عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )
عضو ماسي
رقم العضوية : 1234
تاريخ التسجيل : 15 12 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 2,606 [+]
آخر تواجد : 14 - 05 - 16 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وائل الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد : ظاهرة التفحيـــــط

كُتب : [ 17 - 02 - 08 - 01:09 AM ]

سامي المغامسي (المدينة المنورة)
التفحيط او «لعبة الموت» ظاهرة لا تخطئها العين وضحاياها في ازدياد كل يوم لعل اشهرها
قضية «ابوكاب» بمدينة جدة والتي شغلت الرأي العام في الأيام القليلة الماضية والتي راح ضحيتها
ثلاثة احداث هما الشقيقان احمد وعبدالعزيز بدر فيحان بن خثيلة الطالبان بالصف الثالث والثاني متوسط وصديقهما ابراهيم بالصف الاول ثانوي وذلك لما اشتملت عليه هذه القضية من حكم بقتل المفحط المتسبب في موتهم وهو «أبو كاب» تعزيرا ردعا لأمثاله من المفحطين الذين يعرضون حياتهم وحياة مرافقيهم ومشجعيهم للخطر.«أبوكاب» أغرى ضحاياه بالصعود معه في السيارة من كورنيش جدة الى الخط
المظلم في شمالها في شوال من عام 1426هـ وأخذ يقوم بحركات بهلوانية خطرة اثناء ممارسته
التفحيط بسيارته مما ادى لوقوع الحادث ووفاة الاحداث الثلاثة!!
ليست قضية ابوكاب هي الوحيدة من نوعها.. فظاهرة التفحيط ظاهرة قديمة والامثلة على ذلك اكثر من ان تحصى والقاسم المشترك بينها هو حب المغامرةولفت الانتباه والظهور في صورة «البطل الخارق» و«النجم» الذي يأتي بحركات لايقدر عليها الآخرون!!
لفت انتباه الطالبات
في المدينة المنورة قام مراهق بممارسة التفحيط جوار مدرسة متوسطة للبنات بحي الاسكان في محاولة منه للفت انتباه الطالبات ولما كان يقود سيارته بسرعة زائدة لم يستطع التحكم في مقودها عند انحرافها وكانت النتيجة كارثية اذ لقيت طالبتان حتفهما دهسا!!
انها لعبة الموت: «تفحيط وتطعيس وتربيع وتخميس وجنون وتهويس» والأحصائيات تشير الى اربعة آلاف ومائتي حالة وفاة والف ومائتي اعاقة دائمة وثمانية آلاف اعاقة مؤقتة سنويا فيما ازدادت الحوادث المرورية في المملكة خلال عشر سنوات فقط بنسبة 400% وخلال 23 سنة بلغ عدد المصابين في حوادث المرور اكثر من نصف مليون مصاب توفي منهم 60 ألفاً.. وهي بلا شك ارقام مخيفة يقف وراءها اسباب عديدة كالسرعة وقطع الاشارة والتفحيط والذي تحول لدى بعض الشباب والمراهقين الى مجرد «لعبة» فهذا شاب متهور يقوم بحركات بهلوانية قاتلة ويصوب سيارته باتجاه الجماهير التي اصطفت عن اليمين وعن اليسار تصفق وتشجع ولكن سرعان ما يندمون!
ويحدث ذلك في أماكن معروفة وفي مواعيد محددة سلفا حيث يجتمع هواة التفحيط وقائدو الدراجات في عطلة نهاية الاسبوع وفي مكان بعينه ولكنه عادة ما يتغير باستمرار تجنبا لملاحقة المرور، فيستمتع الجميع بالعروض البهلوانية بغض النظر عما سينتج عنها من حوادث واصابات ووفيات!!
