|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
![]() |
![]() |
![]() |
المنتدى الاسلامي كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلاميه , اسلاميات , متفرقات اسلاميه , مقالات إسلاميه , محاظرات إسلامية , أحاديث نبويه , احاديث قدسيه , روائع اسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنه والجماعه). |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
كُتب : [ 21 - 03 - 10
- 08:13 PM ]
الموازنة بين الحسنات و السيئات أجاب عليها فضيلة الشيخ سليمان الأصقه السؤال فضيلة الشيخ : هل يكفي أن تكون حسنات المؤمن أكثر من سيئاته حتى ينجو من النار ؟ سبب السؤال شيخي الفاضل هو ما ورد في كتاب الله . بل أقول : كيف نوفق بين هذا و قول الله تعالى : " و من يعمل مثقال ذرة شرا يره " ، و قول الله تعالى : " من يعمل سوءا يجزى به " . و شكراً . الجواب الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله و صحبه ، أما بعد : يكفي أن تكون حسنات المؤمن أكثر من سيئاته حتى ينجو من النار ؛ و لذا كثيراً ما يُقرن في النصوص الشرعية بين الحسنات و السيئات ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) ( سورة النساء : الآية 40 ) ، و قال الله تعالى : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا و َمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ ) ( سورة الأنعام : الآية 160 ) ، و عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال : " إن الله كتب الحسنات و السيئات ثم بين ذلك ، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة و إن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كاملة و إن هم بها فعملها كتبة الله سيئة واحدة " أخرجه البخاري برقم 6491، و مسلم برقم 131 ، و زاد مسلم في رواية " أو محاها الله و لا يهلك على الله إلا هالك " و في صحيح مسلم برقم 2687 عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول الله عز و جل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و أزيد و من جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر " الحديث ، و أخرج أحمد برقم 6498 ، و البخاري في الأدب المفرد برقم 1216 ، و أبو داود برقم 1502 ، و أبو داود برقم 3410، و ابن ماجه برقم 926 ، و النسائي 3/74 ، و في الكبرى برقم 1272 ، و صححه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلتان من حافظ عليهما أدخلتاه الجنة و هما يسير و من يعمل بهما قليل " قالوا : و ما هما يا رسول الله ؟ قال : " أن تحمد الله و تكبره و تسبحه في دبر كل صلاة مكتوبة عشراً عشراً و إذا أويت إلى مضجعك تسبح الله و تكبره و تحمده مائة فتلك خمسون و مئتان باللسان و ألفان و خمس مئة في الميزان فأيكم يعمل في اليوم و الليلة ألفين و خمس مئة سيئة ؟ " قالوا : كيف من يعمل بهما قليل ؟ قال : " يجيء أحدكم الشيطان في صلاته فيذكره حاجة كذا و كذا فلا يقولها و يأتيه عند منامه فينومه فلا يقولها " قال : و رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدهن بيده . إذن ندرك من خلال النصوص السابقة أن هناك مقارنة و موازنة بين الحسنات و السيئات و مع كرم الله تعالى بمضاعفة الحسنات و تكفير السيئات إلا أن بعض الناس تغلب سيئاته حسناته ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ويل لمن غلب وحدانه عشراته ، أخرجه ابن جرير في التفسير 10/213 ، و قد بيّن ربنا عز و جل أن من خفت موازينه خسر و من ثقلت موازينه أفلح ، قال الله تعالى : ( وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ ) ( سورة الأعراف : الآيتين 8 - 9 ) ، و قال الله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) ( سورة القارعة : 6 - 9 ) ، فالناس قسمان من ثقلت موازينه بالحسنات من الأعمال الصالحات فهو المفلح و الناجي من النار ، و من خفت موازينه من