لجرح السوري الغائر ما زال ينزف، ودماء السوريين الذين خرجوا لينادوا بالحرية بأسلوب حضاري سلمي ما زالت تسيل، ففي يوم دامٍ (أمس الأربعاء)، لا يختلف عن ما اعتادت عليه سوريا منذ شهور، تواصلت العمليات العسكرية في عدة مدن سورية، ما خلّف 22 قتيلاً ، معظمهم في مدينة حمص التي تشهد قصفاً متواصلاً استُعملت فيه الأسلحة الثقيلة في قصف الأحياء السكنية، فيما اعتزم المحتجون السوريون تسمية يوم غد بجمعة "شهداء المهلة العربية".
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوضح أن عدد المدنيين الذين قُتلوا خلال يوم أمس في مدينة حمص وحدها، ارتفع إلى 15 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال شقيقات، في عملية عسكرية عنيفة على المدينة وعلى مدينة القصير والقرى المجاورة لها سقط خلالها عشرات الجرحى جراح بعضهم حرجة.
وأكد المرصد استعمال قوات النظام السوري رشاشات ثقيلة في قصف عدد من القرى والمدن، فيما أكد شهود عيان بمدينة حمص، أن الجيش السوري يستعمل الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات ورشاشات ثقيلة في قصف الأحياء السكنية والمدنيين.
ومن جانبها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن والجيش السوري قامتا بالهجوم منذ الصباح الباكر على قريتي النزارية وجوسية في مدينة القصير بمحافظة حمص، ما أدى إلى انشقاق نحو 50 مجنداً شرعوا في الدفاع عن المدنيين، ودمروا مدرعة عسكرية للجيش النظامي وحافلة تُقِل شبيحة.
وأضافت الهيئة العامة أن قوات الجيش قامت بقصف المنازل السكنية بأسلحة ثقيلة جراء مساعدتهم العناصر المنشقة، ما أدى إلى مقتل ثلاث أخوات، وإصابة العديد من الأطفال والنساء، قبل أن يتمكن الجيش من إلقاء القبض على الجنود المنشقين، وتصفية 10 منهم وإلقاء القبض على الباقين.
وأعقبت الاشتباكات حملة اعتقالات عشوائية طالت كل من كان موجودا في القريتين، وحرق جميع الدراجات النارية التي صادفت طريقهم أو دهسها بالمدرعات حسب الهيئة العامة للثورة.
وفي حلب وصلت تعزيزات أمنية مُحمّلة بالسلاح الكامل إلى تل رفعت مساء اليوم، في وقت شهدت فيه أحياء الشهباء وصلاح الدين وسط حلب مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام السوري، فيما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في الشهباء.
وفي محافظة إدلب قال المرصد السوري إن مواطناً قُتل وأصيب تسعة بجراح مساء اليوم، إثر إطلاق رصاص خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الأمنية في مدينة خان شيخون.
يأتي هذا فيما اعتزم المحتجون على النظام في سوريا، إطلاق تسمية "شهداء المهلة العربية" على يوم غد الجمعة، في إشارة إلى المهلة التي أعطتها الجامعة العربية لبدء حوار بين النظام والمعارضة في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوماً، معتبرين أن هذه المهلة ستزيد من عدد القتلى على أيدي الحكومة السورية المتهمة بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المحتجين.