وتتسع دائرة المحبين لهذه الهواية والممارسين لها الى الانترنت وانتشار المواقع الالكترونية التي تحكي بالصوت والصورة مشاهد الاثارة التي التقطتها مئات العدسات فيما تقوم هذه المواقع الالكترونية بالتعريف بأشهر المفحطين وقائدي الدراجات النارية وعرض حركاتهم الأكثر إثارة وتشويقا كما تنتشر اشرطة الفيديو والاسطوانات المدمجة التي تعرض مشاهد التفحيط والاستعراض بالدراجات النارية بإخراج فني مبهر، ولا يقتصر تداول هذه المشاهد على المنطقة التي يجري فيها التفحيط فحسب بل يتعداها لمناطق اخرى والى خارج الحدود احيانا حيث هناك اسماء مطلوبة وذات شهرة كبيرة في اوساط الشباب ما دفع عددا منهم في المناطق البعيدة وفي بعض دول الخليج لزيارة المدن التي تقام فيها هذه الاستعراضات من اجل مشاهدتها على الهواء مباشرة!!
وفي هذا السياق يرجع الباحث الدكتور سليمان عيسى الدويرعات بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في دراسته القيمة عن التفحيط التي قدمها للمؤتمر الثاني للسلامة المرورية بداية التفحيط بالمملكة الى اوائل القرن الهجري الجاري فيما اعتبر البعض عام 1399هـ البداية الفعلية لممارسة التفحيط في الشوارع والساحات في كثير من مناطق المملكة ثم بدأت الظاهرة في التوسع لتأخذ مصطلحات ومسميات عديدة تبرز مدى الاهتمام بها كما يطلق المفحطون على أنفسهم ألقاباً خاصة بهم او يلقبون بها من جانب المشجعين لهم وعادة ما تكون غريبة ومشتقة من كلمات الاغاني الشعبية والعربية.
ويحدد الباحث اهم الاسباب التي تدفع بالشباب لممارسة التفحيط في حب الظهور والشهرة والمغامرة والفراغ وضعف رقابة الاسرة وأثر وسائل الاعلام والالعاب الالكترونية وتأثر كثير منهم بأفلام المطاردات والعنف فيحاول المراهقون توعية الحركات التي يشاهدونها فتنتشر بينهم لقطات ومشاهد تفحيط مسجلة من الشوارع والساحات عبر كاميرات الكترونية، فيما يشاهد هذه اللقطات المراهق لمجرد التسلية فتثير في نفس الرغبة في تطبيقها مشيراً الى انشاء 80 موقعا على شبكة الانترنت تحوي مشاهد تفحيط ولقاءات مع اشهر المفحطين ..
مجرمون ام مخالفون
والسؤال الذي تطرحه هذه القضية الآن هو: هل نعتبر المفحطين قتلة ومجرمين ام هم مجرد مخالفين لقواعد المرور؟ وما هي أفضل السبل لامتصاص طاقات الشباب بما يبعدهم عن هذه الهواية القاتلة ..
مما لا شك فيه ان قضية «ابوكاب» التي تناولتها الصحف منذ بداياتها وحتى صدور الحكم عليه بالقتل تعزيراً اثارت العديد من ردود الفعل المتفاوتة وقد انقسمت الآراء حولها انقساماً بيناً بين مؤيد لهذا الحكم باعتبار المفحط شأنه شأن اي مجرم قاتل، ومعارض له على اعتبار المفحط مجرد شخص مخالف لأنظمة السير والمرور ..
قتل «ابو كاب» تعزيرا
جاء في حيثيات الحكم على ابو كاب ان ما اقدم عليه فعل محرم شرعا وانتهاك للحرمات وتخويف للآمنين وازهاق للأرواح المعصومة شرعا واتلاف للاموال والممتلكات.
كما جاء في تبرير الحكم الذي اصدره ثلاثة قضاه ا انه نظرا لتفشي ظاهرة التفحيط وحيث ان مافعله المدعى عليه وأمثاله من محترفي التفحيط لا يبعد عما يفعله المجرمون المخربون بسائر انواع الاجرام بل هو اشد اذ فيه تعزير بالاحداث وافساد لسلوكهم واخلاقهم ، فقد ظهر للقضاة الذين نظروا القضية فداحة جريمة المدعى عليه مما يستوجب معه تعزيرا صارحا للضرب على ايدي السفهاء لقطع دابرهم وعبرة لغيرهم ولذلك كله صدر حكمهم بقتل المدعى عليه تعزيرا.
