وباختصار شديد لهذا الموضوع أقول : أن العدل والإنصاف في طرح تلك المواضيع أمر هام جدا ، حتى ولو كان هؤلاء الرجال أعداء أو اشتهروا في ارتكاب الجرائم والجور والظلم ، فان الإنصاف مطلب شرعي ، وكيف لا... وقد أنصف الرسول عليه الصلاة والسلام حتى الشيطان ، إذ قال عنه وهو يخاطب أبو هريرة في الرواية الصحيحة : (( صدقك وهو كذوب )) أي صدقك الشيطان يا أبا هريرة في هذه الكلمات عندما علّمك بأن كل من يأوي إلى فراشه ويقرأ آية الكرسي ستكون له حرزا وحماية من الشيطان ولكنه في نفس الوقت كذوب *
أما بالنسبة لموضوع الحجاج بن يوسف الثقفي فأقول : أن رواة التاريخ الذين ينتهجون منهج أهل السنة والجماعة في نقل الخبر والرواية وتحقيق الرجال قد أنصفوا ذلك الرجل ، إذ نقلوا لنا وبينوا أفعاله التي أرتكبها والظلم الذي أقترفه بحق الكثير من العلماء والفقهاء وعامة الناس وما جرى على يده من قتل وسفك للدماء ، ولكن في نفس الوقت أنصفوه في كثير من الأعمال الايجابية التي قام بها ، وقد بين الأخ وائل الميزاني بعض تلك الأعمال الجليلة التي قام بها الحجاج في عهد بني أمية وكيف أنه حافظ علي شوكة الخلافة الإسلامية ، أما رواة الباطنية والرافضة الكذّابين والأفاكين والحاقدين الذين جاءوا في عهد بني العباس وما بعدهم ، وما قاموا به من دس الروايات والمبالغات لتشويه صورة بني أمية و الحجاج وجميع سير كبار الصحابة وسائر أهل السنّة ، فقد صدّقها بعض ممن ينتسبون لأهل السنة , وأصبحت تلك الروايات المسمومة الكاذبة والمدسوسة بالعسل من المسلمات مع الأسف الشديد ، لذا.. فان من الواجب علي كل كاتب أو مؤلف أو محدّث أو خطيب عند نقل أي رواية تاريخية يجب عليه أن يتحرّ صحّتها عند كبار العلماء والمتخصصين والباحثين من أهل السنة والجماعة .