( الشنفرى ) ( أمير الصعاليك ) الذي قتــل الرجــل المـــائة بعد ممــاته ... !!!

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة
والسلام على إمام المجاهدين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :










العصر الجاهلي





نحن الآن في عام 500 م قبل البعثة النبوية بحوالي الــ 80 سنة , وبالتحديد في الجزيرة العربية في العصر الجاهلي


نحن نسمع هاهنا عن بعض القبائل المتناحرة و سلب و سبي وإستعباد ... الخ , أعمال جاهلية بحتة كان الإسلام بحق


هو الحل الرادع والشافي لتلك الحقبة المظلمة .


والناظر إلى حياة العصر الجاهلي يجد أن المجتمع مقسوم إلى قسمين أو إلى طبقتين متباعدتين , الأغنياء يقابلهم


الفقراء , والأسياد يقابلهم الخدم والعبيد ومجموعة الضعفاء المستضعفين ... وقس على ذالك .

وقد أداء ذالك التفاوت إلى زرع الفتن والأحقاد وايضاً التنافر الشديد بين الطبقتين و وعلى ذالك فقد خرج من

من عمق الطبقة المستضعفة المظلومة جماعة أو بالأصح حزب سياسي يؤمن بالعدالة السياسية والأقتصادية

والإجتماعية لكل الفئات أطلق عليهم (( صعاليك العرب )) .

وقد أمتاز الصعاليك آن ذاك بشدة البأس والشجاعة المنقطعة النظير أضف إلى ذالك إيمانهم بالعدالة والمساواة

لكل الفئات وأيضاً الخروج على عادات القبائل الجائرة .

وقد برز من هؤلاء الصعاليك مجموعة لازالت أسمائهم تتردد في عهدنا الحالي ومنهم على سبيل المثال نذكر

الشنفرى الأزدي - تأبط شراً الفهمي - حاجز الأزدي – عروة ابن الورد ... الخ .

وسنتحدث في موضوعنا عن شخص بحق مشى على أصول قواعد الصعلكة قول وفعل , وكان بحق

أميراً للصعاليك وصاحب القصيده العصماء حديثنا هاهنا عن ( الشنفرى الحجري الأزدي ) ويكفيه فخر أن قصيدته

التي أطلق عليها ( لامية العرب ) وليس لامية الأزد , وذالك تعظيماً لبلاغتها الشعرية , أقول يكفيه فخـــر أن بعض الرواة

قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( علموا أولادكم لامية العرب , فأنها تعلمهم مكارم الأخلاق ))
وقيل أن هذه المقولة قالها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله أعلم .






نسب الشنفرى




أما نسب الشنفرى فقد أبدع الأستاذ / أحمد ابن عايض الحسيني الشهري في جمع أقوال النسابة المعتبرين

في نسب الشنفرى الحجرى الأزدي ... يقول النزية أبا عايض :


وقبل ان نبدي رأينا في نسب الشنفرى لابد من الإطلاع على اقوال الباحثين والعلماء في الماضي والحاضر حتى لا نرمي بالكلام على
عواهنه ، وافضّل ان نعرض اقوال الباحثين المعاصرين ونرى ما توصلوا إليه في نسب الشنفرى :-

1- يقول حمد الجاسر في كتابه (في سراة غامد وزهران) :-
الشنفرى هو من بني الحارث بن ربيعة بن الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

2- يقول عمر بن غرامة العمري في كتابه (قبائل اقليم عسير) :-
الشنفرى هوثابت بن مالك بن الحارث بن الاواس بن ربيعة بن نصر بن شهر بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

3- يقول د . محمد بن مسفر الزهراني في كتابه (زهران في ماضيها وحاضرها):-
من بني سلامان كان الشنفرى الفاتك العداء المشهور في الجاهلية .
4- يقول د. يوسف خليف في كتابه (الشعراء الصعاليك) :-
الشنفرى من الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

5- يقول د. شوقي ضيف في كتابه (العصر الجاهلي) :-
الشنفرى من عشيرة الاواس بن الحجر الأزدية
6- يقول سعيد الاسمري في كتابه (تاريخ رجال الحجر) :-
يعود نسب الشنفرى إلى قبيلة الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

7- يقول فائز العميري في كتابه (الوجيز في تاريخ بني شهر):-
ان الشنفرى من الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .
8- يقول قينان بن جمعان الزهراني في كتابه (دراسة شاملة عن زهران) :-
الشنفرى هو ثابت بن اوس الأزدي من بطن مالك بن زهران

