هانى رسلان
من جهته يؤكد هانى رسلان رئيس تحرير ملف الاهرام الإستراتيجى أن هناك تدخلات من أطراف داخلية وخارجية تريد أن يكون لها دور وتاثير فى العمليات السياسية الرئيسية فى مصر، وذلك حماية لمصالحها أو خدمة لأهداف استراتيجية معروفة.
وذكر رسلان فى تصريح لـ " العربية نت " : إنه قبل بدء الانتخابات البرلمانية وقعت أحداث مشابهة كبيرة كان الهدف منها تأجيل الانتخابات لحين إشعار آخر، وأوضح أن المجلس العسكرى رفض ذلك، وأجرى الانتخابات فى موعدها ووضع جدولا زمنيا لنقل السلطة، ولكن يبدو أن بعض الاطراف الداخلية المدعومة من الخارج ارادت افشال الانتخابات ، فقامت بتكرار السيناريو السابق نفسه بعد الجولة الأولى والثانية من الانتخابات .
وحول هدف المؤامرة نبه رئيس تحرير ملف الاهرام الإستراتيجى إلى أن الهدف واضح، وهو التأثير سلبيا على عملية الانتخابات، وإحداث نوع من الارتباك فى اأولويات الدولة المصرية، وصرف الرأى العام عن العملية الديمقراطية وخلق بؤر اهتمام جديدة بعيدة عن الانتخابات، والخطير فى الأمر أن تلك الجهات لايعرف لها مطالب محددة يمكن كشف الأجندات الخارجية وراءها ، وهى تتحدث عن جملة مطالب لامعنى لها .
وعن القوى الجديدة فى الشارع المصرى الآن قال رسلان: أولا هناك المجلس العسكرى صاحب السلطة الشرعية فى إدارة شئون البلاد، لحين تسليم السلطة إلى رئيس منتخب فى أول يوليو/تموز 2012 ، وهناك أيضا القوى الثورية الصاعدة والمتمركزة فى ميدان التحرير ومحمد محمود وتستند الى المسار الديمقراطى وحقوق الإنسان المدعومين من الخارج ماليا وإعلاميا ، هذا بخلاف القوى الثالثة الإسلامية التى أفرزتها انتخابات مجلس الشعب وحققت انتصارات فى الانتخابات، وبالتالى تعددت الأوراق بين القوى الثلاث التى تتبادل فيما بينها مواقع التاثير واكتساب النفوذ .
الدكتور عاصم الدسوقى
وحول الخروج من المازق الحالى وعدم تكرار أحداث مجلس الوزراء مرة أخرى ، يقترح رسلان ضرورة استمرار المجلس العسكرى فى أداء مهامه فى حماية المؤسسات العامة والخاصة، مع عدم استخدام الرصاص الحي تحت أى ظرف ضد المتظاهرين، وتحديد اماكن للتظاهر والاعتصام حتى يعود الأمن والاستقرار .
ويجزم الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث أن ماحدث هو محاولة البعض الانقلاب على الديمقراطية، وقال لـ " العربية نت " هؤلاء يريدون افشال انتخابات مجلس الشعب الحرة والعودة إلى ما قبل الانتخابات، لأنه يبدو أن فوز الاسلاميين – الإخوان والسلفيون – لم يعجبهم فقرروا وقفه وليذهب الجميع الى الجحيم ؟.
الدكتور ضياء رشوان
ويعترف الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام بتعقد ملامح الصورة فى أحداث مجلس الوزراء، موضحا أن الضابية هى سيدة الموقف فى تفسير ماجرى، وقال لـ " العربية نت " إن أحداث مجلس الوزراء تضاف إلى سلسلة الاحداث الغريبة والغامضة المجهولة المصدر و التفاصيل، إبتداء من احداث السفارة الاسرائيلية وأحداث ماسبيرو، مرورا بالأحداث التالية لما سميت بجمعة قندهار، إلى الأحداث الأخيرة.
ويطالب رشوان المجلس العسكرى بضرورة كشف ما جرى وشرح أبعاد المؤامرة التى تواجهها مصر، لكى نعرف من هم الأطراف الفاعلين؟.. وماهى مخططاتهم.. كذلك لابد أن يقدم المتورطون الى المحاكمة حتى لو كانوا ضباطا فى الجيش .
وأضاف رشوان : نحن نفتقد الصراحة وهذا يؤدى إلى كثرة الشائعات لغياب المعلومات الحقيقية، وبالتالى أنا انظر الى حادث مجلس الوزراء كحادث جنائى قبل أن يكون سياسيا.
وبالتالى لايمكن تحليله بدقة طالما لاتوجد معلومات أو دلائل يمكن تفسيرها أو البناء عليها، وعلى هذا كل شيء وارد فى الأحداث الأخيرة، وطالما كان الجنزورى صريحا فلماذا لايفعل المجلس العسكرى الشيء ذاته؟
وحول خطورة أحداث مجلس الوزراء ذكر مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن الأحداث أدت إلى تفاعلات عدة اخطرها فى اعتقادى استقالة عشرة أعضاء من المجلس الاستشارى المكون من ثلاثين عضوا ، وهذا أمر خطير لأن الاستشارى هو الحلقة الوسيطة بين المجلس العسكرى والمجتمع السياسى المصرى، وغيابه يؤدى إلى مزيد من التدهور فى علاقة الجيش بالشعب المصرى وهذا مالانرضاه أو نريده .