عبدالله غازي
مستور شعبي وهو من شعب عاد وثمود = اللي جلـس مـع منازلهـا منازيلهـا
العام راعي جمل واليوم راعـي قعـود = وام الكبايـر ليـا غـنـت يغنيلـهـا
بدأ عبدالله غازي المحاورة منذا أول بيت له بقوله ( مستور شعبي ) وبطريقة مناقضة تماما
( وهو من شعب عاد وثمود )
شعبي + شعب عاد وثمود , ونلاحظ الجناس الرائع بين الكلمتين , اضافة الى التناقض المعنوي الرائع بين المعنيين .
والشعبي هو الانسان المتبسط في الحديث والتصرف , فعندما ترى شايب يسولف مع الشباب ويمزح معهم ويسافر معهم ويكشت معهم ..... تقول هذا الشايب شعبي .
يعني انسان محبوب ولايضع فوارق سنية بينه وبين احد .
لكن تعجب عبدالله أن هذا الشايب هو من ( شعب عاد وثمود ) أي من الناس القدماء الذين عاصروا اجيال سابقة ومن الناس ذوو الخبرة والتجربة والممارسة .
المقصد أنك يامستور شعبي مع الشعراء الشباب الذين افسدوا المحاورة بقلة معرفتهم وكذلك سطحيتهم ووضوحهم , فأنت تعطيهم مجال يلعبوا معك بطرقهم العبثية ولاتجبرهم على اللعب على طريقتك الرزينة التي تحترم أصول المحاورة , أي انك تنجرف مع الشعراء الشباب بإسلوبهم مثل الشايب الشعبي الذي ينجرف مع الشباب بمزحهم ومرحهم وسفريايتهم .
واكثر لومي عليك يامستور انك من شعب عاد وثمود أي انك شاعر قديم وممارس وذو تجارب وحنكة وخبرة , يتحسف الانسان عندما يرى مثلك يامستور ينجرف مع الشباب الغير عارفين لأصول هذا الفن العريق .
واللعب مع الشعراء الشباب العارفين لأصول شعر المحاورة ليس عيب لكن باثبات عبدالله أن مستور شعبي دل على انه انجرف مع الشباب الذين لايعون .
وتأكيد للمعنى يقول عبدالله بان هذا الانجراف نحو الشباب أضعف مستور فيقول :
( العام راعي جمل واليوم راعي قعود )
كنت سابقاً وفي الزمن الجميل للمحاورة صاحب جمل اي ان شعرك رائع وتعتبر مدرسة يستقي منها الكثير , اما اليوم فانت صاحب قعود أي ضعف مستواك الشعري كثيراً وذلك انك قدمت المصلحة المادية بالتواجد في المحاورات واضطريت للعب مع الشعراء الشباب الذين هم اكثر تواجداً في الساحة وهذا أضعف مستواك الشعري ويقال ( من دامن الجرب على الحول يجرب ) .
ويؤكد عبدالله على المعنى أكثر فيقول :
( وام الكبايـر ليـا غـنـت يغنيلـهـا )
وأم الكبائر وهم الشعراء الشباب وشبههم بام الكبائر من حيث زوغان العقل وقلة الوعي , وباسلوبه الرائع الذي لايتيه فيه أحد يقول عبدلله ( ليا غنت تغني لها ) اي ان الشعراء الشباب يغنون لك وانت تغني رداً عليهم , ونلاحظ لفظة الغناء ودليل اعتماد هؤلاء الشعراء على الصوت دون المعنى .
مستور
مستور شعبي ويرقى يالمطيري سنود = اعرف وجيه العرب واعرف مداخيلها
من مهبط الوحي ماني من بلاد اليهود= وأم المناديل مأفتش مناديلها
ويقول مستور رداً عليه .
( مستور شعبي ويرقى يالمطيري سنود ) .
