لا يحتاج الامر أن تكون مليونيرا
الوصفة الذكية لتأسيس قناة فضائية قيمة الترخيص لا تزيد على 1500 دولار في اسكندنافيا وافريقيا
كتبت نورا جنات:
هل تريد ان تصبح مالكا لمحطة فضائية خاصة بك؟ لا تشغل بالك بالاموال اللازمة فالامر لا يحتاج الى ان تكون مليونيرا والموضوع ابسط واسهل من ذلك بكثير.
قد يستغرب كثيرون ذلك ولكن تكاليف واجراءات تأسيس محطة فضائية جديدة ليست بهذه الصعوبة والتكلفة التي قد يتوقعها كثيرون وهذا ما يفسر الزخم والكم الرهيب من قنوات الموسيقى والاغاني والشات والماسيجات وغيرها من قنوات متخصصة بالسياحة او بالعقار فقريبا جداً قد يكون لكل مواطن او فرد قناة تلفزيونية خاصة به.
ولكن.. كيف تصبح صاحب محطة تلفزيونية فضائية؟! احد المختصين والعاملين بهذا المجال وهو مخرج كويتي شارك بتأسيس وادارة اكثر من قناة فضائية.. الا انه رفض الافصاح عن اسمه يقول: الامر يبدأ باستصدار ترخيص للقناة.. ولان الامور المتعلقة بالترخيص للقنوات الفضائية في الكويت والخليج والدول العربية عموما يشوبها قدر كبير من الصعوبة لجأ كثير من المستثمرين والراغبين بانشاء قنوات فضائية لاستصدار تراخيص في دول افريقية او اوروبية او بعض الدول الاسكندنافية فهناك مستثمرون استصدروا تراخيص في جزر الكيمن ومن بوليفيا اذ يكفي توكيل احد المحامين هناك للقيام بهذه المهمة لقاء رسوم لا تزيد على 1500 دولار فقط!
ويضيف: هذا اذا ما اراد المستثمر الحصول على ترخيص ولكن ما يحدث الان ان كثيراً من مزودي خدمة الاقمار الصناعية باتوا يغضون النظر عن موضوع الترخيص من الاساس ولا يطالبونك به فالقمر الصناعي يستوعب قنوات كثيرة من صالحهم اذا ما فكروا بالربح عدم التدقيق في امور الحصول على التراخيص من عدمه!
ويوضح المخرج الكويتي الشاب: بعد ذلك تأتي مرحلة اختيار مزود خدمة الاقمار الصناعية.. فمن هي الشريحة التي يرغب صاحب القناة باستقطابها؟ او ما تعرف بالشريحة المستهدفة من البث؟ دول الخليج ام الدول الاوروبية والمغرب العربي او دول اسيا وعلى اساس ذلك يختار ما بين اقمار عدة كالنايل سات والعربسات والهوت بيرد ويوتلسات وغيرها من اقمار عديدة يصل عددها للالاف.
ويستطرد منوها: قطعا التفاصيل التي سأذكرها لاحقا لا تتعلق بمحطات فضائية كبرى لها سياستها وخطتها وبرامجها الخاصة.. او برامج من نوعية البث المباشر، ولكننا نتحدث عن نوعية خاصة من القنوات وهي القنوات المجدولة البرامج مسبقا امثال قنوات الاغاني والموسيقى والقنوات المتخصصة الاخرى التي تبث برامج مسجلة عن السياحة او الصحة او العقار وما الى ذلك مما لا تحتاج الى مذيعي ربط ولا يوجد بها برامج بث مباشر على الهواء وعدد هذه المحطات كبير جداً على مختلف الاقمار الصناعية وانشاء قناة من هذه النوعية لا يكاد يكلف شيئاً فكل ما تحتاجه في هذه الحالة جهاز فيديو سيرفر يتم فيه تخزين المواد المطلوب بثها ابتداء من يوم ولغاية شهر كامل او اكثر بحسب نوعية الجهاز ويقوم الكمبيوتر ببث البرامج تلقائيا تبعاً للوقت المحدد سلفا، اذا الامر لا يحتاج لموظفين ذوي رواتب مرتفعة او حتى مذيعين، مجرد شخص متخصص يغذي السيرفر اسبوعيا او شهريا بالمواد المسجلة مسبقا وكثير من القنوات الخليجية والكويتية تتبع هذا الاسلوب دون ذكر اسماء.. اما سعر الفيديو سيرفر فهو يبدأ من ثلاثة الاف دولار.. وهناك انواع يصل سعرها الى 70 الف دولار.
