|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
![]() |
![]() |
![]() |
منتدى النقاشات الجادة يهتم بالنقاشات الجادة فقط سواءاً إجتماعيه أو غيرها |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
كُتب : [ 05 - 05 - 08
- 05:15 PM ]
الضب هذه الأيام يشتكي من جور الزمان وأهله، ومن الإرهاب الذي يعاني منه حيث شنت عليه غزوات، وغارات، وهجمات شنعاء رعناء لا مبرر لها.. لماذا كل هذا القتل..؟ ما هي جريمة الضب وما الذي ارتكبه في حق الإنسان الجائر الظلوم..؟ والضب المسكين مسالم ![]() ولكن هذا الرأس لم يسلم من أعيرة الصيادين بمختلف الأسلحة، تلك التي تخرز خزراً، وتلك التي ترش رشاً، بل وتلك الصغيرة النحسة التي تأتيه بلا صوت من بندقيات الهواء المتطورة جداً والتي ربما تقتل الإنسان. فلماذا يتنافخ الشبان ويفتلون شواربهم لقتل هذا المسكين ثم يلقون به عند جحره مضرجاً في دمائه لا يأكلونه، ولا يحنطونه ولا يستفيدون منه شيئاً إلا إشباع غريزة القتل. هؤلاء القتلة يركبون سيارات مكيفة، ويشربون انواعاً من العصير والماء المثلج، ويحملون أجود أنواع الزاد والفواكه. فالسيارة التي يمتطونها هي جيب «لاندكروزر» أو ما شابهها، والسلاح الذي يستعملونه بنادق أوتوماتيكية وليس رماحاً ولا أقواساً كتلك التي كان يستعملها امرؤ القيس في رحلات صيده.. حيث كان يطارد غزلاناً، وحمراً وحشية، فينهض باكراً قبل خروج الطير من وكناتها، أي عند انبثاق ضوء الفجر بامتطاء جواده الذي يقول فيه:
وقد اغتدي والطيرُ في وكناتها =بُمنجردٍ قيد الأوابد هيكلِ
أي بحصان طويل منجرد يقيد الغزلان من سرعته. هذا يوم كان الصيد فروسية وشجاعة وتعباً وقدرة خاصة على المناورة والمراوغة مع القدرة على التسديد بالقوس والحصان راكضاً على أشد سرعة.. ويوم كانت الجزيرة مرتعاً لأنواع الصيد من الوعول وحمر الوحش والمها والنعام. أما اليوم فلم يعد هناك إلا هذه السحالي «الضبان» البائسة أو «الجرابيع» الضعيفة، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس في صيدها متعة ولا مهارة، وإنما استجابة لشهوة القتل الناتج عن الفراغ، والجدة، وهما: «مفسدة للمرء أي مفسدة» كما يقول الشاعر. يتم صيدها فوق ظهور، وعلى سيارات فخمة ضخمة مريحة يمكن أن تستعمل فيما ينفع ويفيد لا فيما يقتل ويبيد. وتخيلوا بالله لو استمر الأمر هكذا.. تخيلوا هذه الجزيرة وهي هباء وفراغ، فلم يعد بها شيء يطير أو يزحف بسبب هذه الحملات الهوجاء الرعناء.. في الغرب هناك تنظيم دقيق لعملية القنص والصيد، هناك أنظمة وقوانين صارمة لا يجوز للمرء ان يتخطاها، بمعنى أن هناك ثقافة صيد أولها وأهمها: ان يكون الصياد محترفاً وماهراً في الرمي والتسديد، وأن يكون حاد النظر، سريع البديهة إذا رمى لا يرمي إلا في مقتل كي لا تتعذب الفريسة. وثانيها: أن يكون الصيد محدد العدد. وفي فصل محدد، لنوع محدد، تحت رقابة صارمة، لذا فإنك ترى أنواعاً من الصيد في الغابات والسهول والحقول تمر بجانبك ولا تصيدها بسبب المنع، لأن الموسم ليس موسم صيدها. وهي تشعر في هذه الفترة بأمان وحصانة قانونية. وتقف أمامك وكأنها تتحداك.. وتقول أنا محمية بحكم القانون. كما أن الصيد يعتمد على الوفرة والكثرة، فلو افترضنا انه ظهر نقص هذا العام في أعداد بعض الغزلان، فإن الصيد يوقف نهائياً حتى تصل الأعداد إلى الرقم المسموح بصيدها عند وصوله. أما شبابنا فإنهم يطلقون النار على أي شيء تراه أعينهم، ويطاله رصاصهم سائراً أو طائراً أو واقعاً، بل انهم يتعدون ذلك إلى اللاجئ في جحره خوفاً وطلباً للأمن، فيسكبون الماء في جحر الضب، فإذا لم يخرج سلطوا عليه دخان «الشكمان» فإذا خرج وأخذ يتخبط كالسكران أو المجنون أخذوا يتصايحون حوله ويضحكون ثم قتلوه شر قتلة وتركوه.. هذه هي حالنا بكل أسف، لا ضوابط ولا وعي أخلاقي بقتل الحيوان. قال أحدهم: أذكر أنني رأيت منذ سنوات في روضة «البخراء» بالصمان ما لا يقل عن سبعين طيراً من طيور «الدَرَج» مقتولة ومكومة عند مكان مخيم رحل أهله، حيث صادوها وتركوها.. وهو منظر بقدر ما فيه من البشاعة فإن فيه نذالة وحقداً على هذا الطائر المهاجر البريء.. أقول : بقي أيام قليلة وندخل في «كنة» الحر، والضب يخرج فيها من شدته، حتى ولو وضع رأسه على الجمر.. فكان الله في عون الضبان من لظى الحر، ولظى الرصاص الطائش من أولئك الطائشين.. منقول بتصرف
|
|
|
|