اي ان شعبيتي وتبسطي مع الشباب ليس منقود وخاصة أني ارقى سنود اي ابحث عن المعالي , ورغم تبسطي وتواضعي باللعب مع كل احد الا اني افرق بين الرجال وأعرف وجيههم أي الناس الذين يستحقون الاحترام شعرياً ,وأعرف مداخيلها اي أعرف محصول كل شاعر حتى لو لعبت مع شعراء متواضعين فأنا أفرق وأعطي كل ذي حقاً حقه .
نقض البيت الثاني غير جيد من مستور لانه لم يلامس المعنى بدقة .
عبدالله
انا ادري انك على بعض الكلام امحدود = لا والله الا عتيبـه مـا سـرى ليلهـا
ليتك ليا ولعـت نـار الفتيلـه تـزود = وتشيلك الجن بعـض ايـام وتشيلهـا
هنا يلمح الى اجبار مستور على اللعب بطرق معينة تميل الى المهاترة احياناً مثلما يفعل الشباب وتأكيد لمعنى عبدالله الاول بلجوء مستور الى اسلوب الشباب ومجاراتهم , وهذه الاسلوب أكد عبدالله أن مستورقد يكون مجبراً عليه من أصحاب الحفل اي يحثونه على الرد على مهاترات قبلية أو من هذا النحو , وأكد عبداله ذلك بقوله ( لا والله الا عتيبة ) , اي ان هذا الاجبار لمستور بسبب القبلية , ومن أصحاب الحفل , فيكون مستور محدود على هذا اي مجبر .
ويقول عبدلله ليتك يامستور تترك الشباب ومهاتراتهم وايضاً اصحاب الحفلات وطلباتهم التي تصب كثيراً في غير صالح الشعر وتضعف مستواك , وتذهب مع الشعراء الذيت يرتقون بالشعر ويبدعون
( ليتك ليا ولعـت نـار الفتيلـه تـزود
وتشيلك الجن بعـض ايـام وتشيلهـا )
مستور
قرب خشوم الفتايل من خشوم الزنـود = ياويل نـاس تشيـل الحقـد ياويلهـا ياكثر حوم الضوامي فوق روس العقود = من يوم راعي الغنم جانـا يتاحيلهـا
ينفي مستور كل ماذكره عبدالله ويرد ذلك لحقد عبدلله على مستور , وأن هذا من باب تشكيك مستور بنفسه , ويقول ايضاً ومؤكد مستور على عدم نزاهة مايقول عبدالله وبهجوم ابعد عن المعنى فكأن العصيمي لايريد النقاش بل يرد كل ماقال عبدالله الى حقده .
ويضيف العصيمي :
ياكثر حوم الضوامي فوق روس العقود
من يوم راعي الغنم جانـا يتاحيلهـا
العقود هي انوار الكهرباء والضوامي الي تدور عليها هي الفراش ويشبه مستور نفسه والشعراء الكبار بأنوار تضئ للناس وانهم رغم ذلك لايسلمون من الأذى مثل مايفعل الفراش الذي يدور حول هذا النور فكأنه يضع عبدالله في خانة الفراش الذي يدور حول العقود , ويرد ذلك الى زمن اتى راع الغنم يتاحي لها اي يناديها اي دخلوا على الشعر وهم ليسوا من اهله .
عبدالله
خابرك وانته ولد مثلك بعد جيت عود = الله والا الناس وان قلت محاصيلهـا انتم على اربع جهات اقلوب والا كبود = ما باقياً من عتيبـه غيـر اقاويلهـا
ابيات سوار الذهب اقوى بكثير للأمانة .
أعرفك يامستور عندما كنت ولد اي شاب تلعب في الميدان , واعرفك ايضاً في الوقت الحالي ,اعرف الفارق بين مستواك سابقاً ومستواك الآن ,
ولست حريصأص على اللعب معك حالياً وسبب ذلك ( الله والا الناس وان قلت محاصيلهـا )
قلة محصولك حالياً تجعلني أراك اقل من المأمول , ودليل أن مستور كان صاحب محصول وفير ثم قل , اي كان صاحب مستوى وشعر غزير قل هذا المستوى كثيراً .
