|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
![]() |
![]() |
![]() |
منتدى الطب غذاء , صحه , ريجيم , أنظمه غذائيه , أعشاب طبيه فوائد الخضروات , فوائد الفواكه , صحة الأسره والمشاكل الإجتماعيه والنفسيه |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
كُتب : [ 04 - 04 - 10
- 10:13 PM ]
إسهامات علماء المسلمين في الطب المقصود بعلوم الحياة أو العلوم الكونية يُطْلَق على علوم الحياة تسميات أخرى مثل : العلوم الكونية ، العلوم التقنية ، العلوم التطبيقية ، العلوم التجريبية .. و قد آثرتُ تسميتها بعلوم الحياة و ذلك في مقابل علوم الشرع ؛ لأني أرى أن بها تنصلح الحياة على الأرض ، و هي تعني : العلوم النافعة التي يهتدي إليها الناس بعقولهم و تجارِبهم و مشاهداتهم ، و يستطيعون من خلالها عمران الأرض و إصلاحها و تسخير إمكانياتها ، و استكشاف الكون و البيئة ، و هي مثل : علوم الطب و الهندسة و الفلك و الكيمياء و الفيزياء و الجغرافيا ، و علوم الأرض و النبات و الحيوان ، و غير ذلك من العلوم التي تشمل الماديات المبثوثة في الكون ، و التي يحتاج إليها البشر في إصلاح حياتهم . و لقد بلغت مكانة علوم الحياة في ظلِّ الإسلام مبلغًا عظيمًا ، حتى أصبح المسلمون فيها سادة ، و قد ملكوا ناصيتها كما ملكوا ناصية العالم ، فغدت جامعاتهم مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا من بلادهم لطلب تلك العلوم ، و طفق ملوك أوروبا و أمراؤها يَفِدُون إلى بلاد المسلمين ليعالَجوا فيها ، و هو ما دعى العلاّمة الفرنسي جوستاف لوبون يتمنى لو أن المسلمين استولوا على فرنسا ؛ لتغدو باريس مثل : قرطبة في إسبانيا المسلمة .! و قال أيضًا تعبيرًا عن عظمة الحضارة العلميَّة في الإسلام : " إن أوروبا مدينة للعرب ( المسلمين ) بحضارتها و في هذه المقالات نتناول جوانب من إسهامات المسلمين في علوم الحياة ، و نبرز عظمة هذه الإسهامات ، و مكانة ذاك التغيير الذي أثّر - و لا يزال - في مسيرة الإنسانيَّة . تطوير العلوم المتداولة لا شكَّ أنه كانت هناك علوم كثيرة متداولة قبل المسلمين ، ساهمت فيها الحضارات السابقة بآثار طيِّبة ، و هو ما اتَّكأ عليه المسلمون - و لهم الفخر في إعلان ذلك و التصريح به - عند بدء نهضتهم و قيام حضارتهم ، غير أنهم - و هذا هو : المعيار و الأساس - لم يقتصروا على مجرَّد النقل عن غيرهم ممن سبقوهم ، و إنما توسَّعوا و أضافوا إضافات باهرة من ابتكاراتهم و اكتشافاتهم ، و استطاعوا أن يسطروا في تلك العلوم التي كانت متداولة قبلهم تاريخًا ناصعًا مشرِّفًا ، و هو ما نتبيَّنه و نتلمَّسه من خلال علم الطب . تطور الطب على يد علماء المسلمين يُعدُّ علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي كان لعلماء المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار عصور حضارتهم الزاهرة ، و كانت تلك الإسهامات على نحو غير مسبوق شمولاً و تميُّزًا و تصحيحًا للمسار ؛ حتى ليُخيَّل للمطَّلع على هذه الإسهامات الخالدة كأن لم يكن طبٌّ قبل حضارة المسلمين !! و لم يقتصر الإبداع على علاج الأمراض فحسب ، بل تعدَّاه إلى تأسيس منهج تجريبي أصيل انعكست آثاره الراقية و الرائعة على كافَّة جوانب الممارسة الطبيَّة و قايةً و علاجًا ، أو مرافق و