... أنت رجل و مسؤول عن تصرفاتك..



لم يجد الطالب ما يثير غضبه أكثر.. فهدأ و أخرج ورقة وقلماً.. و بدأ يكتب الأسئلة مع زملائه .. ثم بعدها تمت محاسبته على سوء دبه عن طريق إدارة المدرسة ..



تذكرت هذه القصة الإفتراضية وتذكرت المفارقة في القدرة على التعامل مع المواقف و أنا أتأمل في مهارات الناس على إذكاء النيران و إخمادها..





فالتعامل مع العصبي بعصبية يؤدي إلى تفجر الموقف و احتدام الخلاف.. فمن الأمور المسلمة عند العقلاء.. أن من يلاقي النار بالنار يزدها شرراً و احتداماً..





و في الجهة المقابلة تجد أحياناً من يقابل البرود – دائماً- ببرود.. لا تستقيم له الأمور..فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية..






فقد سئل معاوية رضي الله عنه كيف استطعت أن تحكم الناس أميراً عشرين سنة.. ثم تحكمهم خليفة عشرين سنة؟



فقال : جعلت بيني وبينهم شعرة .. أحد طرفيها في يدي و الآخر في أيديهم..



فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من جهتي حتى لا تنقطع.. و إذا أرخوا من جهتهم شددت من جهتي..



صدق رضي الله عنه ..ما أحكمه!!.






أظن من المسلَّمات في حياتنا أنه لا يمكن أن يهنأ بالعيش زوجان كلاهما عصبي غضوب.. كما لا يمكن أن تطول علاقة صاحبين كلاهما كذلك..





وكما قال صلى الله عليه وسلم " ليس الشديد بالصُّرعة.. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " " متفق عليه "





نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحداً إلا غلبه.. لا فلو كان هذه هو مقياس البطولة لأصبحت الحيوانات و الوحوش أفخر من الآدميين..




إنما البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع المواقف بمهارة .. يتعامل مع زوجته.. و أولاده .. ومديره... و زملائه.. دون أن يفقدهم..




وفي الحديث : لا يقضي القاضي وهو غضبان ... و أمر صلى الله عليه وسلم بتدريب النفس على الحلم فقال : إنما الحلم بالتحلم..



نعم بالتحلم.. يعني عند كظم الغضب في المرة الأولى ستتعب 100% .. ولكن في الثانية ستتعب 90%.. ثم في الثالثة إذا كظمت غضبك ستتعب 80% و هكذا حتى تتدرب و يصبح الحلم و الهدوء عندك طبيعة..





ومن طرائف قصص الغضب أني ذهبت يوماً لمدينة أملج ( 300 كم جنوب جدة ) لإلقاء محاضرة.. كان من بين الحاضرين شاب سريع الغضب ثائر الأعصاب جداً..هذا الشاب سافر مرة بسيارته ولم يكن مستعجلاً.. فكان يمشي ببطء..



كان وراءه سيارة مسرعة تريده أن يفسح لها الطريق.. وهو يزداد بطئاً ويشير لهم بيده أن خففوا السرعة,,



ضاق صاحب السيارة الأخري بصاحبنا ذرعاً.. وتعداه بسرعة وانحرف عليه بسيارته مؤدباً .. ثم مضى .. ولم يصب أي منهما بضرر..



ثارت أعصاب صاحبنا – وهي تثور على أقل من ذلك بكثييييير – فزاد سرعة سيارته وأخذ يصرخ ويزمجر.. ويشير لهم بأضواء السيارة مراراً حتى توقفوا ..



فألقى غترته جانباً.. وتناول قطعة حديد – وهي في الأصل مفك لفتح براغي العجلات عند الحاجة..



ونزل من السيارة متوهاً إليهم.. والغضب بادٍ عليه وقطعة الحديد في يده .. فإذا بالسيارة المقابلة ينزل منها ثلاثة شباب قد ضاقت ملابسهم بعضلاتهم .. وتباعدت أيديهم عن جنوبهم من عرض أكتافهم..



أقبلوا يركضون بانفعال إلى صاحبنا وقد رأوه تهيأ للقتال!!



فلما رآهم انتفض .. وغص بريقه.. وهم ينظرون إليه و إلى ما في يده..



فلما لاحظ أنهم يحدون النظر إلى قطعة الحديد..



رفعها برفق و قال: عفواَ.. أردت أن أنبهكم أن هذه سقطت منكم..!!



فتناولها أحدهم بانفعال.. وولوا إلى سيارتهم.. وهو يشير بيده إليهم مودعاً..!!













معادلة..



عصبي + عصبي = انفجار











من كتاب / استمتع بحياتك





رد مع اقتباس