وسبب هذا الضعف هو تشتت مستور بين اللعب مع الشباب واللعب مع كبار الشعراء واللعب بالطريق الرزين واللعب باسلوب المهاترة اي انه اصبح كحاطب ليل لم تعد تعرف له اسلوب واحد ويقول عبدالله في هذا المعنى :
( انتم على اربع جهات اقلوب والا كبود )
لكن لم يبقى منك يامستور الا التاريخ والمحاورات الجميلة التي نحفظها لك مع مطلق الثبيتي أو ع شليويح أو مع الجبرتي أو مع المسعودي أو مع صياف ....
هذا الشئ الوحيد الذي بقي منك ويجب ان تحترم تاريخك .
( ما باقياً من عتيبـه غيـر اقاويلهـا ) .
مستور
انته تعرف الرجال امعربين الجدود = وامورك الثانيه مانـي بفاضيلهـا قال المثل ياولد كلاً بجوده يجـود = تبدي لك الشمس من قدام تبديلهـا
بيتين لمستور يؤكد فيها أن عبدالله يعرف مستور جيداً قديماً وحالياً , وأمورك الثانية ماني بفاضي لها , أي اذا كان قلبك اسود او نيتك غير سليمة وتريد تصفية حساب فأنا لست فاضي لهذه الامور , فأنت تعرف حق المعرفة من هو مستور .
ويؤكد مستور أنه كالشمس التي تبدي لجميع الناس ولايمكن ان ينكرها منكر .
عبدالله
البرق يخلعك ويضحك رقص الرعود = وش حيلة اللي تطيح ليا برد حيلهـا في معرفتك اطيب الضباط والا الجنود = في ساعة الناس تحكي لك وتحكيلهـا
ماأجمل الشعر اذا صيغ بهذا الاسلوب الرائع .
البرق يخلعك .
اي انك يامستور في هذا الزمن تخشى لقاء الشعراء الكبار , وشبه عبدالله الشعراء بالبرق , ويخلعك اي يجعل في نفسك هيبة وخوف وقشعريرة , مستور مقل جداً في الوقت الحالي من لقاء الشعراء الكبار مثل الرياحي والزلامي وعبدالله غازي ....
ويكثر من محاورة الشعراء الصغار .
وعلى النقيض تضحك وتنبسط من رقص الرعود , ولاحظ وصفه لصغار الشعراء بالرقص , وهذا ابداع شعري وضع الشعراء الحاليين في خانة الرقص والطرب والالحان .
فيا مستور انت تنخلع من البرق أي تخشى لقاء الشعراء الحقيقيين في هذا الزمن , ولكنك تضحك من رقص الرعد اي تلعب بكثرة مع شعراء اليوم وتنبسط معهم .
ونلاحظ المتضادات بين
( البرق والرعد , تخلعك و تضحك )
وكذلك التلميح الرائع جداً برقص الرعد واسقاطه على شعراء اليوم .
لكنك يامستور برد حيلك وطحت ويصعب عليك النهوض حتى لو حاولت .
لواريد أن أسألك يامستور سؤال :
( في معرفتك اطيب الضباط والا الجنود
في ساعة الناس تحكي لك وتحكيلهـا )
حسب خبرتك الواسعة وتجربتك هل افضل لك أن تقابل شاعر كبير يحكي لك وتحكي له وتستفيد منه وتستفيد منه , أو تقابل شاعر متواضع يعميك ويضعف مستواك ويجرك للمهاترات ويقضي على تاريخك الشعري الجميل لانك في النهاية سينزل مستواك كثيراً .
وشبه عبدالله كبار الشعراء وصغارهم بالجنود والضباط .
مستور
الله يجيب الفرج والله يحل العقـود = نبا نكّسر علـى الدلـه فناجيلهـا خلك على حد واحد لا تعدى الحدود = واطلع من التلعه اللي منحدر سيلها
مستور لم يدخل في لب المعنى ولم يناقشه مطلقاً وكان يهاجم بعيدا عن المعنى وكأنه غير مقتنع , وهجومه شخصي .