9- يقول الألوسي في كتابه (بلوغ الأرب) :-
ان الشنفرى من بني الحارث بن ربيعة بن الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

10- يقول د. محمد بن ظافر بن عساف الشهري في (مقالة في مجلة العرب):-
الشنفرى من بني الحارث بن ربيعة بن الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .
11- يقول محمد بن عوضة الاسمري في كتابه (الاواس بن الحجر):-
الشنفرى هو عمرو بن مالك بن الاواس بن ربيعة بن نصر بن شهر بن الحجر بن الهنؤ بن الازد .
12- يقول علي بن محمد بن سدران الزهراني في كتابه (التبيان في انساب زهران) :-
الشنفرى من ابناء الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

13- يقول علي العسبلي وظافر بن حبيب في كتاب (النماص مسيرة التعليم والتنمية) :-
هو من بني الحارث بن ربيعة بن الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

بعد ان اوردنا اغلب ما قاله الأدباء والباحثين المعاصرين في نسب الشنفرى يتضح انهم اجمعوا على ان الشنفرى من
بني الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد ، ولم يشذ عن هذا الاجماع سوى الاستاذين محمد بن مسفر وقينان بن جمعان
حيث الاول نسب الشنفرى إلى سلامان بن مفرج ، والاخر نسب إلى بني مالك بن زهران ، يعني احد عشر صوتاً تؤكد
ان الشنفرى من بني الحجر بن الهنؤ مقابل صوتين تخالف هذه النسبة .


بقي علينا ان نستعرض ما قاله العلماء القدامى في نسب الشنفرى ونرى هل يوافق او يخالف ما ذهب إليه ادباؤنا
وباحثينا المعاصرين .

1- يقول محمد بن حبيب المتوفى سنة 245هـ في كتابه (اسماء المغتالين):-
الشنفرى الأزدي من الأواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .

2- يقول الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني :-
الشنفرى اخو بني الحارث بن ربيعة بن الاواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد .


3- يقول الأمام ابن حزم المتوفى سنة 456هـ في كتابه (جمهرة انساب العرب) :-
كان الشنفرى الفاتك من بني سلامان بن مفرج .

4- يقول العوتبي المتوفي في القرن الخامس :-
الشنفرى من بني سلامان بن مفرج


5- يقول ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـ في كتابه (المقتضب) :-
الشنفرى من بني الحارث بن ربيعة .


يتضح لنا ايضاً من اقوال العلماء القدامى ان نسب الشنفرى يعود إلى بني الأواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد ، وهذا قول
ابن حبيب البغدادي والأصفهاني ، بينما ابن حزم الأندلسي والعوتبي نسبا الشنفرى إلى سلامان بن مفرج ، والقول
الثاني هو الذي اعتمدا عليه الاستاذين / محمد بن مسفر وقينان بن جمعان ، خصوصاً ان ابن حزم رحمه الله يعد سلامان
بطن من زهران ، مع ان ابن الكلبي المتوفى سنة 204هـ عندما ذكر نسب سلامان لم يذكر الشنفرى منهم ، واعتقد
ان ابن حزم والعوتبي عندما نسبا الشنفرى إلى سلامان يقصدان انه حليفاً لهم لأنه عاش معهم اغلب حياته وتزوج منهم ، ومهما
يكن فقد حسم الشنفرى النزاع في نسبه واعلن في بيت من الشعر انه ينتمي إلى الحجر بن الهنؤ في قوله :-

انا ابن خيار الحجر بيتاً ومنصباً ** وامي ابنة الأحرار لو تعلمينها


وفي رواية اخرى يؤكد انه من الأواس بن الحجر :-

اليس ابي خير الاواس وغيرها ** وامي ابنة الاحرار لو تعلمينها

لذلك نرجّح اقوال العلماء القدامى والمعاصرين الذين ينسبون فيها الشنفرى إلى الأواس بن الحجر بن الهنؤ بن الأزد ، وكل قول غير ذلك يعتبر ضعيف
لا يثبت امام الأدلة الدامغة المذكورة سابقاً ، وللحقيقة نقول ان خير من اطلعت عليه قام بتحقيق نسب الشنفرى تحقيقاً علمياً شافياً وافياً هو الاستاذ /
علي بن محمد بن سدران الزهراني في كتابه القيّم (( التبيان في انساب زهران )) .