أدوات ، أو أبعادًا إنسانية و أخلاقية تحكم الأداء الطبي . و إن روعة الإسهامات الإسلامية في الطبِّ لتتجلَّى في تخريج هذا الحشد من العبقريات الطِّبِّيَّة النادرة ، التي كان لها بَعْدَ الله الفضل الكبير في تحويل مسار الطبِّ إلى اتجاه آخر ، تابعت المسير على نهجه أجيالُ الأطباء إلى يومنا هذا . ![]() و إن بدايات تلك الصنعة تكمن في أن الإنسان منذ وُجِدَ على ظهر الأرض و هو يهتدي - بإلهام ربِّه - إلى أنواع من التطبيب تتَّفِق مع مستواه العقلي و تطوُّره الإنساني ، و كان ذلك النوع من الطبِّ يُعرف بالطبِّ ( البدائي ) انسجامًا مع المستوى الحضاري للإنسان ، و لذلك نجد ابن خلدون يذكر أن : "... للبادية من أهل العمران طبًّا يبنونه في أغلب الأمر على تجربة قاصرة ، و يتداولونه متوارثًا عن مشايخ الحيِّ ، و ربما صحَّ منه شيء ، و لكنه ليس على قانون طبيعي " . و لما جاء الإسلام كان للعرب في الجاهلية مثل هذا الطب ، فحثَّ رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم على التداوي فقال - كما روى أسامة بن شريك : " تَدَاوَوْا ؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءًا إِلاِّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءًا ، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ : الـْهَرَمُ " . و عُرف عن رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم التداوي بالعسل و التمر و الأعشاب الطبيعية ، و غيرها مما عُرف بـ " الطب النبوي " . غير أن علماء المسلمين لم يَقِفُوا عند حدود ذلك الطبّ النبوي ، بل أدركوا منذ وقت مبكر أن العلوم الدنيوية - و الطبّ أحدها - تحتاج إلى دوام البحث و النظر ، و الوقوف على ما عند الأمم الأخرى منها ؛ و ذلك تطبيقًا لهدي الإسلام الدافع دومًا للاستزادة من كل ما هو نافع ، و البحث عن الحكمة أنَّى وُجدت .. فنرى أطباء المسلمين يأخذون في التَّعَرُّفِ على الطبِّ اليوناني من خلال البلاد الإسلامية المفتوحة ، كما أن الخلفاء بدأوا يستقدمون الأطباء الروم ، الذين سرعان ما أخذ عنهم الأطباء المسلمون ، و نشطوا في ترجمة كل ما وقع تحت أيديهم من مؤلَّفات طبية ، و لعلَّ هذا يُعْتَبَرُ من أعظم أحداث العصر الأموي . عباقرة علماء المسلمين في الطب أبو بكر الرازي تميَّز علماء الطبِّ المسلمين بأنهم أوَّل مَنْ عَرَفَ التخصُّص ؛ فكان منهم : أطباء العيون ، و يسمَّون ( الكحَّالين ) ، و منهم الجراحون ، و الفاصدون ( الحجَّامون ) ، و منهم المختصُّون في أمراض النساء , و هكذا . و كان من العمالقة المبهرين في هذا العصر أَبو بكر الرازي ، و الذي يُعْتَبَرُ من أعظم علماء الطبِّ في التاريخ قاطبةً ، و له من الإنجازات ما يعجز هذا الكتاب عن ضمِّه ! و ما كادت عجلة الأيام تدور في العصر العباسي حتى أجاد المسلمون في كل فرع من فروع الطب ، و صحَّحوا ما كان من أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها ، و لم يَقِفُوا عند حَدِّ النقل و الترجمة فقط , و إنما واصلوا البحث و صوَّبوا أخطاء السابقين . علي بن عيسى الكحال تطوَّر طبُّ العيون ( الكحالة ) عند المسلمين , و لم يُطاوِلهم فيه أحدٌ ؛ فلا اليونان من قَبْلِهِمْ ، و لا اللاتين المعاصرون لهم , و لا الذين أَتَوْا من بعدهم بقرون بلغوا فيه