إسرائيل) تتكتم على خسائرها وتلفق التقارير عن إصابة جنودها "بنيران صديقة" للتقليل من بسالة المقاومة


جندي اسرائيلي جريح ينزف لدى نقله إلى مستشفى بئر السبع من الجبهة مع المقاومة (أ.ف.ب)

رام الله - عبدالسلام الريماوي:
الرواية الاسرائيلية عن الخسائر التي يتكبدها المعتدون في غزة وآخرها مقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال في "كمين جبل الكاشف" شمال غزة، هي جزء من الحرب الاعلامية - النفسية، والتي يمكن قراءاتها في اطار الدروس التي تعلمتها (اسرائيل) من حرب تموز
2006.الحرب الاعلامية بدات بعدم السماح لأي من الصحافيين الأجانب بدخول غزة لتغطية الاحداث من هناك، بالرغم من وجود قرار من اعلى هيئة قضائية في (إسرائيل). والموقف الرسمي هو "اذا دخلوا - الصحافيون - فانهم سينقلون وجهة نظر الارهابيين" - في اشارة إلى رجال المقاومة - .

وذهب بعض الاسرائيليين أبعد من ذلك عندما طالب عضو كنيست ليكودي بمنع الفضائيات العربية من العمل من (إسرائيل) بذريعة انها " تبث اكاذيب من بينها انباء عن اسر جنود، وتقوم بتحريض العرب على اسرائيل".

ووفقا للبيانات العسكرية الرسمية فان حصيلة القتلى من الجنود بلغت خمسة والجرحى 89، منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

(اسرائيل) ومنذ بداية الحرب على غزة تدير ماكينتها الاعلامية، بما يضمن لها تماسك الجبهة الداخلية التي لا تحتمل اي خسائر في صفوف الجنود "الابناء"، من جهة. ومن جهة اخرى بما يجرد "العدو" - الاقل عدة وعتادا - من الشعور بالقدرة على الحاق الخسائر بجيشها القوي.

في اليوم الأول للمعركة البرية، ومنذ اللحظة الأولى اعلنت المقاومة الفلسطينية عن نجاحها في قتل خمسة جنود واصابة العشرات بعد مباغتتهم في احدى المناطق المكشوفة. واكدت المقاومة ان هذه المعلومات مصدرها الجنود الاسرائيليون انفسهم بعد تمكنها من اختراق بث هواتفهم الخلوية والتقاط مكالمات داخلية تفيد بما اعلنت عنه.

لكن (إسرائيل) التي تكتمت ولساعات طويلة اقدمت مباشرة على سحب الهواتف الخلوية من الجنود في الميدان قبل ان تعترف باصابة نحو 30جنديا. ولكن لا قتلى. وفي وقت لاحق اعترفت بمقتل جندي في المواجهات المتواصلة في غزة.

ليل الاثنين/ الثلاثاء اعلنت المقاومة وبداية على لسان الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي عن مقتل وجرح العشرات في صفوف المحتلين خلال توغلهم في محور جبل الكاشف شمال القطاع، الامر الذي اكدته لاحقا وبشكل مفصل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس).

كتائب القسام اعلنت عن استدراج مجموعة من الجنود إلى كمين في مبنى سكني وتفجيره عليهم، وهو نموذج مستعار من مخيم جنين في نيسان 2002.ورغم تكتم قوات الاحتلال عن ما لحق بها من خسائر اوردت قناة "الجزيرة" القطرية عن مصادر خاصة ان الهجوم اوقع 3قتلى ونحو 30جريحا.