
دبي- شـواق محمد
دفعت حالة من الهلع والذعر المتداولين في سوق الأسهم السعودية، إلى الدخول في موجات بيع مكثفة على جميع أسهم السوق، التي انخفضت أسعار 122 شركة منها، مقابل 3 أسهم فقط نجت من الهبوط، في جلسة تعاملات اليوم الأربعاء 24-9-2008، ليهبط المؤشر العام على خسائر قاسية اقتربت من 4.5%، مغلقاً فوق حاجز 7 آلاف نقطة، الذي كسره نزولاً خلال الجلسة، إلا أنه استرده سريعاً بعد أن قلص خسائره نسبيًّا مع نهاية التداولات، في ظل تداولات محدودة، قاربت قيمتها 4 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
ويرى رئيس شركة الفريق الأول للاستشارات المالية الدكتور عبد الله باعشن، أن ما يجري في السوق السعودية، هو نتاج تداعيات نفسية، أكثر من كونه تأثر بما يجري في الأسواق العالمية، أو الأمريكية.
وأضاف خلال حديثه ضمن برنامج "جرس الإغلاق" من قناة العربية، أن السلطات المالية في المملكة لم تتخذ أية إجراءات لدعم أو حماية سوق الأسهم، على غرار ما حدث في الأسواق المالية الإقليمية والعالمية.
إعادة شراء الأسهم
وقال "ليس شرطاً أن يكون الدعم الحكومي ماليًّا فقط، بل قد يكون من خلال عوامل أخرى كالسماح للشركات بإعادة شراء أسهمها من السوق على سبيل المثال، خاصة أن أسعار العديد من الأسهم انخفضت دون القيمة الدفترية، وبعضها دون القيمة الاسمية".
وانخفض المؤشر العام بنسبة 4.39% تعادل 327.67 نقطة، ليغلق على 7133.47 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 141 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 134.9 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 3.8 مليار ريال.
من جهته يصف الكاتب الاقتصادي طارق الماضي الاقتصاد العالمي ككل بأنه كمبنى مكون من عدة طوابق، وأن أي ضرر يصيب أحد هذه الطوابق لا بد وأن يؤثر في جميع المبنى، وهذا ما يحدث في السوق السعودية، التي وإن كانت التأثيرات المباشرة للأزمة المالية الأمريكية لم تصل إليها بعد.
وقال "المستثمرون لا ينظرون قدوم الأزمة، عندما تهب العاصفة ليس خياراً جيداً البحث عن الهدوء، الذي هو ليس موجوداً أصلاً، سيكون الخيار الأفضل في هذه الحالة هو الاختباء، وهذا ما يفعله المستثمرون حالياً، البعض منهم يفضل الخروج من السوق بشكل مؤقت وترقب ما ستسفر عنه الأوضاع".
وأضاف الماضي "لدينا الكثير من الصناديق المحلية الحكومية والتي لديها سيولة ضخمة، وإذا كان الجميع يتفق على أن أسعار العديد من الأسهم وصلت إلى مستويات متدنية ومغرية للاستثمار، فلماذا لم تتحرك هذه الصناديق في هذا الوقت المناسب، بناء على أسس استثمارية وليس لدعم السوق فقط؟"
وأكد الكاتب الاقتصادي على أنه لا يطالب بعملية إنقاذ عاطفية لسوق الأسهم السعودية، ولكنه يطالب ببث قليل من الثقة في السوق من خلال إعلان هذه المؤسسات الكبيرة عن اهتمامها بالسوق، مع طمأنة الجهات المسؤولة وتأكيدها على سلامة ومتانة السوق والشركات المدرجة فيها.
التتمه
http://www.alaswaq.net/articles/2008/09/24/18585.html
أبن مصاول