شَأْوَهم ؛ فقد كانت مؤلَّفاتهم فيه الحُجَّة الأُولَى خلال قرون طِوَال ، و لا عجب أن كثيرين من المؤلِّفين كادوا يَعْتَبِرُون طبَّ العيون طبًّا عربيًّا ، و يُقَرِّر المؤرِّخون أن علي بن عيسى الكحال كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى برُمَّتِهَا ، و مؤلَّفه ( التذكرة ) أعظم مؤلَّفَاته . أبو القاسم الزهراوي إذا طوينا تلك الصفحة المشرقة للرازي و ابن عيسى الكحال فإننا نجد أنفسنا أمام عملاق آخر يُعْتَبَرُ من أعظم الجرَّاحين في التاريخ ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ، و هو أبو القاسم الزهراوي ( توفي عام 403 هـ ) الذي تمكّن - كما أشرنا قبل ذلك - من اختراع أُولَى أدوات الجراحة كالمشرط و المقصِّ الجراحي ، كما وَضَع الأُسُسَ و القوانين للجراحة ، و التي من أهمِّها : ربط الأوعية لمنع نزفها ، و اخترع خيوط الجراحة , و تمكَّن من إيقاف النزف بالتخثير . صور كتاب التصريف ![]() كان الزهراوي هو الواضع الأوَّل لعلم ( المناظير الجراحية ) و ذلك باختراعه و استخدامه للمحاقن و المبازل الجراحية ، و التي عليها يقوم هذا العلم , و قام بالفعل بتفتيت حصوة المثانة بما يشبه المنظار في الوقت الحاضر ، إلى جانب أنه أوَّل مخترع و مستخدم لمنظار المهبل ، و يُعْتَبَرُ كتابه ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) ، و الذي قام بترجمته إلى اللغة اللاتينية العالم الإيطالي جيراردو تحت اسم ( ALTASRIF ) ، موسوعة طبية متكاملة لمؤسسي علم الجراحة بقارة أوروبا , و هذا باعترافهم ، و لقد حلَّ الجزء الذي تكلَّم فيه الزهراوي عن الجراحة محلَّ كتابات القدماء ، و ظلَّ العمدةَ في فنِّ الجراحة حتى القرن السادس عشر ( أي لما يزيد على خمسة قرون من زمانه ) ، و يشتمل على صور توضيحية للعديد من آلات الجراحة ( أكثر من مائتي آلة جراحية ) كان لها أكبر الأثر فيمن أتى مِنْ بعده من الجرَّاحين الغربيين ، و كانت بالغة الأهمية على الأخصِّ بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فنَّ الجراحة في قارة أوروبا في القرن السادس عشر ؛ يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالر : " إن جميع الجراحين الأوروبيين الذين ظهروا بعد القرن الرابع عشر قد نهلوا و استقوا من هذا المبحث " . ابن سينا برزت شخصيات إسلامية أخرى لامعة في ميدان علم الطب من أمثال : ابن سينا ( توفي عام 428 هـ ) الذي استطاع أن يُقَدِّم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصَّل إليه من اكتشافات ، و ما يسَّره الله له من فتوحات طبية جليلة ؛ فقد كان أوَّل من اكتشف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن ، فهو الذي اكتشف لأوَّل مَرَّة طُفَيْل ( الإنكلستوما ) , و سمَّاها الدودة المستديرة ، و هو بذلك قد سبق العالِم الإيطالي ( دوبيني ) بنحو 900 سنة ، كما أنه أوَّل من وصف الالتهاب السحائي ، و أوَّل من فرَّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ ، و الشلل الناتج عن سبب خارجي ، و وصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم ، مخالفًا بذلك ما استقرَّ عليه أساطين الطبِّ اليوناني القديم ، فضلاً عن أنه أوَّل من فرَّق بين المغص المعوي و المغص الكلوي . كما كشف ابن سينا - لأوَّل مَرَّة أيضًا - طُرُقَ العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجُدَرِيِّ و الحصبة ، و ذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحيَّة الدقيقة في الماء و الجوِّ ، و قال : " إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدًّا لا تُرى بالعين المجرَّدة ، و هي التي تسبِّب بعض الأمراض " . و هو ما أكَّدَهُ ( فان ليوتهوك ) في القرن الثامن عشر و العلماء المتأخِّرون من بعده بعد اختراع المجهر . لهذا فإن ابن سينا يُعَدُّ أوَّل من أرسى ( علم الطفيليات ) الذي يحتلُّ مرتبة عالية في الطبِّ الحديث ؛ فقد وَصَفَ لأوَّل مَرَّة ( التهاب السحايا الأولي ) و فرَّقه عن ( التهاب السحايا الثانوي ) - و هو الالتهاب السحائي - و غيره من الأمراض المماثلة ، كما تحدَّث عن طريقة استئصال ( اللوزتين ) ، و تناول في آرائه الطبية أنواعًا من السرطانات كسرطان الكبد ، و سرطان الثدي ، و أورام العقد الليمفاوية ، و غيرها . كان ابن سينا جرَّاحًا بارعًا ؛ فقد قام بعمليات جراحية دقيقة للغاية ، مثل : استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى , و شقّ الحنجرة و القصبة الهوائية ، و استئصال الخرَّاج من الغشاء البلوري بالرئة ، كما عالج البواسير بطريقة الربط ، و وصف - بدقَّة - حالات النواسير البولية ، إلى جانب أنه توصَّل إلى طريقة مُبْتَكَرَة لعلاج الناسور الشرجي التي لا تزال تُسْتَخْدَم حتى الآن ! و تعرَّض لحصاة الكُلَى و شرح كيفية استخراجها و المحاذير التي يجب مراعاتها ، كما ذَكَرَ حالات استعمال القسطرة ، و كذلك الحالات التي يُحذر استعمالها فيها . كما كان له باعٌ كبير في مجال الأمراض التناسلية ؛ فوصف بدقَّة بعض أمراض النساء ؛ مثل : الانسداد المهبلي , و الإسقاط ، و الأورام الليفية ، و تحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء ؛ مثل : النزيف ، و احتباس الدم ، و ما قد يُسَبِّبُه من أورام و حُمِّيَّات حادَّة ، و أشار إلى أن تَعَفُّنِ الرحم قد ينشأ من عُسْرِ الولادة ، أو موت الجنين ، و هو ما لم يكن معروفًا من قبل ، كما تعرَّض أيضًا للذكورة و الأنوثة في الجنين , و عَزَاهَا إلى الرجل دون المرأة ، و هو الأمر الذي أَكَّدَه مؤخَّرًا العلم الحديث . إلى جانب كل ما سبق كان ابن سينا على دراية واسعة بطبِّ الأسنان , و كان واضحًا دقيقًا في تحديده للغاية و الهدف من مداواة نخور الأسنان حين قال : " الغرض من علاج التآكل منع الزيادة على ما تآكل ؛ و ذلك بتنقية الجوهر الفاسد منه ، و تحليل المادَّة المؤدية إلى ذلك " . و نلاحظ أن المبدأ الأساسي لمداواة الأسنان هو المحافظة عليها , و ذلك بإعداد الحفرة إعدادًا فنيًّا ملائمًا ، مع رفع الأجزاء النخرة منها ، ثم يعمد إلى مَلْئِهَا بالمادَّة الحاشية المناسبة ؛ لتعويض الضياع المادِّيِّ الذي تعرَّضَْت له الأسِّنّانُ ؛ ممَّا يُعِيدُهَا بالتالي إلى أداء وظيفتها من جديد . و لم تكن تلك حالات استثنائية للعبقرية الإسلامية في مجال الطبِّ , فقد حفل سجلُّ الأمجاد الحضارية الإسلامية بالعشرات ، بل المئات من الروَّاد الذين تتلمذتْ عليهم البشرية قرونًا طويلة . د . راغب السرجاني منقول
|
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن 07:12 PM.
|