أنتها كلام الأستاذ / أحمد بن عايض الحسيني الشهـــري








حياة الشْنفَرى





يقال أن الحجر بن الأزد وقيل الأزد قتلت رجلاً من بني فهم فقام بنو فهم بأسر الشنفرى وهو صغير

وحينها قام بنو سلامان بن مفرح بأسرى رجلاً من بني فهم لثارات بينهم فقامت بنو فهم بفدي المأسور منهم

بالشنفرى , فعلى ذالك نشأ الشنفرى عند بنو سلامان وقد كان في عهدة رجل من بني سلامان بن مفرح

إلى أن حل نزاع بينه وبين بنت المتعهد وذالك عندما قال الشنفرى لها : أغسلي رأسي يا أختاه (( جازماً

منه أنها أخته )) فما كان من الفتاة إلا أن لطمته على وجهه (( أنكاراً منها على قوله أختاه )) فأخذة في نفس

الشنفرى مافعلت به هذه الفتاة فما كان من الشنفرى إلا أن سأل أبو الفتاة عن حقيقة أمره فما كان من الرجل

إلا أن باح له بالصدق وأخبره عن أصله وعن أهله وأنه من (( بنو الحجر بن الهنو بن الأزد )) , صعق بعدها

الشنفرى فأخذ على نفسه أن يقتل من بنو سلامان خلقاً كثير جزاءً بما فعلوه به من أخفاء حقيقة أمره .

وبينما هو كذالك مر على الفتاة السلامانية التي لطمته وهو قد علم أنه من ( بنو حجر الأزد ) وعلم مالها

من نسب وحسب وأيضا المكانة الرفيعة فقال :



ألا ليت شعري والتلهـف ضلـة ***بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي***ووالدها ظلت تقاصر دونها
أنا أبن خيار (الحجــر)بيتاً ومنصباً ***وأمي أبنة الأحرار لو تعلمينها









الشنفرى يرعى الغنم





حل بعدها الشنفرى على رجلٍ من بنو سلامان فجعلة في غنمة يرعاها , وبينما هو كذالك إذ وجد

فتاة من بني سلامان فأعجبت الشنفرى فحاول الخلو بها وهم في تقبيلها أو محادثتها فلطمته

الفتاة على وجهه وأخبرت أبها بما حل بها من فعل الشنفرى فهم أو البنت في قتل الشنفرى فوجده وهو

يقول :




ألا هل أتى فتيان قومي جماعة***بما لطمت كف الفتاة هجينها
ولو علمت تلك الفتاة مناسبي***ونسبتها ظلت تقاصر دونها
أليس أبي خير( الأواس )وغيرها***وأمي ابنة الخيرين لو تعلمينها
إذا ما أروم الود بيني وبينها *** يؤم بياض الوجه مني يمينها



عند ذالك قال أبا الفتاة سألن أياه عن نفسه فقال أنا الشنفرى أخو ابن الحارث بن ربيعة فرد علية

أبو الفتاة قائلاً وهو مفتخراً بالشنفرى ونسب عشيرته ,لولا خوفي بأن يقتلوني بنو سلامان لزوجتك أبنتي

فقال الشنفرى : أن قتلوك قتلت منهم مائة رجل , فزوجهما الأب , فلما علم بنو سلامان بذالك قاموا

بقتل ذالك الرجل , فما أن علم الشنفرى الحجري بذالك حتى هم بتجهيز نفسه وصناعة النبال التي عليها

القرون , فجاءت زوجته فوجدتة دون اضطراب وهلع فقامت علية باللوم والعتب سبب تأخره يوماً

عن الوفاء بوعد الشنفرى لأبيها فقال الشنفرى قول الواثق الغير جازع قال :





كأن قد فلا يغررك مني تمكثي***سلكت طريقاً بين يربع فالسرد
وإني زعيم أن تثور عجاجتي***على ذي كساء من سلامان أو برد
هم أعدموني ناشئاً ذا مخيلة***أمشي خلال الدار كالفرس الورد
كأني إذا لم يمس في الحي مالك***بتيهاء لا أهدي سبيلاً ولا أهدي ِ



قام بعدها الشنفرى بالغارة تل والغارة على بنو سلامان وقد أشعل النار من تحتهم وجز الرؤوس الواحد

تل والآخر , وهذا ليس بغريب على الفتاك الشنفرى فقد كان يغزو على رجليه لوحدة أو مع رفاقه الصعاليك

وقد غزا الشنفرى ورفاقه الصعاليك خثعم وبجيلة وهذيل وغيرها , وكان الشنفرى يمتلك قوة بدنية جبارة

وكان من العدائين الفتاك حتى انه ضرب فيه المثل وقيل (( أعدى من الشنفرى ))

وقيل أنه قفز فقاموا بقياس قفزة الشنفرى فوجدوها تعادل الــ 21 خطوة .