عبدالله غازي
انته ليا صحت للواعين تصحى الرقود = كلمتك هـذي يهـم الغيـر تسجيلهـا
لم يكتمل البيتين هنا حسب ماأقتبست من ماكتبه الأخ القرم لأن التسجيل غير واضح .
مستور
ياليت بيني وبينك حال عرق النفود = بعض الدعاوي تمرك منت صاحيلها اليا عطى الله مايمنع عطاه الحسود = ركابت الخيل ما تصلح بلا خيلهـا
المزيد من الهجوم الشخصي من مستور وعدم الدخول في نقاش ( كثرة لعب مستور مع الشباب , قلة لعبه مع الشعراء الكبار , نزول وانحدار مستوى مستور الشعري , هل مستور يفضل اللعب مع الشعراء الكبار او الصغار , واجب مستور الحفاظ على رزانة وقوة الشعر باعتباره من رواده المحترمين ... )
كان مستور لايريد نقاش اي نقطة ويرد كل مايقوله عبدالله الى مجرد حقد أو مجرد محاولة تشويه , وفي اضاءة بسيطة على المعنى رد مستور على احد محاورها بقوله أن لعبي مع الشعراء الشباب لايعيبني لاني أعرف الشاعر القوي من الضعيف , لكنه ترك بقية المعاني ووجه الهجوم الى هجوم شخصي وفسر معاني عبدالله أنها تصفية حساب .
فيقول مستور في بيتيه ناهجاً نفس منهج الهجوم البعيد عن المعنى العام للمحاورة :
( ياليت بيني وبينك حال عرق النفود
بعض الدعاوي تمرك منت صاحيلها
اليا عطى الله مايمنع عطاه الحسود
ركابت الخيل ما تصلح بلا خيلهـا )
عبدالله غازي
ماهو بنا اللي يجيب من العدم في الوجود = علـم عتيبـه تعجـل فـي مراسيلهـا ابغاك تعقل وتركد وانت ما من ركـود = بالله رد الجـهـالـه لا توهـيـلـهـا
بعد أن لاحظ عبدالله استمرار مستور في الهجوم الشخصي وفي افتخار مستور وعدم رغبته في النقاش قال عبدالله بيتين يوضح أنه شاعر لايأتي باي شئ عبث بل يضع كل بيت في مكانه ويعرف ماذا يقول , وأخبر عتيبة خلفك باني الشاعر العلم الذي يستحق اسم شاعر .
ويقول يامستور بانك بخروجك عن المعنى وهجومك الشخصي تشجع الشباب ايضاً على اتخاذ هذا الاسلوب فهم يقتدون بك ( لاتوهي لها ) اي لاتعودهم على الهجوم بدون اي مبرر وترك المعنى مهملاً , وأهل الجهالة الشعراء الشباب أو الذين لايعرفون أصول شعر المحاورة .
حتى في محاروتك هذه يامستور صنعت قدوة سيئة لانك تركت المعنى الذي بدعته لك واصبحت تهاجم ومن يراك سيفعل مثلما تفعل وتتحول ساحات المحاورة الى صراع ديكة .
ويلاحظ أن عبدالله لم يظلم مستور ولم يقل عليه شئ غير صحيح وحتى في محاورته هذه أعطى صورة بالبعد عن المعنى , الهجوم الشخصي , عدم نقاش المعنى والخروج بفائدة منه , صنع عداوة وتفسير كل شئ بالحقد وهذا هو مايجرف الشعراء الشباب للمهاترة فكأنهم اعداء لبعض وحتى مستور من كثرة تأثره بهذا الاسلوب وضع عبدالله عدواً له بينما كان هدف عبدلله الحرص على رقي الشعر , الحرص على تاريخ مستور العظيم , الطلب منه أن يعود لاسلوبه السابق الرزين والفخم , الطلب منه ان يبعد عن اسلوب الشباب الذي يضره اكثر من نفعه .
وهذه الأمور كلها لصالح مستور ولصالح الشعر , ونجد هجوم مستور بتفسيره بالحقد والتطاول .... الخ .