عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
إداري سابق
رقم العضوية : 491
تاريخ التسجيل : 01 09 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : القصيـــــم
عدد المشاركات : 3,406 [+]
آخر تواجد : 02 - 10 - 11 [+]
عدد النقاط : 14
قوة الترشيح : راس الضلع is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي الرياض تحافظ على 16 ألف مبنى طيني بُنيت قبل 3 قرون

كُتب : [ 09 - 05 - 08 - 01:32 PM ]

الرياض تحافظ على 16 ألف مبنى طيني بُنيت قبل 3 قرون



عفاف عبدالرحمن ( الساحة )

منذ ثلاثة قرون، اشتهرت مدينة الرياض بمبانيها الطينية ذات الطراز المحلي الذي جعلها مع سورها القديم معلما بارزا في قلب الجزيرة العربية. وشهدت الرياض خلال القرنين الماضيين مراحل نمو متفاوتة تزامنت مع قيام الدولتين السعودية الأولى والثانية، حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها الملك عبد العزيز، حيث عاشت المدينة حركة عمرانية كبيرة تمثلت في إنشاء قصور المربع خارج أسوار المدينة ومجموعة من القصور الطينية المبنية بالطوب اللبن والمسقوفة بجذوع النخيل وذلك حتى عام 1950 عندما شهدت الرياض إقامة أول مبنى حديث من المواد الخرسانية الحديثة.
ولا تزال حاضرة مدينة الرياض حتى الآن، على رغم تبوئها مكانة متقدمة بين أكبر مدن العالم، تحتضن الآلاف من المباني التراثية المبنية على الطراز المحلي لقائم على تصميم شبه موحد يعتمد على أساس الفناء الداخلي الذي تحيط به الغرف والأروقة، وغالبا ما يكون البناء من دور أو دورين. وتتكون مواد البناء من المواد المحلية التي تشمل "اللبن" والحجارة والأخشاب وأغصان الأشجار. وتتفاوت المباني التراثية في أهميتها وقيمتها المعمارية فمنها المباني التاريخية وتشمل القصور السكنية القديمة ومباني الأجهزة الحكومية وفي مقدمتها قصر المربع وقصر المصمك وقصور الملك عبد العزيز السكنية.
وقد بلغ عدد المباني الطينية التي تم إحصاؤها في مدينة الرياض ضمن مشروع المسح، ما يقرب من 16 ألف مبنى تمثل نسبة 16% من منطقة حدود الدراسة و4 في المائة من إجمالي مساحة مدينة الرياض، وتتوزع في 33 حيا مشغولة بالسكان، من أبرزها أحياء الشميسي، العود، الديرة، أم سليم، معكال، ثليم، جبرة، منفوحة، الجرادية، المرقب، الفوطة، عتيقة، العريجاء، صياح واليمامة.
ومن بين أبرز العناصر المعمارية المميزة للمباني الطينية التي اندرجت ضمن مشروع المسح التراثي، ما يعرف بـ"الحقاف" وهو عبارة عن خط طولي مجوف وسط الحائط أو الجدار، و"الحداير" وهو مثلثات مقلوبة وبارزة تلي الحقاف، و"الدهريز" وهو المدخل الذي يلي الباب الرئيسي للمنزل ولا يزال هذا الاسم مستعملا في بعض الأوساط في المدينة، و"الطرمة" وهي بروز فوق باب الدار وباب غرفة القهوة ويتكون من بناء مثلث الشكل من الخشب يغطى بالطين مثله مثل سائر الجدر، وبأرضيته الخشبية ثقوب تسمح لمن ينظر من خلالها من رؤية طارق الباب وغالبا ما تكون الطرمة بارتفاع 60 سنتميترا واشتق اسمها من الخرس، ومن أسمائها القوتالة.
كما تشتمل أبرز العناصر الرئيسة في العمارة التقليدية في المباني الأثرية في الرياض أيضا على "المجيب" وهو المدخل الذي يجلس فيه صاحب المنزل وأقاربه وخصوصا في فصل الصيف، و"الخلوة" وهو المجلس الخاص بالضيوف وغالبا ما يكون واسعا ومزخرفا بالألوان والأصواف والستائر وبه نوافذ تطل على فناء المنزل، و"الكمار" وهو عبارة عن دولاب للتخزين مفتوح ذي أرفف يبنى من الجص وتعمل الأرفف من ألواح الجص أحيانا ومن الخشب أحيانا أخرى، وبه زخارف ونقوش كثيرة من البيئة المحلية وتحفظ فيه أدوات وأواني القهوة والشاي، ويبنى غالبا في أماكن استقبال الضيوف حيث يعلو مكان إعداد القهوة المعروف بـ "الوجار" الذي يوضع فيه الحطب والفحم للتدفئة وصنع المشروبات الساخنة للضيوف.
ومن أهم العناصر الثابتة في العمارة التقليدية في نجد، النقش على الجص، والذي يعد من مميزات العمارة المحلية، حيث يتم نقش المواقع المميزة في المنزل والمطلة على الواجهة و"الشرفات" التي تعلو الحوائط بنقوشات بيضاء ذات تصاميم وأشكال نابعة من البيئة المحلية، كما تعتبر "الفتحات المثلثة" أحد أهم العناصر الجمالية في العمارة التقليدية بالرياض، ويعود استخدامها في الأساس للعمارة في بلدة الدرعية المحاذية للرياض وخصوصا في حي طريف الذي شهد قيام الدولة السعودية الأولى قبل نحو ثلاثة قرون.
وفي تواصل لنقل التراث انتقل كثير من عناصر التراث إلى الفلل الحديثة، إذ يظهر الاهتمام بشرفات المنازل واللون ليكون متوازيا بين التراث وروح العصر.



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس