هذا الموضوع منقول من منتديات عنزه وكاتبه ناصر عنزه وفيه تكذيب لمقولة اصل العرب من اليمن بالادله والاحاديث الصحيحه...
أصل العرب من الاحاديث النبوية الصحيحة
كذبة : اصل العرب من اليمن
الكذبة الباطلة في نسب نبي الله إسماعيل وذريته إلى المستعربة ؟
أعلم - وفقني الله وإياك - أن تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة ، هو تقسيم باطل ، لايراد به إلا النيل من ذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام ، قام بها من في قلبه حسد على هذه الأمة التي صدقت نبيه وختم الله به الرسالات والشرائع .
وأن القول أن إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - مستعرب وذريته مستعربة ، هو قول لم يقال في عصر صدر الإسلام ولم ينقل لنا أن أحداً من الصحابة قال به ، بل هو قول أتى إلينا من نقولات أهل الكتاب مما نقلها الأخباريون المسلمون وفي مقدمتهم ابن جرير الطبري ، والذين كان مردهم إلى الأخباري ابن الكلبي ، والذي كان بدوره يأتي بمصادره من أهل الكتاب ؟
ولعلنا نعرف من هو ابن الكلبي ؟
هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، المشهور بهشام ابن الكلبي المتوفي سنة 204.
قال عنه ابن حجر في لسان الميزان "هشام بن محمد بن أبوالمنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر ، وعن مجالد وحدث عنه جماعة ، قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة "
وذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : " حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول هشام بن محمد من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه "
وعلى هذا فإننا نأخذ من ابن الكلبي مالايخالف النقل الثابت ثم العقل ، فنقول بعد الاستعانة بالله عزوجل ؟
إن الوافد إلينا والمستفيض في كتب الأخباريين ، أن العرب على قسمين ، عاربة وهم بنو قحطان ، و" مستعربة "وهم بنو إسماعيل !
وهذا الكلام لاشك أنه باطل بل من أبطل الباطل وأكذبه ؟
فأخلاقياً من المعيب أن يوصم نبي من أنبياء الله عزوجل " بالمستعرب " وهي في عرف البشر تعتبر منقصة ومنطلق للذم ، والله عزوجل قد نزه أنبيائه عن مواطن النقص والذم ، فبعثهم من أواسط أقوامهم نسباً وحسباً، كي لايجد أعداء دعوتهم مدخلاً قد يحزن أنبيائه ، مما قد يتعرضون له في صدق أقوال الكفار ومنها القول بأنهم دخلاء ومستعربين ، أما القول بالسحر والكهانة فإنه من الكذب الذي يعلمه الأنبياء بل وشائينيهم ؟أما الاستعراب والذي يطلق في حق نبي الله إسماعيل وذريته والتي فيها سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي من الواقع الذي يعرفه الأنبياء وأمتهم ، فهل نصدق هذا القول ونوقعه عليهم ، حاشا والله ؟
كيف إذاً والحال على غير هذا المقام ، فالدلائل التي ثبتت عندي - وبالله التوفيق - تثبت بمالايدع مجالاً للشبهة أن نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام هو أصل العرب وبه كانت العرب ولا أحد سواه ؟ وأن قحطان هو أعجمي عبري ؟
وإليك الكشف والتبيان ؟
اتفق نسابة العرب على أن جنس العرب سمو بذلك من اللسان وليس من النسب لرجل عليه مدار الاسم " عرب يقول العلامة الفهامة ابن خلدون الحضرمي - رحمه الله تعالى - ( ت 808 ) في تاريخه " ثم إن العرب لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام والفصاحة في المنطق والذلاقة في اللسان ولذلك سموا بهذا الاسم فانه مشتق من الإبانة لقولهم: أعرب الرجل عما في ضميره إذا أبان عنه" أهـ ج1 ص50 ،
ومن قال بنسب العرب إلى يعرب بن قحطان ، إنما رده إلى أن أول من تكلم بالعربية هو يعرب بن قحطان ، وهذا باطل ! فالسند على هذا القول مقطوع ؟ ، بينما السند على أن أول من تكلم بالعربية هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ؟سند ثابت من وجوه ؟
فقد ورد في صحيح الجامع 2581 من حديث علي بن أبي طالب
" أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل ، و هو ابن أربع عشرة سنة " الألباني حديث صحيح
ولعل هذا الحديث يقوي الحديث الذي أورده الحاكم في المستدرك وقال عنه صحيح الإسناد
وقد أعله غير واحد من العلماء بابن إسحاق الغسيلي
ورد في السلسلة الضعيفة عن إمام أهل السنة أبي عبدالرحمن الألباني رضي الله عنه
حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري : حدثنا عمي : حدثنا أبي عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا ( قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما " ، كذا قال " إسماعيل " .أخرجه الحاكم ( 2/439 ) وقال :" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :" قلت : حقه أن يقول (م) ( يعني أنه على شرط مسلم ) ولكن مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ، وكان ممن يسرق الحديث "2919
وروى ابن سعد ( ت 230) بسنده في الطبقات الكبرى عند ذكر إسماعيل عليه السلام بقوله :
" أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي الجارود الربيع بن قزبع عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وهو بن ثلاث عشرة سنة " أهـ
وروى الحافظ ابن الجوزي الحنبلي - رحمه الله - ( ت 597 ) بسنده في المنتظم :
أنبأنا أبوعبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدّباس أخبرنا أبوجعفر بن المسلمة أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسماعيل بن داود الطوسي حدثنا الزبيربن بكار قال: حدثني إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن الربيع بن قريع الغطفاني عن عقبة بن بشير قال: سألت محمد بن علي بن الحسين قلت: يا أبا جعفر من أول من تكلم بالعربية قال: إسماعيل وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة "أهـ
وقال محمد بن سلام الجمحي ( ت 232 ) في كتاب طبقات الشعراء " قال يونس بن حبيب: أولُ من تكلم بالعربية إسماعيلُ بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال محمد بن سلاّم: أخبرني مِسْمَع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن عليّ يقول - قال ابن سلاّم: لا ادري رَفَعَه أم لا وأظنه قد رفعه - أولُ من تكلَّم بالعربية ونَسِي لسانَ أبيه إسماعيلُ عليه السلام " أهـ المزهر للسيوطي ص5
وقال الشيرازي ( ت 407 ) في كتاب الألقاب " أخبرنا أحمد بن سعيد المعداني: أنبانا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي حدثنا محمد بن جابر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن السكِّيت قال: حدَّثني الأثرم عن أبي عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن محمد بن علي بن الحسين عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أول مَن فُتق لسانُه بالعربية المتينة إسماعيلُ عليه السلام وهو ابنُُ أربع عشرة سنة فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار هكذا حدثني به أبو جزيّ ، هذه طريقةٌ موصولة للحديث السابق من طريق الجُمَحِي" أهـ المزهر للسيوطي ص5
قال عبد الملك بن حبيب " وبقي اللسان السرياني في ولد ارْفَخَشْذ بن سام إلى أن وصل إلى يشجب بن قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل فتعلّم منهم بنو قحطان اللسانَ العربي" أهـ المزهر للسيوطي ص4
وفي هذا النص دلالة على عجمة اللسان في بني قحطان قبل تعلمهم اللسان العربي من إسماعيل عليه السلام ، وسنورد مزيد أدلة في هذا بعد قليل ؟
قال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - في تفسيره عند قوله تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ... }الحج78
قال رحمه الله : فإن قيل: هذا الخطاب للمسلمين، وليس إِبراهيم أباً لكُلِّهم.
فالجواب: أنه إِن كان خطاباً عامّاً للمسلمين، فهو كالأب لهم، لأن حرمته وحقَّه عليهم كحق الولد، وإِن كان خطاباً للعرب خاصة، فإبراهيم أبو العرب قاطبة ، هذا قول المفسرين " أهـ
وقال البغوي - رحمه الله تعالى - ( ت 516 ) ، في معالم التنزيل عند تفسير هذه الآية
قيل: خاطب به العرب وهم كانوا من نسل إبراهيم. وقيل: خاطب به جميع المسلمين، وإبراهيم أبٌ لهم، على معنى وجوب احترامه وحفظ حقه كما يجب احترام الأب" أهـ،
ومن المعلوم أن إبراهيم والذي قال عنه الإمامان ، أنه أبو العرب ، ليس من صلبه يعرب بن قحطان !
وبهذا نعلم أن أصل العرب هم من صلب نبي الله إسماعيل - عليه السلام - وأن القحطانين قد تعربوا وأخذوا اللسان منهم ، بعد أن كانوا يتكلمون بلسانٍ عبري ، وإليك الشواهد في ذلك ؟
يقول ابن خلدون " وفي التوراة أن عابر ولد اثنين من الولد هما فالغ ويقطن وعند المحققين من النسابة أن يقطن هو قحطان عربته العرب هكذا "
فإذا كان قحطان عربياً فلما يتم تعريبه من العرب ولما يذكر في التوراة على أنه يقطن وبلفظة عبرية ؟
كما أن أسماء أبناء يقطن " قحطان بالعربية " في التوراة والتي نقلها نسابة العرب هي أسماء عبرية ، يقول ابن خلدون في تاريخه " المرذاذ ومعربه ومضاض وهم جرهم وارم وهم حضور وسالف وهم أهل السلفات وسبأ وهم اهل اليمن من حمير والتبابعة وكهلان وهدرماوت وهم حضرموت. هؤلاء خمسة وثمانية أخرى ننقل اسماءهم وهي عبرانية ولم نقف على تفسير شيء منها ولا يعلم من أي البطون هم ، وهم: بباراح وأوزال ودفلا وعوثال وافيمايل وأيوفير وحويلا ويوفاف وعند النسابين أن جرهم من ولد يقطن فلا أدري من أيهم " أهـ
من هذا وغيره - كما سيأتي - يتبين أن لسان القحطانيين ، قبل نبي الله إسماعيل هو لسان عبري ، وأن القول بأن جرهم التي نزلت في الحرم على هاجر وابنها إسماعيل - عليهما السلام - كانوا بلسان عربي ، كلام باطل وعارٍ من الصحيح ؟