وكان الشنفرى شجاعاً بمعنى الكلمة لا يهاب الحتوف كريماً مفضالً خلوقن يقول عن نفسه :





ولست بمهياف يعشي سوامه***مجدعة سقبانها وهي بهل
ولاجبإ أكهى مرب بعرسه***يطالعها في شأنه كيف يفعل
وأستف ترب الأرض كيلا يرى له***علي من الطول امرؤ متطول
ولولا اجتناب الذل لم يلف مشرب ***يعاش به إلا لدي ومأكل
ولكن نفساً مرةً لا تقيم بي ***على الذل إلا ريثما أتحول



وما زال الشنفرى الحجري يستأصل من بنو سلامان الواحد تل والآخروكان يهاجمهم في كل مكان

حتى أن رجالٌ من بني غامد أرادوا النيل من الشنفرى لتطاوله على بنو سلامان في ديارهم فبائت

محاولاتهم بالفشل بل أن الشنفرى أعجزهم وهزمهم في جميع محاولاتهم فما كان منهم إلا أن

أطلقوا عليه كلباً أسمة حبيش ليبطأ الشنفرى كي يمسكوا به فلم يستطع الكلب اللحاق بالعداء

الشنفرى , ويقال أنه رأى في أحد القرى رجالً من بنو سلامان فهم بقتلهم فخشي على نفسه ذالك

بسبب الأناس المتواجدين فقال :




قتيلي فجارٍ أنتما إن قتلتما ***بجوف دحيسٍ أو تبالة يا اسمعا (1)



يقصد : أسمعا يا هذان


أكمل الشنفرى غزواته المظفرة على بنو سلامان حتى قتل منهم التسعة والتسعين نفس , ولم يبقاء

على الشنفرى إلا رجلً واحد منهم , وبينما هو في أستراحة محارب هبوا عليه رجال من بنو سلامان يريدون

قتلة ففر منهم ونزل عند امراءة منهم يريد الزاد والشراب فعرفته الأمراءه فما كان منها إلا أن أطعمته

إيقطاً ليزيد عليه الأمر سوء وخبت عنه الماء فخرج من عندها الشنفرى وقامة بأخبار زوجها بفعلها به

فذهبوا إلى البئر يتبعون خبره فوجدوه ينتظر إلى أن يجن الظلام فيشرب ويروي عطشه فجلسوا له

فجن الظلام وقام لكي ينزل البئر فوجد في طريقة سواد ( وكان من عادة الشنفرى أن يرمي كل سواد

يصادفه وكان إذا مشى في الليل ينزع نعالاً ويبقي الأخر ليوهم السامع وليخفي وطأه ) , رماء الشنفرى

السواد فما تكلم أحد فقال الشنفرى : إذا كنت شيء فقد أصبتك وإن لم تكن شيء فقد آمنتك , فلم يتحرك

أحد فطمأن الشنفرى ووضع سلاحه بجانبه لكي ينزل ويروي عطشه , فهبوا عليه الرجال بسيوفهم

فأنتبه لهم فأراد أن يأخذ سلاحه فضربوا يده اليسرى ففصلت عن جسمه فأخذها الشنفرى فرما

بها رجلاً فسقط في البئر ودارت بينهم وبينه معركة وهو أعزل السلاح عندها شدوا وثاق

الشنفرى وغللوه بالسلاسل , وبينما القوم يتحاورون حول قتلة نظرا الشنفرى إلى يده فقال :




لا تبتعدي إما ذهبت شامه ***فرب وادٍ نفرت حمامه
ورب خرقٍ قطعت قتامه ***ورب قرنٍ فصلت عظامه



وأقبل عليه رجلاً منهم أو مجموعة منهم فقالوا له أنشدنا من شعرك فرد الشنفرى (( إنما النشيد على المسرة ))

فذهبت كلمة مثلاً , ثم قال له رجلاً منه أأطرفك !؟؟

فقال الشنفرى : كذالك كنا نفعل بكم .....!!!! ( كان حينما يريد أن يرمي رجلاً يقول له أأطرفك !؟ ثم يرمي عينه )

وعندما أرادوا قتله سألوه : أين تريدنا أن نقبرك ياشنفرى , فقال مقولة الشجاع الذي لا يهاب الموت والمطمأن :



فلا تقبروني إن قبري محرم *** عليكم ولكن أبشري أم عامر (1)
إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري *** وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنالك لا أرجوا حياة تسرني ***سمير الليالي مبسلاً بالجرائر


أم عامر : الضبع .









