عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )

.
صوت الموازين
رقم العضوية : 716
تاريخ التسجيل : 11 10 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 822 [+]
آخر تواجد : 11 - 10 - 18 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وراق الموازين is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي "المملكة".. السعودية والعرب في فيلم هوليودي غير تقليدي

كُتب : [ 28 - 10 - 07 - 05:53 AM ]



تقرير العربية.نت السينمائي الأسبوعي

"المملكة".. السعودية والعرب في فيلم هوليودي غير تقليدي

دبي – حكم البابا

يخصص تقرير العربية.نت السينمائي مادته الرئيسية هذا الأسبوع لفيلم "المملكة The Kingdom" الذي يعرض حاليا في الصالات العربية، ويروي رحلة فريق من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى المملكة العربية السعودية لإجراء تحقيق في تفجير إرهابي استهدف مدنيين أمريكيين، برؤية لا تخلو من النظرة الأمريكية المتعالية، التي لا ترى في العرب إلاّ شريكا من الدرجة الثانية، رغم محاولة الفيلم الظاهرية تقديم وجهة نظر شبه حيادية، بالنسبة للشخصيات أو للأحداث.


المملكة: خطاب سياسي بقالب درامي

للوهلة الأولى يبدو فيلم "المملكة The Kingdom" شاذا عن النظرة التقليدية التي تقدمها هوليود للعرب، فلا يظهر فيه عربي بالكوفية والعباءة والعقال، وهو يتمايل في نادٍ ليلي متهافتا على راقصة ومنتشيا بتأثير المشروبات الكحولية، ولا يقدم باعتباره كائنا متخلفا، ثريا وشرها وطماعا يستطيع أي غربي أن يضحك عليه أو يأكل بعقله حلاوة، ولا يصور كإرهابي حاقد على البشر ومنجزاتهم الحضارية يحلل القتل ويبيح سفك الدم، بل وفي كثير من مشاهد الفيلم سيشعر المشاهد أن هناك نوعا من التعاطف مع العرب، باعتبارهم ضحايا للإرهاب يقتلون بدون ذنب مثلهم مثل الضحايا الأمريكيين، وذلك من خلال التمييز بين مرتكبي الفعل الإجرامي وبين ضحاياهم، ولكن محاولة التشبه بالحياد في نظرة الفيلم هذه، وعدم إطلاق حكم قيمة مباشر في رسم شخصية العربي، لم يمنع مخرجه بيتر بيرغ من تصوير العرب باعتبارهم غير قادرين على حل قضاياهم، وهم بحاجة إلى السوبرمان الأمريكي المتمثل بفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يصل إلى السعودية، ويتتبع آثار التفجير ملتقطا وبدون عناء بقايا الجهاز المفجّر، وبنظرة ثاقبة من عيني قائد الفريق يكتشف البناء الذي راقب وصور من على سطحه الإرهابيون مسرح عمليتهم، ومن ثم وكأن الإرهابيين يعملون ضمن خطة الضابط الأمريكي المرسومة، يقومون بعملية ضد فريقه ويهربون إلى مقرهم، فقط كي يطاردهم الضابط ويقضي عليهم وعلى زعيمهم من دون أن يقتل أحد من الأمريكيين، رغم أن بعضهم كان على بعد خطوات من الموت، فلا يموت إلاّ الضابط السعودي المرافق، لخلق مشهد ميلودرامي مؤثر في نهاية الفيلم أقرب إلى بناء الميلودراما العربية منه إلى صنعة هوليود الدرامية.

وهذه النظرة المشبعة بالاستعلاء ضد العرب لا تتوقف عند تركيب القصة الرئيسية الذي بني عليها الفيلم، من خلال الفريق الأمريكي الذي وصل السعودية ليساعد في التحقيقات فاكتشف وطارد وانتقم وقتل، بل تمتد لتشمل الكثير من التفاصيل المتناثرة في مشاهد الفيلم، من مشهد المسؤول السعودي الذي يظهر أمام الكاميرات ليقول كلاما إنشائيا، وهو منشغل بالصقور، إلى الطريقة العنيفة في نزع الاعترافات من شرطي سعودي اتهمه رئيسه بأنه يساند الإرهابيين، إلى المشهد الذي تحاول فيه المرأة الأمريكية عضوة فريق التحقيق مد يدها إلى جسد مسلم ميت فتحدث حال ذعر بين رجال الشرطة السعوديين، ليس لأن صانعيه أرادوا عن سابق تصميم أن يسيئوا للعرب حسب نظرية المؤامرة الشهيرة عربيا (فلا يوجد أحد أساء للعرب عبر تاريخيهم أكثر منهم هم أنفسهم)، ولكن لأن الآخر الغربي يرى العربي فعلا –وبغض النظر عن المؤامرات الصهيونية- بالطريقة التي يصوره بها في أدبه وفنه.

ولو تجاوزنا موضوع الرؤية الغربية للمجتمع العربي والسعودي تحديدا في فيلم "المملكة"، والتي بسببها أثيرت كل تلك الضجة حوله، لأنها ليست جديدة على سينما هوليود، وإن كانت هنا قد قدمت بشكل أقل فجاجة، كونها لم تعمم نظرتها إلى العرب باعتبارهم جميعا إرهابيين وقتلة، بل ميزّت بينهم، وتجاوزنا أيضا موضوع الحرب على الإرهاب الذي تحوّل إلى ما يشبه الحصة المدرسية المملة والساذجة التي تفرضها الإدارة الأمريكية على العالم، وتستخدمها لممارسة إرهاب ربما يكون أكثر عنفا ودموية من الإرهاب الذي تحاربه، ونظرنا إلى الفيلم باعتباره عملا سينمائيا، فإننا في الشكل أمام فيلم مثير ذو إيقاع مشدود، لا تترك صورته السريعة وسيرورة حدثه التي لا تهدأ فرصة لمشاهده أن يأخذ وقته في التأمل أو التفكير، خالية من العمق أو الدلالات، فما يحدث على الشاشة هو ما يريده الفيلم، يقدم فيه الممثلان الأمريكي جيمي فوكس (في دور رئيس فريق التحقيق الأمريكي)، والفلسطيني أشرف برهوم (في دور الضابط السعودي المكلف بمرافقة وحماية الفريق الأمريكي)، شخصيتين مؤثرتين لا تغفل الجوانب الإنسانية في حياة كل شخصية، وعبر أداء مقنع وخالٍ من المبالغات، أما من حيث البناء الدرامي للفيلم وشخصياته، فسيجد المشاهد نفسه أمام (روشيته) تقليدية، ومثال مدرسي ساذج دراميا لأفكار الحرب على الإرهاب الأمريكية، إلى الحد الذي جعلني أشعر في بعض مشاهده أني أشاهد خطابا للرئيس الأمريكي جورج بوش أكثر من مشاهدتي لفيلم سينمائي.

أخيراً "المملكة" فيلم دعائي توجيهي بقالب درامي، بدءا من المشاهد الوثائقية التي يفتتح بها حدثه وتؤرخ للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، بنبرتها التقريرية والتقريعية، وانتهاء بمشهده الأخير؛ حيث تجمع كلمة القتل بين الأمريكيين والإرهابيين، وهو أقرب في تسويقه لأفكاره إلى المدرسة الأيدلوجية السوفييتية رغم الإطار المشوق والأكشن المتقن.

الوراق

رد مع اقتباس