الحسنات و ثقلت بالسيئات فهو الخاسر و مصيره إلى النار . و هناك قسم ثالث و هم من استوت سيئاتهم و حسناتهم و هؤلاء أصحاب الأعراف ، رُوي ذلك عن ابن مسعود و ابن عباس و حذيفة رضي الله عنهم و غيرهم من السلف ، و يُروى في ذلك أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و لا تصح و منها حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً " يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات و السيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صُؤَابة دخل الجنة ، و من رجحت سيئاته على حسناته مثقال صُؤَابة دخل النار " قيل : يا رسول الله فمن استوت حسناته و سيئاته ؟ قال : " أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها و هم يطمعون " ا. هـ . صُؤابة : بيضة القمل و البرغوث . أخرج الحديث أبو الشيخ و ابن مردويه و ابن عساكر – انظر الدر المنثور 6/403 . و قول السائل : كيف نوفق بين هذا و قول الله تعالى : ( وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) ( سورة الزلزلة : الآية 8 ) ، و قول الله تعالى : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) ( سورة النساء : من الآية 123 ) ، فالجواب من أوجه منها : الوجه الأول : أن الإنسان كما أنه يرى ما يعمله من شر و يجازى بما يعمله من سوء فهو أيضاً يرى ما يعمله من خير و يجازى بما يعمله من الصالحات و لذا جاءت الآيات المقارنة لهذه الآيات بذلك ، قال الله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) ( سورة الزلزلة : الآية 7 ) قبل الآية الأولى ، و قال الله تعالى : ( وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) ( سورة النساء : الآية 124 ) ، و قد سمى النبي صلى الله عليه و سلم الآيتين في سورة الزلزلة بالآية الجامعة الفاذة . أخرجه البخاري برقم 4962 ، و مسلم برقم 987 ، و لما سمعها صعصعة بن معاوية – عم الفرزدق – قال : حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها . أخرجه أحمد برقم 10650 ، و النسائي في الكبرى برقم 11694 ، و قد سبق أن الله يضاعف الحسنات و لا يجازي بالسيئات إلا مثلها أو يعفو و بهذا يعلم أنه لا تعارض بل التوافق . الوجه الثاني : أن الآيات التي ذكرها السائل تدل على أنه لا بد من جزاء على ما يعمله الإنسان من سوء و هذا الجزاء يكون بالمرض و بالهمّ و غيرها من مكفرات السيئات و عليه فتكفر عن المؤمن سيئاته بما يصيبه من مصائب و توفى له حسناته ، و هذا ما بيّنه النبي صلى الله عليه و سلم للصديق لما شق عليه ما تدل عليه الآيتين ، أخرج ابن جرير 24/264 و عزاه السيوطي في الدر 15/585 لابن المنذر و ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : كان أبو بكر رضي الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) ، فرفع أبو بكر يده و قال : يا رسول الله إني أجى بما عملت من مثقال ذرة من شر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أبا بكر ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر و يدخر الله لك مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة " و أخرج مسلم في صحيحه رقم 2574 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قاربوا و سددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها " و ممن شق عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما في المسند برقم 68 و غيره . إذن فالآيات على عمومها و لا يلزم من ذلك أن يكون الجزاء في الآخرة ، بل قد يجازى المؤمن على ما يعمله من سيئات بما يصاب به من مصائب في الدنيا و ما يلحقه فيها من هموم و غموم ، هذا و الله أعلم . و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه . السؤال : هل هناك مضاعفة للسيئات كما هو الحال في مضاعفة الحسنات في الأماكن المكرمة مثل : المسجد الحرام و المسجد النبوي و الأوقات المكرمة مثل : شهر رمضان المبارك و العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ؟ و أريد تعريفا للأشهر الحرم . ما هي ؟ و هل في هذه الشهور الثواب مضاعف و العقاب مضاعف ؟ الجواب : الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ، أما بعـد : فكل سيئة يقترفها العبد تكتب سيئة من غير مضاعفة . قال الله تعالى : [ و َمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ ] ( سورة الأنعام : الآية 160 ) . لكن السيئة تعظم أحيانا بسبب شرف الزمان أو المكان أو الفاعل ، فالسيئة أعظم تحريما عند الله في الأشهر الحرم ، و في عشر ذي الحجة لشرفها عند الله ، و الخطيئة في الحرم أعظم لشرف المكان ، قال ابن القيم رحمه الله : تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها ، فإن السيئة جزاؤها السيئة ، لكن سيئة كبيرة و جزاؤها مثلها و سيئة صغيرة و جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله و بلده و على بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض ، و لهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره و بساطه . انتهـ.ى كلامه و السيئة من بعض عباد الله أعظم ، لشرف فاعلها ، و قوة معرفته بالله و قربه من الله سبحانه و تعالى ، كما قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين . و الأشهر الحرم هي : ذو العقدة و ذو الحجة و المحرم و رجب ، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات و الأرض ، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات : ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم ، و رجب ، شهر مُضر ، الذي بين جمادى و شعبان " . و قول النبي صلى الله عليه و سلم : و رجب شهر مضر الذي بين جمادى و شعبان ، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان و يسمونه رجباً ، و كانت مضر تحرم رجباً نفسه ، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم : " الذي بين جمادى و شعبان " تأكيداً و بياناً لصحة ما سارت عليه مُضر . و أما مضاعفة الثواب و العقاب في هذه الأشهر ، فقد صرح بها بعض أهل العلم استناداً لقول الله تعالى : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) [ سورة التوبة : الآية 36 ] . قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) أي في هذه الأشهر المحرمة ، لأنها آكد ، و أبلغ في الإثم من غيرها ، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف ، لقول الله تعالى : ( وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) [ سورة الحج : الآية 25 ] . و كذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام ، و لهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي و طائفة كثيرة من العلماء ، و كذا في حق من قَتل في الحرم أو قتل ذا محرم ، ثم نقل عن قتادة قوله : إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة و وزراً من الظلم في سواها ، و إن كان الظلم على كل حال عظيماً ، و لكن الله يعظم في أمره ما يشاء . انتهى كلامه . و قال القرطبي رحمه الله : لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب ، لأن الله سبحانه و تعالى إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة ، و إذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح ، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ، و من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال ، و قد أشار الله إلى هذا بقوله : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ) [سورة الأحزاب : الآية30 ] . انتهى كلام القرطبي . و الله أعلم . مركز الفتوى بإشراف د . عبدالله الفقيهحديث : إن الله كتب الحسنات و السيئات عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال : ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة ، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، و