عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
عضو ماسي
رقم العضوية : 1234
تاريخ التسجيل : 15 12 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 2,606 [+]
آخر تواجد : 14 - 05 - 16 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وائل الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي المرأة المعلقة .. "رهينة المحبسين"...

كُتب : [ 26 - 06 - 08 - 03:17 PM ]

المرأة المعلقة .. "رهينة المحبسين"...




تحقيق: تبوك - نورة العطوي:
كثير من القصص التي تأتي من الواقع المعاش تصور لنا جوانب من التعسف غير المبرر عند البعض في حياتهم الجماعية، فاذا كان الزواج هو سنة الحياة وأسمى العلاقات الإنسانية التي يتوجب أن تقوم ركائزها على المحبة والمودة حتى يتمكن الزوجان من قيادة دفة سفينتها وسط أعاصير الحياة إلى شواطئ الأمان واذا لم تستطع السفينة أن تستمر في الإبحار فإن الطريق معروف وواضح امساك بمعروف او تسريح باحسان، ولكن هناك نساء لا يعشن داخل عش الزوجية كمتزوجات وإنما "معلقات".. ومن هنا تنبثق اشكالية قضيتنا التي تناقش وضع "المرأة المعلقة" لنسلط الضوء على عدة محاور أهمها الأسباب التي تدعو الرجال الى هذا التصرف، واهم الإجراءات الشرعية التي تلجأ لها المعلقة لحل مشكلتها بالإضافة الى الآثار النفسية والاجتماعية على المعلقة..
ظلم وتعسف

في البداية تذكر لنا لطيفة في العقد الثاني من عمرها - حكايتها مع زوجها، قائلة: تزوجت قبل ثلاث سنوات ولدي طفل واحد، وهجرني زوجي بعد سنة من زواجي، وعاد الى زوجته الأولى التي اشترطت عليه أن يهجرني ويطلقني، وبالفعل كان ينوي تطليقي بشرط أن أتنازل له عن حضانة الطفل ولأن هذا من المستحيل فقد رفضت التنازل له عن حضانة الطفل فتمادى في هجره لي وتخلى عن الانفاق علي وعلى ابنه، فأنا في منزله منذ سنتين "مسجونة" داخل هذا المنزل، ولا يسمح بخروجي لأي مكان، وقد تدخل الأهل وأهل الخير عدة مرات من أجل ان يطلقني او يحسن معاشرتي ولكنه رفض الحالتين وحاليا لا يوجد امامي الا اللجوء إلى المحكمة.

شبح الطلاق

وتذكر سعاد أم ثلاثة أطفال بأنها معلقة منذ سنتين، وذلك بعد حدوث مشاكل كبيرة بينها وبين زوجها حتى كرهت الحياة وطالبت بالطلاق لكنه يرفض التطليق ويأخذ بمبدأ "التعليق".

وقالت للأسف ان اهلي على علم بما حصل لي من اهانة ولكنهم يفضلون أن أبقى معلقة ومهجورة من زوجي في بيتي على أن أكون مطلقة في بيتهم كونهم يخافون من ان يلحق شبح الطلاق بابنتهم لهذا لا أجد من ألجأ له ولعل هذا السبب يساهم في تمادي الزوج في تعليق زوجته فلا يهتم الأهل بالآثار النفسية التي أصابتني حتى أصبحت اتردد على العيادات النفسية، وهكذا انا ضائعة بين ظلم زوجي وصمت أهلي ونظرات المجتمع التي لا ترحم..

اسيرة المهر

نوف تروي حكايتها قائلة: تزوجت من رجل عنده زوجتان وتركني معلقة منذ الاسبوع الاول من الزواج وعلى مدار عامين وانا اطالبه بالطلاق، خاصة انه هجرني واعادني الى منزل اهلي دون ان اخطئ او اقصر في حقه وهو رافض تطليقي دون ان يستلم المهر وجميع ما خسره في زواجي فمن اين لي ان ادفع مبلغ مائتي الف ريال حتى أحصل على حريتي لهذا بقيت معلقة سنتين امام عجز الأهل عن توفير مثل هذا المبلغ.. حتى ساهم اهل الخير في حل هذه المشكلة التي انتهى مؤخرا بحصولي على الطلاق.

تجربة فاشلة

وتشير حنان إلى أنها كانت سعيدة بزواجها من طبيب قائلة: تزوجت أحد الأطباء وكنت اعتقد انه بحكم مهنته انسان يتمتع بصفة الرحمة والرأفة، لكن زوجي الطبيب عكس ذلك لا تمثل تصرفاته معي اي تصرف من الإنسانية فقد أساء معاملتي وعشرتي وهجرني في منزله أكثر من سبعة اشهر بلا مصروف او معاشرة ومنعت من الخروج من المنزل.. فلم احتمل هذا التصرف وفشلت في جميع محاولاتي لارضائه، ولكن دون جدوى حتى غادرت الى منزل اهلي، وتقدمت بدعوى ضده بالمحكمة، وعندما حضر ابديت استعدادي له بدفع اي مبلغ له مقابل تطليقي وفعلا طلقني ورجعت الى بيت أهلي وانا فرحة بطلاقي منه لكنه راجعني في الوقت الذي يحق له ان يراجعني فيه ولما انتهت العدة ورجعت الى القاضي قيل لي إنه راجعني ليس حبا وكرامة لي بل حتى يزيد في ظلمه لي لأنه لم يشعر في اي لحظة من اللحظات باني انسانة مرغوبة في حياته مع اني متعلمة، وهذه التجربة افقدتني الثقة بنفسي نعم من حقه ان يطلقني ويرجعني لكن ليس من حقه ان يظلم فتاة لم تقصر معه بشيء..