ولكن من اين يحصل اصحاب القنوات المقصودة على المواد الارشيفية والبرامج والاغاني المطلوب بثها حسب نوعية القناة؟ يجيبنا المخرج على ذلك موضحاً: الاغلبية يلجأون لشراء مواد ارشيفية قديمة ومستهلكة اما الاغاني فغالبا ما تمنح مجانا فيما عدا المطربين التابعين لشركات انتاج كبرى تحتكر اعمالهم وهناك اغان يتم شراؤها من بعض الشركات ولا يكلف شراء الاغنية الواحدة اكثر من 200 دولار فقط! النقطة الاخرى التي ينبغي التطرق لها هي تكلفة البث التي تدفع لمزود القمر الصناعي والبث اكثر من نوع فهناك قوة بث عادية ما بين الـ 2 ميجابايت والـ 2.5 ميجابايت وهناك قوة بث عالية الجودة بحدود الـ 4 ميجابايت وهذه النوعية من البث تحتاجها قنوات الاغاني والموسيقى لأنها تبث مواد مصورة ينبغي ان تكون واضحة وغير مشوشة وتكلفة هذا النوع من البث يختلف حسب مزود الخدمة ويتراوح ما بين الـ 2000 -6000 الاف دينار كويتي شهريا ولتقليل تكاليف البث الاجمالية وبدلا من استئجار مكاتب او غرف في محطات مزود الخدمة لوضع الكمبيوترات وسيرفر البث تلجأ بعض القنوات الى وضع الاقمار الصناعية الارضية والاشرطة المسجلة مسبقا لكي تقوم بدورها في البث حسب الجدول المتفق عليه.
اما السؤال الذي يطرح نفسه فهو ما سبب هذا الزخم الكبير من المحطات الفضائية ولماذا اصبح كل من «هب ودب» يفكر في اقتحام هذا السوق الفضائي وانشاء محطة خاصة.. هل هو مشروع مربح؟
يجيبنا المخرج قائلاً: طبعا مربح فالتكاليف لا تكاد تذكر والامر كما رأينا لا يحتاج لرأس مال كبير ومصادر الربح مضمونة.. ففي الوضع الحالي فان تكلفة وربح انشاء محطة فضائية افضل بكثير من اصدار اي مطبوعة او مجلة اسبوعية او شهرية.. فخدمة الماسيجات والتشات وحدها مربحة جدا لاي قناة وتغطي وحدها جميع التكاليف والنفقات، أضف لذلك خدمات اخرى كتحميل الرنات والصور والاعلانات والتصويت وخدمات التوافق والابراج كما ان هناك جيلا جديدا من القنوات التفاعلية هي قنوات جديدة في عالمنا العربي الا انها معروفة عالميا والمقصود بها قنوات الجيم او «الانتر آكتف تي في »وهي تبث الالعاب والسباق حيث يمكن للمشاهد اللعب واختيار اغان خاصة لمشاهدتها دون غيره ويمكنه التصويت على قضايا معينة وكلها ذات مردود اكثر من ممتاز .
فهل تفكر -عزيزي القارئ- جديا بانشاء محطة فضائية خاصة بك؟
يمكننا ان نقول لك اذا: فلوسك بجيبك.. بثك وقناتك الفضائية على كيفك!