
بوتو أمام قبر والدها في أول جولة خارج كراتشي
استقبلها الآلاف من أنصارها وسط إجراءات أمن مشددة
بوتو تنثر زهورا حمراء وتقرأ القرآن على قبر والدها الذي أعدم شنق
جارهي خودا باكش (باكستان)- رويترز
استقبل الآلاف رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو يوم السبت 27-10-2007 لدى زيارتها معقلها في جنوب باكستان، بعد أيام من تعرضها لمحاولة اغتيال أدت إلى قتل 139 شخصا.
وتجمع نحو أربعة آلاف من مؤيدي حزب الشعب الباكستاني، الذي تتزعمه بوتو المتحمسين، ملوحين ومصفقين لدى وصول بوتو في عربة مضادة للرصاص إلى ضريح والدها الفسيح في قرية جارهي خودا باكش، مسقط رأس أجدادها والقريبة من بلدة لاركانا بإقليم السند.
ولوحت بوتو التي كانت تقف في العراء بجوار سكرتيرها للحشود الذين منعهم طاقم حراسة مزود ببنادق من طراز ايه كيه-47 من الاقتراب من عربتها.
وعلقت صورة ضخمة لبوتو على بوابة، ورفرفت أعلام حزب الشعب الباكستاني بألوانها الثلاثة الأخضر والأحمر والأسود، فيما أثار موكبها عاصفة من الأتربة.
وعرض التلفزيون لقطات لبوتو وهي تتشح بشال عليه آيات من القران وتنثر زهورا حمراء وتقرأ القرآن على قبر والدها ذو الفقار علي بوتو، أول رئيس وزراء منتخب في باكستان، والذي أطاح به الجيش في عام 1977 ثم أعدم شنقا في وقت لاحق.
وعند هبوط بوتو من الطائرة في وقت سابق اليوم قبلت نسخة من القرآن، ووضعت شالا تقليديا من السند على كتفيها.
واستقلت بوتو سيارة جيب ولوحت للمؤيدين الذين أمطروها بورود حمراء في بداية طريقها إلى لاركانا.
وانتشر مئات من الشرطة وقوات الأمن في مطار سوكور، في أول جولة لبوتو خارج كراتشي منذ أن تعرضت لهجوم في الأسبوع الماضي لدى عودتها من المنفى الاختياري هربا من اتهامات بالفساد.
وقالت بوتو للصحفيين بعد ذلك قبل أن تتوجه إلى بيت عائلتها محاطة بقوات الأمن في سيارات جيب مزودة بمدافع رشاشة "شعرت بتأثر شديد، كنت أريد زيارة قبر والدي زعيم الشعب".
وأضافت "لا يزال خطر التعرض لهجوم قائما لكن الحارس هو الله، لست خائفة من هؤلاء المتشددين".
وحول تقييمها للموقف عقب محاولة اغتيالها، قالت بوتو "إنها تشعر الآن "بتحسن" في الوضع الأمني"، مشيرة إلى أن الهجوم الذي استهدفها كان هجوما على قيادة حزب الشعب الباكستاني والديمقراطية.
وهاجم انتحاري واحد على الأقل أو من المحتمل اثنان ركب سيارات بوتو في كراتشي أثناء سيره ببطء عبر حشد من مئات الآلاف من أنصارها.
وتنحى الحكومة باللائمة في هجوم كراتشي على متشددين إسلاميين يتمركزون في الأراضي القبلية المجاورة لأفغانستان؛ حيث تتحصن القاعدة وطالبان.
وتشتبه بوتو في أن حلفاء سياسيين للرئيس برويز مشرف يتآمرون ضدها أيضا، على الرغم من قولها "إنه لا يوجد ما يدعوها للاعتقاد أنه متورط بصفة شخصية".
ومنح مشرف بوتو عفوا أتاح لها العودة لباكستان دون الخوف من المحاكمة في قضايا فساد، وهناك توقعات بأنه قد ينتهي الأمر بالاثنين إلى تقاسم السلطة بعد الانتخابات العامة التي تجرى في يناير المقبل، ومثل هذه الوحدة ستكون محل ترحيب من الولايات المتحدة المنزعجة من صعود التشدد في باكستان النووية.
وخاضت القوات الباكستانية معركة مع متشددين بالقرب من معقل حركة تستلهم نهج طالبان في شمال غرب البلاد أمس الجمعة، بعد يوم من هجوم نفذه انتحاري وأسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم 17 من الجنود.
وتصاعد العنف في باكستان منذ يوليو الماضي عندما ألغى المتشددون اتفاقا للسلام، واقتحم الجيش مسجدا للمتشددين في العاصمة إسلام أباد.
العربيه...........
الوراق