إن هم بها ، فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، و إن هم بسيئة ، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، و إن هم بها ، فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري و مسلم بهذه الحروف . قوله هنا : " فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى " يعني : أن هذا حديث قدسي قال : بين ما تكون به الحسنة ، و بين ما تكون به السيئة ، يعني : بين العمل الذي يكتب للمرء به حسنة ، و بين العمل الذي يكتب للمرء به سيئة ، قال : استدل به على أن الملكين اللذين يكتبان ما يصدر عن العبد ، دل على أنهما يعلمان ما يجول في قلبه ، الهم معلوم للملك ، و هذا بإقدار الله - جل و علا - لهم إطلاعه إياهم و إذنه بذلك . قد كان بعض الأنبياء يعلم ما في نفس الذي أمامه ، و النبي - صلى الله عليه - و سلم أخبر رجلا بما في نفسه ، و هكذا حصل من عدد من الأنبياء ، فهذا من أنواع الغيب الذي يطلع الله - جل و علا - إياه من شاء من عباده ، فالملائكة أطلعهم الله - جل و علا - على ذلك كما قال سبحانه : ![]() ![]() و الرسول هنا يدخل فيه الرسول الملكي ، و الرسول البشري ، قال : و منه و كرمه ، يكتبها له حسنة . قال : يعني : أنه إن هم بالحسنة فعملها ، فأقل ما يكتب له عشر حسنات ، و قد يصل ذلك إلى سبعمائة ضعف بحسب الحال ، و قد ذكرنا لكم تفاصيل ذلك في أوائل هذا الشرح ، فإن المسلمين يتفاوتون في ثواب الحسنة ، منهم من إذا عملها كتبت له عشر أضعاف ، و منهم من إذا عملها كتبت له سبعمائة ضعف ، و منهم مائتا ضعف ، و منهم من تكتب له أكثر من ذلك إلى سبعمائة ضعف ، بل إلى أضعاف كثيرة ، و هذا يختلف كما ذكرنا باختلاف العلم و توقير الله - جل و علا - و الرغب في الآخرة ؛ و لهذا كان الصحابة - رضوان الله عليهم - أعظم هذه الأمة أجورا ، و كانوا أعظم هذه الأمة منزلة . و قد ثبت عنه - عليه الصلاة و السلام - أنه قال : يعني : أنهم مع قلة ما ينفقون و ما عملوا ، فإنهم أعظم مما لو أنفق أحدكم ، و هؤلاء في متأخري الإسلام ، فكيف بمن بعدهم ؟ لو أنفقوا مثل أحد ذهبا ، و هذا يختلف باختلاف حسن الإسلام و حسن اليقين إلى آخره . قال : " إن هم بسيئة " يعني : أراد سيئة ، فلم يعملها ، فهذا فيه تفصيل : إن تركها من جراء الله - جل و علا - يعني : خشية لله و رغبا فيما عنده ، فإنه تكتب له حسنة كما ذكر في هذا الحديث ، و قد جاء في حديث آخر أنه - عليه الصلاة و السلام - قال : فإذا ترك السيئة التي هم بها ، فتركها : يعني فلم ينفذها عملا لله - جل و علا - فهذا تكتب له حسنة ؛ لأن إخلاصه قلب تلك الإرادة السيئة إلى إرادة حسنة ، و الإرادة الحسنة و الهم بالحسن يكتب له به حسنة . و الحال الثانية : أن يهم بالسيئة فلا يعملها ؛ لأجل عدم تمكنه منها ، و النفس باقية في رغبتها بعمل السيئة ، فهذا و إن لم يعمل ، فإنه لا تكتب له حسنة في ذلك ، بل إن سعى في أسباب المعصية ، فإنه تكتب عليه سيئة ، كما جاء في الحديث : هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه قال العلماء : إذا تمكن المرء من أسباب المعصية ، و صرفه صارف عنها ، خارج عن إرادته ، فإنه يجزى على همه بالسيئة سيئة ، و يكون مؤاخذا بها بدلالة حديث : قال : و هذا من عظيم رحمة الله - جل و علا - بعباده المؤمنين أنهم إذا عملوا سيئة لا تضاعف عليهم ، بل إنما يكتبها الله - جل و علا - عليهم سيئة واحدة ، و أما الحسنات فتضاعف عليهم ؛ و لهذا لا يهلك على الله يوم القيامة إلا هالك ، لا ترجح سيئات أحد على حسناته إلا هالك ؛ لأن الحسنات تضاعف بأضعاف كثيرة ، و حتى الهم بالسيئة إذا تركه تقلب له حسنة ، و السيئة تكتب بمثلها ، فلا يظهر بذلك أن يزيد ميزان السيئات لعبد على ميزان الحسنات إلا ، و هو خاسر ، و قد سعى في كثير من السيئات ، و ابتعد عن الحسنات . بهذا نشكر الله - جل و علا - و نحمدك ربي على إحسانك و فضلك و نعمتك على هذا