حكايتي لم تنته الا عندما ذهب اليه والدي واعطاه مبلغا كبيرا حتى أحصل على الطلاق بشكل نهائي وفعلا حصلت عليه بعد ثلاث سنوات من العيش وانا لست بالمطلقة ولا المتزوجة.

أما خلود فقد بقيت خمس سنوات معلقة.. وكان يوم طلاقها هو يوم ولادة لها من جديد.. تقول: انا مقيمة باحدى مناطق السعودية وتزوجت من شاب سعودي كان والدي يعمل عنده وبعد فترة اكتشفت انه مدمن مخدرات وحدثت مشاكل عديدة بيننا وعندها طالبته بالطلاق فاختفى وطلب مبلغاً مقابل الطلاق ،وهنا تقدم والدي بدعوى للمحكمة استطعت في نهاية المطاف أن أحصل على الطلاق مقابل دفع مال.. تعب والدي في جمعه خلال سنوات الغربة.. لكن ثمن حرية المرأة المعلقة لا يقدر بمال.

الدراسة أو التعليق!

وتبقى نورة معلقة.. في منزل والدها تنتظر ورقة طلاقها من زوجها وتقول: تزوجت قبل سنة وشهرين وعمري 21سنة وادرس في المستوى الثاني بالجامعة، وقد كان اشتراطي قبل الزواج هو مواصلة الدراسة لكن بعد مرور اشهر من زواجنا رفض استكمال دراستي فرفضت وغادرت الى منزل والدي وبقيت هناك لأكثر من سنة وهو رافض الدراسة أو الطلاق وفضل ان يتركني معلقة في منزل والدي بعد ان رفض حتى الانفاق علي بهذه الفترة.الأسباب المؤدية الى التعليق

هذه القصص ادلة واضحة على المعاناة التي تمر بها كثير من النساء المعلقات فمنهن من تعيش مع اطفالها وتتكفل هي بالإنفاق عليهم ومنهم من تعيش مع اهلها ومن منهن من تعيش وحدها ومن خلال هذه القصص اجمعن على انه ليس من حق الرجل اذا كانت العصمة بيده ان يتمادى في القسوة والظلم والتعسف والحصار الذي يفرضه الرجل على زوجته فإذا استحالت الحياة مع الزوجات لماذا لا يأخذوا بالطلاق كحل نهائي.

وحول اسباب لجوء الزوج الى تعليق زوجته تقول الأستاذة مها العمري محاضرة بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة تبوك: لهذا التصرف عدة اسباب بعضها ايجابي وبعضها سلبي منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة فالزوجة احياناً تتزوج الذي يكبرها بسنوات كثيرة ربما تصل الى ضعف سنوات عمرها طمعاً في المال او الجاه، وبعد الزواج تكتشف ان هذا المال والجاه لا يكفيان لإقامة حياة زوجية سعيدة ومن هنا تبدأ الخلافات تشق طريقها بين الزوجين اما الأسباب الخاصة بالزوج فهي عديدة ترجع الى معاملته السيئة لزوجته حتى تنفر منه وتذهب الى اهلها وعندئذ يتدخل اهل الإصلاح من ذات البين ولكنها تصل الى طريق مسدود، وهنا تبدأ المشكلة "تعليق الزوجة" ولإحقاق الحق لابد ان تنظر الى هذه القضية بعين محايدة تماماً، فنجد ان وصول الزوج بزوجته الى حد التعليق له مبررات عدة بعضها ايجابي وبعضها سلبي فقد يكون بينهما اطفال وحرصاً من الزوج على ان ينشأوا في جو نفسي سليم بين والديهما وبعيداً عن زوج الأم او زوجة الأب لذا يعطيها فرصة لعلها تعود الى رشدها وتتلمس مصلحة اولادها، وقد يكون المراد من تعليق الزوجة هو دفعها الى التنازل عن حقوقها في الحضانة والنفقة او ان تدفع له قيمة المهر.. هذه الزوجة مطالبة امام المحكمة بإعادة قيمة المهر الى الزوج حتى تحصل على الطلاق.. في حالة مطالبته بالمهر مقابل الطلاق.

واضافت ان من اسباب تزايد حالات المعلقات هو ان هناك رجالا يتسمون بحب التملك حتى وأن لم يكن لهم رغبة في الزوجة ومنهم من يرى ان في طلبها للطلاق منه اهانة له حيث جري العرف على ان تكون العصمة بيد الرجل وهوالذي يقرر الإمساك او التسريح.. او "التعليق"، كذلك فإن تعنت هذا الزوج يعود لقلة ايمانه بالله تعالى وعدم خوفه من الله: (واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فأمسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه).

واشارت الى ان طمع الزوج بمال زوجته هو احد اسباب التعليق، فإذا لم تدفع الصداق للحصول على "صك الطلاق" يتعهد بتعليقها وإبقائها على ذمته دون معاشرة لها.. وقد نهى الله عن ذلك يقول سبحانه وتعالى: (وإن اردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً @ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً@)، كذلك من الاسباب تعنت الزوجة وعدم التنازل عما بنفسها فتظل متمسكة برأيها أو ان تكون ارتكبت ما يغضب الزوج فيجد في التعليق نوعا من التأديب وهنا لابد ان يكون تأديبا معقولا ولا يتجاوز حده.

الآثار النفسية

وعن هذه المشكلة تحدثنا المشرفة الاجتماعية دانيا آل غالب، قائلة: مشكلة الزوجة المعلقة اصبحت تمثل ظاهرة تحتاج فعلاً الى دراسة وبحث ايجاد حلول.. فهذه المرأة التي ظلمها الزوج ولم ترحمها الجهات المعنية بحاجة الى ان تجد من يهتم بقضيتها التي غالباً ما تسرق من عمرها سنوات طويلة كما انه لا توجد في الضمان الاجتماعي ما يساعدها على وضعها فنجد ان حال المطلقة افضل من المعلقة.

واضافت ان المعلقة تعاني من زوجها الذي رفض ان يمنحها حقوق الزوجة او كرامة المطلقة فوجدت نفسها تعيش على هامش الحياة في وضع غير انساني لأنها فقدت حريتها في ان تعيش حياتها كامرأة او حتى كمطلقة كما تعاني من تجاهل المجتمع مثل الضمان الاجتماعي والجمعية الخيرية وفاعلي الخير، وهذه الظروف تجعل نفسية الزوجة متعبة نفسياً فهي في نظر المجتمع فاشلة وفي نظر نفسها مظلومة وفاشلة فهي ليست زوجة الا في الأوراق الرسمية لهذا هي غير راضية عن نفسها بل ناقمة على وضعها ولا تستطيع ان تفعل شيئاً وهذا يولد في نفسها دوافع الإجرام او الانحراف او الإدمان للانتقام لكرامتها او تقع في الرذيلة لإشباع رغبتها الفطرية بطريق غير مشروع وهي تعلم حرمة هذا الشيء ولكن تفعل ذلك بدافع الانتقام او التنفيس عن نفسها وملء وقت فراغها، كما يغلب عليها طابع العصبية وعدم سعة الصدر والعزلة والتشاؤم وبذلك تكون عرضة للأمراض النفسية فتلجأ للعيادات النفسية او "المشعوذين" بحثاً عن حلول.

رأي الشرع

وحول هذا الموضوع تحدث الينا الدكتور احمد عبدالقادر المعبي، وقال: لاشك ان قضية المرأة المعلقة قضية مهمة غفل عنها الكثير من الدعاة فتعليق الزوجة هدر لحقها كإنسان له احاسيسه ومشاعره وهو نوع من انواع العضل والإضرار الذي قد يمتد الى سنوات طويلة لا لشيء إلا نكاية بالزوجة وأهلها، ونحن نلاحظ تزايد تعداد الزوجات المعلقات ومعاناتهن وهذا ما حرمه الله بقوله تعالى: (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)، وقد نهى الله عن عضل الزوجة اي عدم طلاقها او معاشرتها فقال الله تعالى: (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن الا ان يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف) والعضل يشمل حرمان الزوجة من كافة حقوقها في النفقة والجماع والسر والعمل.. وغيرها.

واضاف ان المرأة تبقى معلقة لأسباب منها:

عدم وجود من يساندها فإما ان تكون يتيمة او انها تخاف من تهديدات زوجها، الخوف على أبنائها، انشغال الأهل بأعمال اخرى ونسيانها.

وأشار الى ان الإجراءات الشرعية التي يمكن ان تلجأ اليها المعلقة، هي:

@ طلب ان يأتي حكم من اهلها وحكم من اهله لحل هذه القضية وهذا كما قال تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من اهله وحكماً من أهلها إن يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما) فإما ان يعيداهما ويصلحا بينهما مع وجود الرغبة بينهما فإذا لم يكن هناك رغبة فالفراق خير لهما.

@ من حقها ان تخالفه كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "ان امرأة ثابت بن قيس اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ولكني اكره الكفر في الإسلام! فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقه"، بل ومن حق القاضي فسخ عقد النكاح لو ادرك ان هذا الزوج متسلط عنيد لا يخاف الله ويقيم حدوده لحديث "لا ضر ولا ضرار".

رد مع اقتباس