اثبت تركي الميزاني انه مطمح جميع الشعراء فمصادقته ومزاملته تعني انفتاح ابواب الغنى والدعوات المتواصلة للحفلات استفادة من جماهيرية تركي الميزاني الساحقة .
فرأينا شعراء متواضعين مثل محمد بن طمحي استفاد من ثنائيته مع تركي في فترات سابقة حتى مل منه تركي وبحث عن غيره لتطوير مستواه , وحتى شعراء كبار بمستوى الرياحي عرف من اين تؤكل الكتف وعاد للواجهة بعد تغييبه المتعمد من زملائه القدماء وذلك باستفادته من جماهيرية تركي .
لينظم لهذه القائمة العديد من الشعراء خاصة بعد وفاة الرياحي لنجد ملفي المورقي يحتل هذه المكانة ويدخل هذه الثنائية باستمالته لتركي ومحاولة كسبه أن يكون هو المفضل من شعراء عتيبة ولم تستثني هذه الثنائية شاعر عتيبي آخر هو فهد العازمي لنجده هو المرشح الثاني من عتيبه مع ملفي لمزاملة تركي في أي محفل كنوع من التنويع فقط , هذه الثنائيات والثراء لمن يرضى عنهم تركي الميزاني أغرت الكثير للبحث عن خطب ود تركي وكثير من حاول ذلك مثل ابن مشيط المري أو القرقاح .......الخ .
وكان تركي وجه خير لكل من يزامله أو يرضى عنه وقد تؤدي هذه الأمور لسخط بعض الناس أو الشعراء وحسدهم لهؤلاء وربما هذا السعي والحسد فقط للحصول على مقعد شاغر يحصلون به على رضى تركي حتى لو زعموا أشياء أخرى .
فقد كان المورقي من اشد الناقمين على تركي في السنوات الماضية قبل عام 1425 وذلك قبل وصول تركي لهذه الجماهيرية العريضة , وتذكير بحفلة في منطقة القصيم استهزء المورقي بتركي حتى وصلت الأمور الى الزعل وظهور الغضب على الوجوه حتى تدارك حبيب العازمي الذي كان موجوداً الموقف وهدء الأجواء وأذكر من تلك المحاورة قول المورقي لتركي : (( كيف ابا أعطيك معنى وأنت مرخ الأذاني ....الخ )) .
لنجد مقاطعة تامة بينهم وتجنب المورقي لقاء تركي حتى وضع له شبه كمين بحضوره لحفل في الصمان مع عدم علمه بحضور تركي وهي أشبه بمحاورة انتقام وكانت في السعيرة على ماأظن .
لنجد بعدها بسنوات المورقي بذكائه وبحثه عن مصلحته مثله مثل الرياحي والذين لم يكونوا مقتنعين وقتها بشاعرية تركي ولكن المصلحة جعلتهم يحرصون على مزاملته وكسب وده .
وتركي بعيداً عن جماهيريته المعروفة أصبح للأمانة ناضج شعرياً في هذه السنوات حتى اصبح من ضمن أفضل الشعراء اليوم وذلك بسبب لعبه وخبراته الواسعة في الميادين .
وهذا المقطع المذكور والمحاورة بين القرقاح وتركي ,
تعليقات على المحاورة :
1- فلاح القرقاح استغل نوعية السلام ليوهم بتوجيه السلام للحضور , لكنه يوجه الكلام لتركي وذلك بربط البيت الثاني وكذلك ربطه ببقية المحاورة .
(( معرفتهم تجاره )) , يوضح القرقاح أن معرفة تركي تجارة وغنى مالي وأن الغنى سيأتي لكل من ينضم له .
2- (( عند ريس لاداره )) , يبين القرقاح أنه يقدم طلبه لريس الادارة وهو تركي لينضم القرقاح الى الحزب .
3- ردود تركي يتضح فهمه للرمزية ويرد بقوله :
(( استشرتك ولاحصلت منك استشاره = مادري انته شمال طويق والا جنوبه )) , يقول تركي أني طلبت منك الانضمام لنا ولكنك ذهبت عنا وابعدتك الدنيا عنا , فأين أنت ؟؟!!
4- القرقاح يوضح مرة أخرى أنه لم يجد قبول أو حماس لقبوله ضمن حزب تركي فيقول :
(( وقف الباص بالركاب عند الاشارة = ماأحداً حركه والجو حر ورطوبه )) .
5- ثم يقول القرقاح : ياتركي لاتعتب علي أو تزعل مني من أول لقاءاتنا فأنا سأعجبك في القادم :
(( لاتحاول تعاتبني من أول زياره = يمكن يضيق صدر الضيف ويضيق ثوبه )) .
6- تركي يؤكد أن القرقاح من ضمن المرضي عنهم وله مكانه المعتبر في هذا الحزب :
(( أنت محجوز لك كرسي بوسط الغماره = لايهمك سموم القيض والا هبوبه )) .
(( إجتمع مجلس الشوره وصدّر قراره = علم أصحابنا اللي توهم مادروا به )) .
7- القرقاح يرحب بهذا القرار وأنه سعيد به فيقول :
(( مرحبا بالربيع اللي يطول انتظاره = متى أشوف السماء غايم والأرض معشوبه )) .
8- والقرقاح كذلك يعلم أن الكثير سيحسده على رضى تركي عنه وموافقته على ضمه لهذا الحزب فيقول القرقاح : (( فيه سبعين شخص معارضين بحراره = وسبعةٍ روسهم عند اللزوم معصوبه )) .
9- ثم يوضح تركي أن القرقاح من ضمن أهم الأشخاص الذين يحرص على ضمهم لهم ولكن ذلك يطبخ على نار هادئه فيقول تركي :
(( انت واللي سواتك ماسكين الصداره = لاتعجل ترى الموضوع دوبه ودوبه )) .
10 - القرقاح بعد أن اطمئن أنه مرضي عنه وانه سيضم لهذا الحزب المغري مادياً يوجه نصائحه لتركي وزملائه أن لايقابلوا الحاسدين لهم وأن يحجّموهم ولايقابلوهم لإن مقابلة هؤلاء الحاسدين تعطيهم عائد مادي لايستحقونه فيكون الأولى بالعائد المادي هم الاصدقاء :
((ديرة القوم لاتبنون فيها عماره = يمكن القوم تحسدكم على كل طوبه )) .
ومن المحاورة نستشف حرص القرقاح وحتى توضيحه بدون حياء أن معرفة تركي هي التجارة المادية والغنى وقصد بها التجارة المادية وليست المعنوية لإرتباط حضور الحفلات بالعائد المادي , وردود تركي توضح رضاه التام عن القرقاح وأنه من ضمن المقبولين في هذا المجموعة , وكذلك نلاحظ عتب القرقاح عن أمور توقف انضمامه وأنه لم يجد حماس من تركي وزملائه لضمه لهم , ولكن تركي يوضح أن القرقاح بالنسبة لهم على رأس قائمة المرضي عنهم لكن الأمر يطبخ على نار هادئة .
ولا أعلم تاريخ هذه المحاورة ونطلب من يعرف تاريخها أن يوضح لنا ذلك .
وهذه المحاورة كما ذكرت نموذج على تهافت الكثير من الشعراء وطلبهم لرضى ابوعطالله للإستفادة المادية من حضورهم معه في محتفلاته المستمرة , وبالفعل ذلك يعني انفتاح باب كبير لثروة هؤلاء الشعراء .