لا يزال الكثيرون منا يتندرون على الشخص الذي يأتي بفعل أو كلمة تنم عن قلة معرفة، بأنه رضع لبن ماعز، ظناً منهم أن هذا اللبن غير مفيد، أو أقل جودة من ألبان البقر والإبل.. لكن الحقيقة التي يثبتها العلم الحديث عكس ذلك تماماً، وأن لبن الماعز يتمتع بمواصفات عالية جداً من حيث القيمة الغذائية، والمنافع الصحية، تفوق غيرها من الألبان الأخرى.

ووفقاً لما جاء في دراسة حديثة أجراها باحثون في إسبانيا، ونشرت في أكبر المجلات الأوروبية المتخصصة، فإن حليب الماعز له تأثيرات إيجابية كثيرة على التمثيل الغذائي للمعادن، ويساعد على الشفاء من أمراض فقر الدم، ولين العظام. كما أنه يحوي كميات أكبر من عناصر الحديد، والكالسيوم، والفسفور، والماغنسيوم، وفيتامين (A).. وغيرها من المواصفات والمزايا التي جعلت عدداً كبيراً من مراكز البحوث المعنية بالتغذية الصحية تطالب باستخدام لبن الماعز، باعتباره من أفضل البدائل للألبان المجففة، التي يضطر البعض لاستخدامها في تغذية الأطفال وحديثي الولادة، بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن محتوى لبن الماعز من المعادن أعلى بكثير من تلك الموجودة في لبن الأم المرضعة وهو ما يساعد على النمو البدني والذهني للطفل في سنواته الأولى، وفي بقية مراحل حياته أيضاً، حيث يعد لبن الماعز من أفضل الألبان للوقاية من أمراض الأنيميا، وهشاشة العظام لدى الصغار والكبار على حد سواء.

وتوصي الدراسات أيضاً بتشجيع تربية الماعز لسد مشكلة نقص الألبان التي تعاني منها بعض الدول، ولاسيما أن ذلك لا يحتاج إلى رساميل كبيرة أو خبرات خاصة، لما وهبه الله - سبحانه وتعالى - لحيوانات الماعز من قدرة هائلة على مقاومة الأمراض التي تصيب الحيوانات الأخرى، وكذلك قدرتها الفائقة على تدوير الغذاء، وتحمل أي نقص في مصادره. كل هذه الفوائد ربما تستوجب أن نعيد النظر في وصف شخص ما بأنه رضع من عنز، وربما وصل بنا جميعاً أن نقول: (يا سعده من رضع من عنز)؟




مــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــقـــــــــــــــــــــــــــول