صفة شيطانية خطيرة

لا أعلم كيف ينعم بني الإنسان العيش في مجتمعه وبين أهله وبين بني قومه وهو حاملا لواء (( الفجور )) في الخصومة عند أي خلاف في وجهات النظر التي لا تتناسب ولا تتوافق مع رأيه وأفكاره * أقول نعم تتفاوت العقول في فهم الأشياء وأبعادها ، وتتفاوت العقول في طريقة تفكيرها واستنتاجاتها للأحداث وكثير من الأمور وفي شتي المجالات ، ومن الطبيعي جدا أن يحدث الخلاف ، وقد يجد كل طرف من المتخاصمين أنه علي حق ، وهذا يحدث حتى في كل أسرة تتعايش مع أبناءها ومع الآباء والأمهات وهذه سنّة الحياة التي كتبها الله على الإنسان في هذه الأرض الفانية .
ومع وجود ذلك الخلاف والاختلاف في وجهات النظر بين المتخاصمين تجد في الغالب أن أصحاب العقول الرزينة والنفوس الطيّبة وأصحاب الفطرة السليمة تتعايش مع هذا الواقع بكل سهولة ويسر وبكل احترام تجاه الطرف الآخر دون أن تتكدّر صفو العلاقات مع بعضهم البعض مع الاحتفاظ كل منهم بقناعته .
ومع الأسف الشديد فإننا نرى أناس كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة وفي كثير من المنتديات وحتى في بعض الأماكن العامّة وفي مجال العمل ، وأمام أعين الناس وقد فجر المتخالفين في الخصومة ، ومما يزيد الأمور حزنا وألما أذا كان المتخاصمين علي معرفة سابقة فيما بينهم ، سواء من نفس الأسرة أو من نفس القبيلة أو أصدقاء متحابين منذ سنوات وقد أكلوا وشربوا من نفس الإناء .
فعندما يفجر المرء في الخصومة ، فانه يغيب عقله ويقطع حبل المودّة إلي الأبد ، فينتهج مبدأ التربّص والاصطياد في الماء العكر ، ولا يترك خطّا واحدا للرّجعة ، ويتخلّق بأبشع صور الظلم والجور والعداء ، فتطغي على عيناه الغشاوة ، فتتعذّر عليه رؤية ميزان العدالة وتنعدم فيه صفة الرّحمة والصّدق تجاه المخالفين .
وقد بيّن رسول الله صلي الله عليه وسلم الكثير من صفات المنافقين ومنها :


فالحذر الحذر من تلك الخصومة الفاجرة ، التي أوردت فاعلها بالمهالك ، واعتبروا بغيركم ، ولا تجعلوا غيركم يعتبر بكم *