أعذرونا فالخطب أعظم فمجرد التفكر بالمأساة تزداد الجروح ويزداد انهمار الدموع, فالمصيبة حدثت في لحظه والفاجعة كانت قوية, فحقا إنه لملك الموت كان زائرا في تلك الساعة.
لم أعد أستوعب الحدث ولا تبعاته , فبين الحين والحين أفيق على زمن اتصالاته وضحكاته , ومع غروب شمس كل يوم أرى تلك الابتسامة المشرقة فلله دره مأجملها من ابتسامة قلب يحمل في داخله الصفاء والنقاء.
لم أعد أتخيل بأن فقدانه سيسبب لي عزله في مجتمعي المحيط بي, ولم أعد أحتمل سقوط هذه الكارثة علينا..
همه دينه ومبادئه السمحاه وبعده عن غوغائيات هذا العصر الكئيب , حقا إنها لكارثة وما مصابنا إلا حكمة من رب الأرباب , فمع حلول الكارثة وبين تلاطم أمواجها بي هنا وهناك , أيقنت أنه القدر قد حل به ومن معه فأصبحت كالأعمى لايعلم أين طريقه من هولها .
ولكن عندما طال بي المكوث حول جثمانه, أيقنت أنها الحقيقة وما رأيت سوى فاجعة حلت بالبعيد قبل القريب.
وداعا..أخي الذي لم تلده أمي..
كنت صديقا ودودا لي منذ الصغر جمعتنا القربة والمحبة, وفرقنا الموت والحرقة
وداعا..أيها الفذ..
فلم أعد أعرف من حالي ألان سوى ذكراك , كنت خير الونيس وخير الجليس ..
نعم أنها الحقيقة..
كنت أنت بأبي وأمي خير من عرفته بهذه الحياة الفانية, فلله درك كم كنت صافي القلب, طاهر اللسان..
فذكرك لربك وخوفك منه دلاله على حسن الخاتمة , وما أشرطتك الدينية المبعثرة على جنبات ذلك الطريق الكئيب إلا ودلاله على صلاحك وتقواك..
فالابتسامة عند الموت لها طعمها الخاص ومذاقها البهي فرحمك الله رحمه واسعة وأخلك في جناته أنت ومن معك..
وداعا أيها الفذ فوربي موعدنا الجنة والملتقى عند رب العباد غافر ذنب التواب مصلح شأننا وراحمنا