الشنفرى يقتل المائة بعد مماته .. !!؟؟




قاموا بعدها فقتلوه وصلبوه , فمر عليه رجلاً من القوم الذين قتلوا الشنفرى وقيل رجلاً فاته يوم قتل الشنفرى

فوجده وقد تناثرت أشلاء الشنفرى فوجد جمجمته فضربها بقدمه فدخلت قطعه في رجلة فكانت سبباً

في موته , (( فتـــم للفتــاك الشنفــرى الـــمائة )) من رجال بنو سلامان ...

فسبحان رب السماء .








من قتل الشنفرى ؟




هناك أقول عن مقتل الشنفرى فقد قيل أن من قتل الشنفرى هو رجل يقال له أسيد بن جابر السلاماني

وقيل ان معه رجل يقال له خازم البقمي وهو أيضاً من الهنو بن الأزد ( له قرابة مع الشنفرى) , وقصته

لا تختلف عما سردناه سابقاً كثيراً , وتبدأ قصته عندما رأى الشنفرى في الظلام سواد فرماه وقل

إن كنت شيء فقد أصبتك وإن لم تكن شيء فقد أمنتك فنادى أسيد السلاماني يا خازم أصلت يعني : (سل سيفك)

فقال الشنفرى : لكل ما تضرب فضرب الشنفرى أصبعين من خازم البقمي فهجم أسيد ومن معه على الشنفرى

فمسكوه وهم في ليلاً مظلم فمسك أسيد برجل ابن أخيه فقال أسيد : رجل من هذه فرد الشنفرى : رجلي فقال

ابن أخ أسيد بل أنها رجلي يا عم , وبذالك كان أسر الشنفرى ... والله أعلم بالصحيح .









وقت مقتل الشنفرى




كان مقتل ( الشنفرى ) / ثابت بن الحارث بن ربيعة بن الأواس بن الحجر بن الهنو الأزدي في حوالي

سنة 70 قبل الهجرة سنة 525 ميلادي كما قال الزركلي والله أعلم .

في الحقيقة أن الشنفرى كان بطلاً بمعنى الكلمة وقد مثل الصعلكة بأصولها وقد ضرب أروع

الأمثلة في الشجاعة وفي الكرم وفي الفخر ... الخ




أسمع قريب الشنفرى وصديقه الصعلوك ( تأبط شراً ) يرثي الشنفرى بقصيده

خارجة من قلبه المغبون على أعز أصحابه يقول :


على الشنفرى ساري الغمام ورائح ٌ*** غزير الكلى وصيب الماء باكرُ
ويومك يوم العبكتين وعطفة *** عطفت وقد مس القلوب الحناجر ُ
تحاول دفع الموت فيهم كأنهم *** بشوكتك الحذا ضئين عواثر
فلا يبعدن الشنفرى وسلاحه *** الحديد وشد خطوه متواتر


وقد أقسم ( تأبط شراً ) أن ينتقم للشنفرى الفتاك الذي مات و جأشه

أصلب من الحجاره ...











يقول شاعرنا متنبي الشعر / محمد الدحيمي الشهري

مفتخراً بالشنفرى الفتاك :


من ضواحي ترج لا وادي القرى
00000 باخصٍ بي كل غصن وكل حيد

قلتها وانا حفيد ( الشنفرى )
00000 المراجل حزتها قبل القصيد








المصـــــادر/
----------------
الأعلام / الزركلي
خزانة الأدب / البغدادي
لامية العرب / الهواري
لسان العرب / ابن منظور
الأغاني / الأصفهاني
سراة غامد وزهران / الجاسر
بحث :الكلام المنتقى في أخبار الشنفرى / أحمد بن عايض الشهري
الوجيز في تاريخ بني شهر / فائز العميري
ديوان الصعاليك





م\ن

" الأزد أسد الله في الأرض ، يريد الناس أن يضعوهم ، ويأبى الله إلا أن يرفعهم ، وليأتين على الناس زمان ، يقول الرجل : يا ليت أبي كان أزديا ، يا ليت أمي كانت أزدية. "

بارك الله فيكـ


تقبل مرووري