حكم اجتهادي
الى ذلك يعلق الشيخ علي عبدالله المطرودي قاض في المحكمة الكبرى بجدة ان الحكم في قضية «ابو كاب» الذي تسبب في مقتل ثلاثة مراهقين حكم اجتهادي اذ لم يرد في كتاب الله عز وجل او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم او اجماع عن مثل هذه الحالة, مشيرا الى ان مايراه القاضي مناسبا في تعزير الجاني يرفع للمدعي العام واذا رآه مناسبا صدق عليه.
الحق العام والحق الخاص
وقال المحامي خالد أبو راشد ان هناك حقين في مثل هذه النوعية من القضايا الحق الخاص والحق العام فأما الحق الخاص يتحمله السائق ويتمثل في ديات المتوفين ويمكن الورثة التنازل عنه، اما الحق العام فعقوبته يقررها ولاة الأمر وترتبط بمخالفة الأنظمة العامة والتهور ومدى الخطأ وكلها عوامل تؤثر في شدة العقوبة.
وفي هذا السياق يرى الدكتور جرمان أحمد الشهري ان نفرق بين القتل العمد والقتل الخطأ فلو تساءلنا: هل كان أبو كاب يقصد او يرغب او ينوي قتل هؤلاء الشباب الثلاثة ام كان قصده الحصول على اعجابهم ولفت انظارهم الى مقدرته على التفحيط واذا كان الجواب بنعم في شطر السؤال الأول فلا شك انه يستحق القتل دون جدل اما اذا كان الجواب بنعم في شطر السؤال الثاني فانه لا يستحق القتل ويضيف في سياق ذلك نعم لقد اخطأ ابو كاب وارتكب جرما لا يغتفر بحقه وبحق الآخرين وأحال سيارته من وسيلة نقل الى أداة قتل وتسيب في ازهاق أرواح بريئة ولكن هل كان عدوا لهؤلاء الشبان هل خطفهم وأرغمهم على الركوب معه مضيفا قوله: نحن ندرك حجم المآسطي والتي لحقت بآباء الضحايا ونشعر بآلامهم وأحزانهم ومصيبتهم في فقد ابنائهم ولو كنا في مكانهم لطالبنا بما يطالبون به من القصاص ممن حرمونا من فلذات أكبادنا ..
ولكن لا بد ان تخضع القضية لمزيد من التمحيص والحكم العقلاني بعيدا عن العاطفة فهناك فرق بين ان يكون القاتل ضامرا للشر مخططا للقتل مع سبق الاصرار والترصد حاملا سلاحه معمرا بالذخيرة لمواجهة الضحية واطلاق النار عليه وبين ان يكون القاتل ضامرا لاستعراض القدرات ومخططا للتفحيط ممتطيا سيارته بصحبة اصدقائه فيقع ما لا يتوقعه بوفاة اصدقائه قضاء وقدرا.
المفحط ليس مجرما
ومن وجهة نظر مدير مرور المدينة المنورة العقيد سراج عبدالرحمن كمال ان المفحط ليس مجرما وانما هو مخالف ولا تنطبق عليه صفة الاجرام موضحا ان الغرض من حكم القتل تعزيرا على ابو كاب ردع كثير من المفحطين الذين يتلاعبون بأرواح الناس.
وقال في سياق ذلك ان «المرور السري» يعمل على رصد المخالفين في الساحات والطرقات التي يتم فيها ممارسة التفحيط فيما يتم سحب السيارات من أمام المنازل ولا يطارد المرور المفحط بل يتم استدعاؤه لتطبيق العقوبة المنصوص عليها بحقه.
الحزم والصرامة
وللحد من انتشار ظاهرة التفحيط كان من ابرز الحلول التي نادى بها الدكتور سليمان الدويرعات الحزم والصرامة من جانب المرور في مواجهة المفحطين وتخصيص اماكن لممارسة التفحيط كرياضة في أماكن منظمة وتحت اشراف جهة مسؤولة والتأكيد على برامج التوعية المرورية والدينية الموجهة للمراهقين والمفحطين والتوسع في استخدام المطبات الصناعية النظامية في الأماكن التي تقل فيها الرقابة المرورية..
هذا مانقل عن جريدة عكاظ

رد مع اقتباس