الحقيقه والشريعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يشرح القشيري في رسالته كيف يرتقي السالك من مقامات الشريعه الي فتوحات الحقيقه فيقول : فالسلوك الي الله بهذا التقسيم يبدا في المقام الاول بالشريعه التي هي لاصلاح الظواهر , ثم بالطريقه لاصلاح الضمائر ثم بالحقيقه لاصلاح السرائر , ولا يصح الانتقال الي مقام حتي يحقق الصوفي ما قبله , فمن اشرقت بدايته اشرقت نهايته , فلا ينتقل الي عمل الطريقه حتي يُحقق عمل الشريعه , وترتاض جوارحه معها بأن يحقق التوبه بشروطها ويحقق التوبه بأركانها , ويُحقق الاستقامه باقسامها وهي متابعه الرسول صلي الله عليه وسلم في اقواله وافعاله وأحواله فإذا تذكي وتنور بالشريعه انتقل من عمل الشريعه الظاهره الي عمل الطريقه الباطنه وهي التصفيه من اوصاف البشريه ؟؟, فإذا تطهر الصوفي من اوصاف البشريه تحلي بأوصاف الروحانيه ؟؟؟؟؟, وهي الادب مع الله في تجلياته التي هي مظاهره , فحين ترتاح الجوارح من التعب فما بقي الا حُسن الادب .
(اما قول الدكتور حسن عباس ذكي في كتابه مذاقات في عالم التصوف )
الشريعه كالسفينه , والطريقه كالبحر , والحقيقه كالدُر , فمن اراد الدُر : يركب السفينه ويقطع مسافه في البحر ليصل الي الله , ومن ترك الترتيب , فلن يصل الي الله ابدا , وإن شِئت قُلت : ان الشريعه هي القشر, والطريقه هي اللُب , والحقيقه هي لُب اللُب . ( مذاقات في عالم التصوف للدكتور حسن عباس زكي ص33 ) .
وهذه هي تقسيمات المنُحرفين المُخرفين من الصوفيه وزعمهم بان السلوك والدين والعلم, لها تقاسيم بمُسميات هم واضعوها من عِند انفسهم وكل هذا مُخالف لما حدّده الوحي لأمر هذا الدين , وهذه التقسيمات اوجدت للصوفيه مصطلحات وعبارات خاصه بهم , وقد وضعم احاديث مكذوبه علي النبي صلي الله عليه وسلم .للتأكيدعلي تلك الارهاصات بانها شرعيه. ولذا سوف نعرض بعض الحقائق :-
قسّم الصوفيه مراحل السلوك الي الله فجعلوها ثلاث مراحل هي :- شريعه وطريقه, وحقيقه ثم رووا احاديثا كثيره موضوعه , منها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : الشريعه اقوالي والطريقه افعالي والحقيقه احوالي .
الشريعه
يقول الصوفيه : ان الشريعه هي ما جاء بها سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام عن جبريل عليه السلام عن رب العزه جل شأنه وهي ما اشار اليها الحديث: (اتيتكم بها بيضاء نقيه ), فالشريعه جاءت بتكليف الخلق , يتمسك بها اوُلي الالباب وهي لعامه المسلمين تُبين الحلال من الحرام , وبها تقام حدود الله عز وجل فالشريعه قيام بما امر به وبصّر ولها حدود,, من تعداها اقيمت عليه الحدود وقالوا: الشريعه لاصلاح الظواهربثلاثه امور : بالتوبه , والتقوي , والاستقامه . واصلاح الظواهر باجتناب النواهي , وامتثال الاوامر , فالشريعه عمل العباد , وهي لاهل البدايه , ويسمي علماؤها بعُلماء الرسوم , والشريعه : الامر بالعبوديه بشرط التزامها , ويقول بعض الصوفيه : ان الشريعه هي معرفه السلوك الي الله تعالي . والمريد في هذه المرحله يفهم من معاني لا اله الا الله , انها : لا معبود إلا الله . وخلاصه قولهم في الشريعه : ان تعبده .
الطريقه :-
هي: قصده تعالي بالعلم والعمل , وقيل : هي الاخذ بالتقوي وما يقربك من المولي من قطع المنازل والمقامات , والتي قسمت الي سبع مراتب :-
1--- التوبه
2--- الورع
3--- الذهد
4--- الفقر
5--- الصبر
6--- التوكل
7--- الرضا
فالطريقه لاصلاح الضمائر والقلوب بثلاثه امور هي : الاخلاص والصدق والطمأنينه . واصلاح الضمائر بالتخلي عن الرذائل والتحلي بانواع الفضائل . والطريقه لها صدق وجهد معهود , فمن تعداها حرم الورود فالطريقه عمل العبوديه وهي لاهل الوسط . ويقول بعض الصوفيه : إن الطريق سلوك الشريعه , وهي لها حدود : كون الصلاه ركعتين , او ثلاثه او اربعه وكونها فرضا او نفلا والطريقه هي السير بالسيره المختصه بالسالكين الي الله عز وجل من قطع المنازل والترقي في المقامات . والطريقه طريق موصل الي الله عز وجل كما ان الشريعه طريق موصل الي الجنه , وهي اخص من الشريعه لاشتمالها علي احكام الشريعه من الاعمال الصالحه(البدنيه؟؟؟؟) والانتهاء عن المحارم والمكاره العامه وعلي احكام خاصه من الاعمال القلبيه (والرياضات؟؟؟) والعقائد المختصه بالسالكين الي الله تعالي . ويجب علي السالك ان يجتاز مقامات الطريقه بالتدرج والترتيب حتي ينال غايته التي هي الوصول الي الحقيقه اي الفناء في الحق – والمريد عندهم – في هذه المرحله يفهم من معاني لا اله الا الله انها تعني : لا مقصود إلا الله . وخلاصه قولهم في الطريقه : ان تقصده .
الحقيقه
هي الوصول الي المقصود ؟؟؟؟؟ بالسر والروح وتلقي انوار التجلّي ومشاهده الربوبيه؟! والحقيقه جاءت بتعريف الحق , وهي شهود لما قضي وقدر واخفي واظهروالحقيقه : لها شهود باطن في ظاهر هذا الوجود , وخارج عن طور التفرق المعدود , والحقيقه : أن يشهد العبد ربه بنور يُودعه الله في سويداء قلبه , والحقيقه :- لإصلاح السرائر بثلاثه امور : بالمراقبه والمشاهده والمعرفه , وقالوا : الحقيقه مشاهده الربوبيه بالقلب ,ويقال : هو سر معنوي لا حد له ولا وجه له , ومن اتخذهما صدقا لا مفهوما .والمريد في هذه المرحله يفهم من معاني لآ اله الا الله أنها تعني : لا موجود الا الله . وخلاصه قولهم في الحقيقه : ان تشهده.
من قطوف وثمار الكتب