أعادت قضية هروب موظف بإحدى شركات نقل الأموال وبحوزته مبلغ عشرين مليون ريال بمحافظة خميس مشيط السبت الماضي جمعها من عدة فروع تابعة لأحد المصارف ..
اعادت فتح ملف شركات نقل الأموال التي أصبحت مصدر إزعاج للجهات الأمنية ولإدارات البنوك المحلية وتحولت من نعمة إلى نقمة بعد أن تم إلزام جميع البنوك بالتعاقد معها لنقل الأموال لضمان أعلى درجات الأمان نتيجة ما ستوفره من ضمانات واحتياطات أمنية خلال نقلها للأموال، وقد بدأت تلك الشركات عملها منذ سنوات بإمكانيات كبيرة لكن مع مرور الوقت وانتشار فروع البنوك المحلية في جميع المناطق والمحافظات حتى النائية منها بدأت تظهر مشاكل كبيرة في عمل تلك الشركات بالإضافة لحرص بعضها على الربح المادي من خلال العمل بأسطول من المركبات التي تستخدم في نقل الأموال لا تنطبق عليها الشروط الأمنية فأصبحت فريسة سهلة يسيل لها لعاب اللصوص كما أن الرواتب المتدنية التي تصرف لموظفي تلك الشركات جعلت بعضهم يفكرون ويخططون لعمليات سرقة تلك المبالغ الكبيرة التي يقومون بنقلها خصوصاً إذا علمنا بأن راتب قائد مركبة نقل الأموال لا يتجاوز 2500 ريال في أفضل الاحوال ويكلف بنقل مبالغ قد تصل إلى 30 مليون ريال يومياً .حفظ الأموال
وتعود أسباب انتشار سرقات مركبات نقل الأموال إلى تساهل بعض تلك الشركات في توفير الاشتراطات الأمنية لحفظ الأموال الكبيرة التي تنقلها ،وقد لوحظ أن بعض الشركات لا تتوفر في مركباتها أبسط وسائل الآمان فمن المفترض أن تكون ( مصفحة ) وبداخلها خزينة لا يمكن فتحها إلا بمفتاح خاص وقد تعددت أسباب وطرق سرقة الأموال من مركبات تلك الشركات ،فبعد أن كانت تتعرض للسطو من المجرمين أصبح بعض من يعمل في تلك الشركات هو من يقوم بسرقتها نتيجة لقلة الرواتب التي تتراوح بين 1700 و 2500 ريال وساعات العمل الطويلة بين المدن والمحافظات، وقد أصبحت تلك الشركات مصدر إزعاج وقلق للجهات الأمنية لكثرة أعطال مركباتهم على الطرقات السريعة مما يجبر الجهات الأمنية بتوفير دورية أمنية لحمايتها ،وقد تستمر تلك المركبات لعدة ساعات وبداخلها ملايين الريالات وهي معطلة في مناطق نائية .
تخطيط وتنفيذ
" اليوم " تكشف تفاصيل سرقة مبلغ العشرين مليون ريال بمحافظة خميس مشيط ،حيث تبذل الجهات الأمنية جهودا كبيرة للقبض على الجاني الذي يعمل في شركة نقل أموال متعاقدة مع أحد المصارف تحتفظ " اليوم " باسمها وكيف تمكن من الإفلات بهذا المبلغ الكبير .
ح . ق 27 عاماً يعمل سائقا في شركة لنقل الأموال بمنطقة عسير لم يمض مدة طويلة في تلك الشركة كان الأقدم بين الفريق الذي يقوده والمكون من شابين هو ثالثهم كان مكلفا هو وفريقه بجمع المبالغ من عدد من فروع المصرف الضحية بمدينة خميس مشيط لإيصالها لمركز النقد بمدينة أبها حضر في ذلك اليوم مـتأخراً عن موعده ظهرت عليه علامات الارتباك قام بجمع الأموال التي تجاوزت عشرين مليون ريال انطلق هو ورفاقه للوصول لمحطتهم النهائية في عملهم اليومي لكنه كان يخطط لعملية الهروب توقف بالقرب من أحد المطاعم عرض على زميليه النزول لتناول وجبة الغداء لم يكن منهم إلا الموافقة فهو كبيرهم وقائد الفريق ترجلا من مركبة نقل الأموال واتجها للمطعم نزل من مركبته ليطمئن رفاقه بأن الوضع يسير بشكل طبيعي، انتظر لوقت قصير ثم طلب من زميليه الانتظار لكي يذهب ويطمئن على وضع المركبة فهو قلق ويخاف أن تتعرض للسرقة لم يهتما بما قاله خرج وهما في انتظار عودته طال الانتظار خرجا للبحث عنه فلم يجدا له أثراً قاما بالاتصال به لكن هاتفه كان مغلقاً لم يخطر ببالهم بأنه سيقوم بسرقة تلك الأموال ولم يبلغا الشركة التي يعملان بها استقلا سيارة أجرة ظناً منهما بأنه أضطر للذهاب لمقر مركز النقد لإيصال الأموال خوفاً من التأخر عن الموعد المحدد ،وصلا لمقر الشركة لم يجدا قائده قاما بإبلاغ المسئول عنهم بما حدث حاول الاتصال به دون جدوى فكر بالاتصال بمركز النقد لكنه كان خائفاً من أن يسجل ذلك الاتصال على شركته فقرر الانتظار قليلاً قبل إبلاغ الجهات الرسمية لكن بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات لم يجد أمامه إلا الإبلاغ عن الحادثة وبعدها استنفرت الجهات الأمنية كل طاقاتها وقواها للقبض على اللص الذي سجل أكبر عملية سرقة يقوم بها موظف في شركة متخصصة في نقل الأموال وما تزال الجهات الأمنية تواصل البحث والتحري عن اللص ،كما أن الحادثة تسببت في مشكلة بين إدارة المصرف وشركة نقل الأموال والذي أتهم الثانية بالإهمال والتسبب في ضياع أموال المصرف وطالبها بسداد المبلغ بشكل عاجل لحين القبض على اللص الهارب .




م/ن