الكرم ، و على هذه النعمة العظيمة ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . لا يستطيع عاقل أن ينكر أن الإنترنت فيه فوائد جمة و فيه حسنات كثيرة : منها : جهاد الكلمة ، فإن الجهاد كما يكون بالنفس و المال فإنه يكون بالكلمة ، كما قال عليه الصلاة و السلام : [ جاهدوا المشركين بأنفسكم و أموالكم و ألسنتكم ] ، بل قد يكون الجهاد بالكلمة أحيانا أعظم من الجهاد بالنفس ، و ذلك إذا كان ذبا عن شريعة النبي صلي الله عليه و سلم ، يذب عنها الشرك و البدع المضلة و الغلو . قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : [ و تبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو ] . " جلاء الأفهام " . منها : التعارف ، و أعنى به التعارف الذي يكون بين الذكور و الذكور ، و بين الإناث و الإناث ، و لا أعنى به التعارف الذين يكون بين الذكور و الإناث ! فإن هذا لا تقره الشريعة الغراء ، بل جاءت الشريعة بالتحذير منه و سد ذرائعه ، و لكن الشيطان الرجيم قد لبّس على بعض المستقيمين بأن هذا مؤاخاة في الله ، و حب في الله ! و ذب عن شرع الله ! فوقعوا في المحظور ، و شابهوا الصوفية من حيث يدرون أو لا يدرون . منها : ما يستفيده الباحث عن المعارف من النت من علوم شرعية و اقتصادية و اجتماعية و غيرها . و لعل هناك فوائد و حسنات أخرى . * و لكن كما أن في النت حسنات إلا أن فيه سيئات : منها : أن الكلمة التي تنشر فيه مفتوحة على العالم كله دون مراقبة و دون محاسبة ، و كم من موضوعات في النت أضلت جبلا كثيرا من الناس إما في عقائدهم ، و إما في أخلاقهم و سلوكهم . منها : أن النت فيه تجريئ للمرأة المسلمة على مخاطبة الرجال الأجانب عنها ، و لا شك أن هذا ينزع عنها جلباب الحياء ، و أعظم ما في المرأة حياؤها ، و لا شك أن الحياء عبارة عن حاجز عن كثير من الأخلاق السيئة . منها : أن النت يكون في أحايين كثيرة داعية فاحشة بين الذكور و الإناث بحجة التعارف الذي أسلفنا ذكره ، فإن لم يكن كذلك فأقله هو قضاء الشهوة الخفية في القلب ! . منها : أن النت يعطي الفرصة للخوارج الذين أخبر عنهم النبي صلي الله عليه و سلم في غير ما حديث بالطعن في حكام المسلمين و تكفيرهم ، بل الأعظم من ذلك الطعن بعلماء المسلمين الأكابر بحجة أنهم مداهنون للحكام ! . منها : أن النت باب للغزو الفكري و الثقافي لدول الكفر و خاصة النصارى الذين فُتِن بهم كثير من شباب و شابات المسلمين و الله المستعان . منها : أن النت في أحايين كثيرة يضيع الوقت ، فيجلس فيه المرء يتصفح الساعات الطوال و في كثير من الأحيان دون فائدة تستحق إضاعة مثل هذه الأوقات . منها : أنه لا يصلح لطالب العلم الشرعي الذي يريد التأصيل العلمي الدقيق المبني على الكتاب و السنة ، و لذلك تجد من تتلمذ على النت دون المشايخ لا يوجد عنده تأصيل علمي و يخبط في المسائل الشرعية خبط عشوا . و الله الموفق . بقلم : علي الأثري . هذا حوار بين الحسنات و السيئات ... نسأل الله أن ينفعنا به ... قالت الحسنات : أنا نور و عافية قالت السيئات : أنا مرض و ظلمة يتوهمني صاحبي سعادة و هو يغرق في الشقاء قالت الحسنات : أنا رصيد الجنـــــــــة قالت السيئات : أنا رصيد العقوبة و النــــــار قالت الحسنات : أنا أفرح القلب و أسعده و أجعل النفس طيبة خفيفة قالت السيئات : أنا أثقل القلب و أعيب صاحبه ، كما تثقل الأوساخ و الهيئة الرثة صاحبها و تعيبه قالت الحسنات : صاحبي عزيز واثق الخطى له المهابة و موفق للخير قالت السيئات : صاحبي ذليل و خائف و لا مكانة له في القلوب قالت الحسنات : صاحبي يتعامل مع الدنيا على أنها وسيلة و متاع و همه الآخرة و مايفوتــــه من الدنيا لا يفوت أجره ( ان شاء الله ) قالت السيئات : صاحبي أسير للدنيا هي همه و غايته و ما فاته منها يزعجه و يكدر صفوه اللهم أثقل ميزان حسناتنا و والدينا و كفّر عنا سيئاتنا يا أرحم الراحمين .. (( منقول للفائدة ))
|
|
|
![]()
|