الطوابير الطويلة تنتقل من أمام المخابز إلى لجان الانتخاب
دبي – العربية.نت
الانتخابات قبل الخبز.. هذا ليس شعاراً، وإنما واقع يحدث لأول مرة في مصر، وكشفت عنه حركة الأسواق خلال اليومين الماضيين الذين تم خلالهما المرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية تجرى عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني.
وشهدت المخابز حالة من الهدوء الشديد واختفت الطوابير التي كانت تعتبر أحد السمات الرئيسية لأي مخبز لتنتقل هذه الطوابير إلى لجان الانتخابات في جميع أنحاء القاهرة لتتراجع نسبة إنتاج الخبز أمس الأول بنحو 25%.
ووفقا لصحيفة "الأهرام" فقد استقرت أسعار الخضر والفاكهة واللحوم دون تغير خلال اليومين الماضيين، بل وتراجعت بنسبة تراوحت ما بين 25 و30% بسبب خلو الأسواق من السيدات، بسبب الأقبال الشديد منهن على الإدلاء بأصواتهن، حيث شهدت الحركة أمس نشاطا نسبيا لتعود الحركة الشرائية التي توقفت تماما في أول يوم للانتخابات في مختلف أسواق السلع الغذائية.
ويقول منصور مصطفى صاحب أحد المخابز بمنطقة الحلمية إن الإقبال على الأفران كان قليل جدا، وتراجع الإنتاج إلى 25% في أول يوم الانتخابات.
وأشار فرج وهبة رئيس شعبة المخابز بالغرف التجارية بالقاهرة إلى أن الإقبال في أول وثاني أيام الأنتخابات كان بالفعل أقل من المتوقع، وذلك بسبب انشغال المستهلكين بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب التي شهدت زحاما كبيرا لتضرب طوابير الانتخابات رقما قياسيا جديدا بعد طوابير الخبز في مصر.
كما خيمت حالة من الركود على معظم الأنشطة الاقتصادية الأخرى خلال يومي الانتخابات، بسبب الكثافة العالية للإقبال على الإدلاء بالأصوات.
ويقول شريف السرجاني, رئيس الشعبة العامة للمجوهرات الأسبق، إنه أغلق متجره طوال اليوم الأول للانتخابات واضطر إلى ممارسة نشاطه أمس برغم ذلك لم يتقدم أي مشتر لشراء أو بيع المجوهرات.
ويضيف أن الإقبال الكثيف على الانتخابات أعطى المؤشرات الإيجابية الأولى للاستقرار وأن المستقبل سيكون واعدا.
ويؤكد اللواء عفت عبدالعاطي رئيس شعبة تجارة السيارات أن نسبة المبيعات خلال يومي الانتخابات صفر، وأن معظم التجار تقبلوا هذا الركود بعدما شاهدوا الكثافة العالية للتصويت في الانتخابات، وهو ما يعني أن ساعة الخروج من عنق الزجاجة الخانقة قد اقتربت.
أما محمود الداعور, رئيس شعبة الملابس الجاهزة، فيقول إن حركة المبيعات هبطت خلال يومي الانتخابات بنسب ملحوظة وصلت إلى 70%، لكنه متفائل بهذا الركود الذي سيعقبه رواجا بسبب موسم الشتاء, وأعياد الكريسماس والقيامة المجيد.
وبسبب الإقبال الكبير من السيدات العاملات وربات البيوت أصيبت مبيعات العطارة بالشلل التام, كما يقول رجب العطار, رئيس شعبة العطارة بغرفة تجارة القاهرة.
أما نشاط البنوك فلم يتأثر كثيرا, كما يقول عمرو طنطاوي مدير الفروع ببنك مصر إيران للتنمية, مؤكدا أن نسبة الإقبال على الشبابيك انخفضت بنسبة تتراوح بين10-15% وأن الأداء المصرفي كان مرتفعا.
لكن عمرو خضر, رئيس شعبة تجارة الورق, يؤكد أن حركة الانتخابات أنعشت تجارة الورق بنسبة250%، بسبب الدعاية الانتخابية, وأنها انخفضت خلال يومي الانتخابات إلى 90%.
ويؤكد محمد مرشدي, رئيس شعبة الصناعات النسيجية أن الإقبال تزايد بمعدلات كبيرة خلال فترة الدعاية الانتخابية, على القماش المستخدم في اللافتات الدعائية، لكن هذه النسبة انخفضت بنسبة كبيرة خلال يومي الانتخابات.