مشهد جديد من مشاهد الإبداع .

ميزة قصائد عبدالمجيد الظويفري أنها تحكي بحبكة مسرحية مترابطة جداً من حيث بداية الحدث وتصاعده ونهايته وفي اثناء ذلك حديث ونقاش شخوص الحدث وعتابهم وصدهم ومصارحاتهم وزعلهم ...... الخ , وحتى تقرير بطل الحدث وهو الشاعر بنفسه وحكمه على الأحداث الواقعة .









في هذه القصيدة ابداع في الدخول للحدث وتصاعده وختامه , وقد احسن الشاعر المبدع عبدالمجيد الظويفري لغة هذا النص ومواكبة الحبكة الرائعة في رسم سيناريوهات ونقاشات وحتى التفاتات وهمسات وخيالات شخوص الحدث .




بداية للدخول للحدث بقدوم المحبة بصوت خجول ومبحوح وفيه تصارح الشاعر عن مدى الحب الذي تكنه له حتى فاض عن قدرتها على أن تكتمه فتجر كالبركان حتى أصبح يحسه الغير .

ثم تقرير لبطل الحدث وهو الشاعر الناقل لما كان وماقيل يقرر
( جمال حديثها حتى في حيرتها وتلعثمها فكأن التوت يتساقط من بيني شفتيها )

لينقل الحديث الى نفسه ويصارحها هو ايضاً بشئ ما وأنه يريد أن يطفئ ضمأ هذا الحب , لكن نشاهد زعل في المقابل من هذه المحبوبة !!! , ورغم ما صارحت به الشاعر من مقدار الحب العظيم فهل زعلها لأنها أرادت نقاء هذا الحب وحفظه من مايشوبه , وهنا يعود الشاعر للاعتذار وتمضي هي بصوتها المبحوح لتتركه في حيرته ولواعجه السابقة وتطبيقاً لقوله (( بحر الهوى مافيه لولو وياقوت )) .


هذا مشهد رائع وأحداث وحبكة درامية متقنة , تصاحبها لغة شاعرية وانتقاء كلمات عذبة تصب في خدمة النص الشعري لتنقله لفضاءات الرومانسية الجميلة في لغتها ومصارحاتها وعتاباتها .





ويبقى هذا النص ضمن نطاق الفن الشعري الذي اتحفنا به الشاعر الرائع عبدالمجيد الظويفري وضمن قصص وحبكات مختلفة رائعة وهو لايمثل حقيقية على الأغلب لأن كل قصة وحدث يختلف جذرياً عن الآخر , ومن باب الشعر لاغير حتى لايلتبس الأمر على بعض المتابعين .