هاشم عبده هاشم
** بصدور التوجيه الملكي .. بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء .. ومن توافق عليهم الدولة فقط ..
** ما الذي نحتاجه لكل نترجم هذا التوجيه إلى سلوك فكري .. وإعلامي .. وخطابي .. وأخلاقي .. واجتماعي .. وإنساني يومي ؟ !
** أسأل .. بعد ان مضت ثلاثة أيام دون أن اسمع .. أو أقرأ .. ان ذوي العلاقة سواء في أجهزة الدولة .. أو في المجتمع المدني .. أو في المؤسسات الإعلامية .. قد اجتمعوا أو انهم يخططون لمثل هذا اللقاء المهم وذلك بهدف وضع هذا التوجيه موضع التبني الكامل .. والتنفيذ المتقن .. والالتزام الواجب ..
** وكما فهمت .. فإن نسخا من هذا التوجيه الموجه أصلا إلى سماحة مفتي المملكة ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء ، قد أرسلت إلى كل من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتعليم العالي والعدل والثقافة والإعلام بالإضافة إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس المجلس الأعلى للقضاء والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف ..
** وفي ظني .. ان هذه الجهات وعلى رأسها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز .. هي خير من يستطيع ان يضع الآليات الدقيقة والمثلى لتنفيذ هذا التوجيه وان فريقا من المختصين والفنيين والمهنيين المتمرسين معهم يستطيعون تحديد المنطلقات الأساسية لهذه التوجيه .. وتراتبياتها .. وحدودها المكانية والزمانية والشرعية ..
** وبمعنى أكثر وضوحا ..
** فإنه لابد وان يتحدد من هم المكلّفون -- بصورة نهائية -- بمهمة الفتوى سواء من داخل هيئة كبار العلماء أو من خارجها .. وما هي طبيعة وحدود وأطر عمل هؤلاء .. ومتى وكيف يمارسون هذه المهمة الشائكة .. وأين يجب ان يتوقفوا .. وماهي حدود الحصانة .. أو الحركة بالنسبة لهم .. بما لا يتجاوز حدود هذه المهمة ..
** كما ان تلك الآليات المطلوبة لابد وان تتعرض للشروط والخصائص التي يجب ان تتوفر في من يقومون بها .. للقياس عليها مستقبلا .. لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من وراء هذا التوجيه ..
** وليس بعيداً عن كل هذا .. المطالبة بتحديدٍ أدق لمهام المؤسسات الدينية الشرعية .. حتى لا ينصب كل واحد نفسه ( مفتيا ) ويقوم بأدوار ليست له .. يقبض على هذا .. وينتهك حرمة ذاك .. ويتصرف على نحو مطلق .. وبناء على مفاهيم محدودة .. وضيقة .. وشخصية في بعض الاحيان .. وليس من حقيقة وجوهر عقيدة سماوية خالدة .. وإنسانية أولا وأخيرا .. سواء كان هذا المجتهد في سلك القضاء .. أو في هيئة الامر بالمعروف .. أو في إمامة المساجد وخطبة الجمعة بها ..
** إذ إنه لابد من التفريق بصورة واضحة وجلية بين الفتوى .. وبين الرأي .. والاجتهاد .. وتجنب القطع بالرأي .. أو إصدار الاحكام .. أو الدخول في قضايا التحليل والتحريم .. ولاسيما في خطب الجمعة .. لأن من يقومون بهذه المهمة .. لهم حدود لايجب تجاوزها أو تخطي نطاقها .. اذا نحن أردنا ان نحدّ من البلبلة والتشويش التي وقعت في الماضي .. ولا نسمح للاجتهادات الضارة .. والآراء الشخصية ان ترقى إلى مستوى الفتوى .. ولاسيما بعد ان تحددت الامور بمثل هذا الوضوح ..
** شيء أخير لا يجب ان أغفله هو .. مسؤوليتنا نحن كإعلاميين في رسم (خارطة طريق مهنية مسؤولة) تمنع أي تجاوزات .. أو اجتهادات .. أو مماحكات إعلامية قد تسيء للسلام الاجتماعي .. وتسهم في البلبلة والتشويش .. وذلك يتطلب عملا إعلاميا عاليا ومنظما .. وعلى درجة كبيرة من الإدراك للمسؤولية أيضا..
* * *
ضمير مستتر :
** (هناك حدود فاصلة بين الحق .. والباطل .. وبين الخير والشر .. وبين العلم والجهل .. ولابد من التوقف عندها باستمرار).[/