من المؤكد ان رياح التغير بدأت تجتاح الوطن العربي بعد سلسة المظاهرات و
الاحتجاجات التى شهدتها تونس ومصر والاردن و اليمن ..
وقد عبرت التحركات الشبابية فى تونس و مصر على مدى السخط لهؤالاء على
انظمتهم بسبب ما عبروا عنه من عدم معالجة الفقر و البطالة والفساد و عدم المبالاة بإراء
شعوبهم..
الحقيقة ان الحالتين فى تونس ومصر اختلفت عن بعضها البعض على الرغم انها
جاءت لصالح المتظاهرين وغيرت بعضا من الامور كما هو حاصل في مصر بعد قيام
الرئيس مبارك بتعين نائبا له وعد م الترشيح فى الانتخابات المقبلة واجراء تعديلات
دستورية تمهيدا الى انتخابات حرة ونزية تشارك فيها جميع الاحزاب المعارضة ،
الرئيس المصري بعد هذه الاصلاحات لايريد ان يكون مثل نظيرة التونسي الذى هرب
فورا وترك بلادة في ازمة مستمرة لايعرف ما ستؤل اليه في الايام و الشهر المقبلة .
وحال هذين البلدين لا يختلفان عن مطالبات الشارع فى الاردن و اليمن ، حيث استبقت
الانظمة الحاكمة هناك فوران وغضب المتظاهرين بعمل اجراءات وتعديلات
وتصريحات من شأنها ان تهدى الاحتقان ، حيث غير عاهل الاردن حكومة الرفاعى -
التى كانت محل غضب الشارع -واستبدلها بحكومة جديدة صرحت انها ستقدم حزمة
من الاصلاحات وفتح باب المشاركة لجميع اطياف الاحزاب ،،وبعد ايام قليلة من
التعديلات الاردنية اعلن الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح عدم ترشيح نفسه للرئاسة
في العام 2013 كما تعهد بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته.ودعا الى
الحوار مع المعارضة والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.
هذه التطورات تؤكد ان للشعوب الحق فى تقرير مصيرها وان مواسم الحصاد آتى
وإن الطغاة الديكتاتوريون أصحاب الأجهزة القمعية المنكّلة بشعوبها فواقعهم يقول
من يزرع الشوك لا يجني العنب ..!!
بقلمي