 غير متواجد حالياً
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
|
رقم العضوية : 6387 |
تاريخ التسجيل : 29 06 2009 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : |
عدد المشاركات : 251 [+] |
آخر تواجد : 06 - 09 - 15 [+] |
عدد النقاط : 10 |
قوة الترشيح :
|
|
|
رد: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً
كُتب : [ 04 - 11 - 09
- 01:13 AM ]
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالحين فَإِنَّهُ كَانَ لِلاٌّوَّابِينَ غَفُوراً }
جاءت هذه الآية لتزيد من تأكيد المطالب التي تمت الإشارة إليها في الآيات المتقدمة, وفي هذه الآية الشريفة إشارات بيانية ينبغي أن نتأملها بعمق.
بداية نود إعطاء شرح موجز للآية الشريفة, تمهيدا للولوج إلى بلاغتها .
قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية :
قوله تعالى: { ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا } السياق يعطي أن تكون الآية متعلقة بما تقدمها من إيجاب إحسان الوالدين و تحريم عقوقهما، و على هذا فهي متعرضة لما إذا بدرت من الولد بادرة في حق الوالدين من قول أو فعل يتأذيان به، و إنما لم يصرح به للإشارة إلى أن ذلك مما لا ينبغي أن يذكر كما لا ينبغي أن يقع.
فقوله: { ربكم أعلم بما في نفوسكم } أي أعلم منكم به، و هو تمهيد لما يتلوه من قوله: { إن تكونوا صالحين } فيفيد تحقيق معنى الصلاح أي إن تكونوا صالحين و علم الله من نفوسكم ذلك فإنه كان إلخ، و قوله: "فإنه كان للأوابين غفورا" أي للراجعين إليه عند كل معصية و هو من وضع البيان العام موضع الخاص.
و المعنى: إن تكونوا صالحين و علم الله من نفوسكم و رجعتم و تبتم إليه في بادرة ظهرت منكم على والديكم غفر الله لكم ذلك إنه كان للأوابين غفورا " انتهى .... (1)
ماهي الإضاءات البلاغية في هذه الآية الشريفة؟
اللفتة الجمالية البيانية الأولى :
تأمل قول العلامة : " ، و إنما لم يصرح به للإشارة إلى أن ذلك مما لا ينبغي أن يذكر كما لا ينبغي أن يقع. "
لم يصرح القرآن بتلك البادرة التي تقع على الندرة, بل رمز إليه بقوله تعالى: {فَإِنَّهُ كَانَ لِلاْوَّابِينَ غَفُوراً }.
اللفتة الجمالية الثانية في اختيار مفردة ( أواب ) :
قال الراغب في المفردات في مادة أَوَب : الأوب: ضرب من الرجوع، وذلك أن الأوب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة، والرجوع يقال فيه وفي غيره، يقال:آب أوبا وإيابا ومآبا.
(2)
والأواب كالتواب، وهو الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات، قال تعالى: { أواب حفيظ } [ق/32]، وقال: { إنه أواب} [ص/30] ومنه قيل للتوبة: أوبة. (3)
ماهو الفرق بين ( أوب ) و ( رجع )؟
الأوب هو الرجوع مع الإرادة, فهو نوع خاص من أنواع الرجوع, أما رجع تقال للرجوع مع الإرادة أو عدمها.
أواب صيغة مبالغة, وتقال للمذنبين الذين يذنبون في أي لحظة ثم يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى.
ولصاحب الأمثل رأي لطيف في مجيء أوَّاب بصيغة المبالغة :
" وقد تكون صيغة المبالغة في «أوّاب» هي إِشارة إِلى تعدُّد عوامل العودة والرجوع إِلى اللّه. فالإِيمان بالله أوّلًًا; والتفكير بحكمة يوم الجزاء والقيامة ثانياً; والضمير الحي ثالثًا; والتفكير بعواقب ونتائج الذنوب رابعًا، كل هذه العوامل تعمل سويةً لأجل عودة الإِنسان مِن طريق الانحراف، نحو اللّه. " (4)
اللفتة الجمالية الثالثة : ذكر الخاص بعد العام
يعتبر ذكر الخاص بعد العام أحد الفنون البلاغية في علم المعاني, وأحد أسباب الإطناب.
في قوله تعالى :
{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ } تفيد شمولية علم الله وإحاطته بما في نفوسكم من تعظيم أمر الوالدين وبرهم أو الاستخفاف بهم وعقوقهم.
{ إِن تَكُونُواْ صَـالحين } مشمول في قوله { ربكم أعلم بما في نفوسكم } ولكنه ذكر بعد العام تنبيهًا على أهميته.
----
هوامش :
(1) تفسير الميزان لعلامة الطباطبائي المجلد 13
(2) مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) تفسير الأمثل لآية الله ناصر مكارم الشيرازي, المجلد 8.
__________________
اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاء، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاجعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
|
|
|
|
|