شَابَ رَأسِي وَانتَهَي عَهد الهَوَي
يَا فؤَادِي مَاتَ في النّاسِ الوَفَا
يَا نَدِيمِي أَينَ كَأسِي هَاتِهَا
وَأَدِرهَا بَينَ هَمٍّ وأَذَي
باعدِ السَّكبَ بِهَا عَن عَينِهَا
لِترِينِي زَبَدَاً مِنهَا عَلا
قَرِّبِ العودَ وَأَطرِبنِي عَلَي
حَزَنِي. خُذ مِن جِرَاحِي مَا خَفَا
ذَاكَ بَدرٌ كُنتُ أرجو قُربهُ
قَدْ تَوَلّي فِي ظَلامٍ وَانتَهَي
لَسْتُ أدْرِيْ ذَاكَ حلمٌ عِشتُهُ
أم خَيَالٌ فِي عِيُونِي قَدْ بَدَا
كَيفَ أحيا حُبّهاْ فيْ مهْجتيْ
قلْبي اْلْسّاْهيْ بطرْفٍ فاْرتوي
كانَ ميتاً في حَيَاتِي هالِكاً
ضَائِعاً يَمشِيْ بهَمٍّ مُزدَهَي
لَكَ عَهدي بِشَبَابِي صنتهُ
وَمِنَ الدَّهرِ لَكَ العُمرُ فِدَا
يَا مَلاذاً كُنتُ أمشِي نًَحوَهُ
لا أبَالِي فِي طَرِيقِي مَا جَرَي
فِتنَةٌ مَا سَمِعَتْ إِذنٌ بِهَا
رَقصَةٌ تَمشِي عَلَي طُولِ المَدَي
كَمْ بَنَي العِشقُ خَيَالاً بَينَنا
وَقصورَاً مِن رِوَايَاتِ الهَوَي
وَصَحَارٍ نَبَتَ الوَردُ بِهَا
وَعيُونَاً سَقَتِ الحِلمَ رضَا
يَا صَدِيقِي مَاتَ حِلمِي عِندَهَا
وَتَلاشَي بَينَ أَورَاقِ الرَّدَي
ذَبَلَ الزَّهرُ وَمَاتَ الغصنُ وَاْن
تَشَر الشَّوك مُحِيطَاً بِالنَّدَي
أَيُّهَا الجَانِي عَلَينَا قَسوَةً
بِحَدِيثٍ لَيسَ مِن وَحيِ الهَوَي
وَفِعَالٍ مِثلَ سَيفٍ قد مَضَي
وَجِرَاحٍ مَالَهَا عِندِي دَوَا
كُنتُ أحيا فِي سرُورِي غَارِقَاً
مُذْ تَعَارَفنَا غَرَقنَا فِي البُكا
أيّها الزَّائِفُ تَأتِي عِندَمَا
تَعرضُ الدُّنيَا حِسَابَات الهَنَا
لَيتَ شِعرِي كَيفَ أُبدِي ما خَفَا
مِنْ شعُورٍ لِفُؤَادِي كَمْ كَوَي
يَا سَرَابَاً غَابَ عَن عَينِي وَمَا
غَابَ عَن قَلبِيْ حَنِينِي وَانطَفَي
شَمعَةٌ ذَابَتْ بِأَيديْ شمعةٍ
ورْدةٌ نامتْ بأحضان البَلَي