نائبة مديرة الفرع النسائي بمكتب الدعوة
و الارشاد للجاليات بمحافظة الجبيل :
فاجأت أهلي بإسلامي !!
أسلمت و عمرها 15 عاماً و سلكت طريق الدعوة
نائبة مديرة الفرع النسائي بمكتب الدعوة
و الارشاد للجاليات بمحافظة الجبيل :
فاجأت أهلي بإسلامي
و واجهت شعورهم بالصدمة

كالنور ..
يأخذ العين ،
ليتسرب إلى القلب ،
ثم ينتشر في الروح ،
و يملأ الوجدان و الشعور ،
يهذب النفس ،
و يرتقي بالسلوك ،
و يتحول إلى
أنس دائم ، و دفئ غامر ..
إنه الإسلام الذي
اعتنقته السيدة
( كيري كرست ) عندما
كان عمرها خمسة
عشر عاما ، فترعرعت ،
و ترعرع الإيمان في
وجدانها ، حتى أصبح
سلوكها الإيماني جزءاً
لا يتجزأ من شخصيتها .
قالت : اسمي منى ستوارد كرست ، بعد أن كان اسمي كيري .
- من أين جاء اسمك الجديد ؟
- زوجي هو من اختار اسمي و هو من كان وراء اسلامي .
- فلنبدأ الحكاية
* قالت : زوجي سعد الماضي .. كان جارنا بأمريكا حيث كان يدرس الطيران و كانت عائلتي كلها ( والدي و أخي و أمي ) يحبونه كثيراً حيث كان يبدو عليه الالتزام و الاحترام أكثر من كل من كانوا حوله من الزملاء ، فلم نره مرة يشرب الخمر مثلهم أو يسهر إضاعة للوقت . و قد كان حدث له حادثة أصابت رجله مما كان يعوق حركته وقتها بعض الشيء و في يوم طلبت مني والدتي أن أقدم له ما أعدته من طعام و بالفعل كان باب غرفته مفتوحاً . ناديت عليه فلم يجب . قلقت فدخلت .. وجدته جالساً على كرسي و أمامه سجادة صلاة . كلمته فلم يرد حتى انتهى من صلاته و أنا واقفة أمامه يظهر علي كل مظاهر التعجب ، فسألته : ماذا بك ؟ قال : كنت أصلي فلا أستطيع أن أرد عليك .
و من هنا وجدت لديّ العديد من التساؤلات عن هذه الصلاة و هذا الدين .. و ما إن لاحظ هو ذلك حتى فتح لي المجال و أخذ بيدي على طريق الهداية حتى قررت إعلان إسلامي .
و كيف كان ذلك ؟
* حقيقة بعدما أخذت القرار رأيت أن وضع الأهل أمام الأمر الواقع أفضل من معرفتهم أو مناقشتهم قبلها فأخذني سعد إلى مركز إسلامي كان به مسؤول باكستاني لا أنساه حتى اليوم و كانت نقطة التحول في حياتي .
كان عمري وقتها حوالي 15سنة و كم كانت سعادة هذا المسؤول بإسلامي و كم كان مسروراً بأن سعد كان وراء هذا و أوصاه بي
و نصحه بأن يتزوجني و ودعناه و هو يدعو لنا بالتوفيق .
و ما أكثر ما جذبك للدين الإسلامي ؟
* التوحيد لله أولاً و عبادة الله ثانيا ً. و أذكر أنه عندما وضح لي زوجي أننا في هذه الدنيا لعبادة الله كما أن الله واحد أحد يجب ألاّ نشرك به أحداً ، هزتني كلماته و وجدت قوله أقرب للحقيقة من حياة بلا هدف .
و كيف كان موقف الأهل ؟
* بعد أيام واجهت أهلي معترفة بإسلامي .. طبعاً هي كانت صدمة و مفاجأة بالنسبة لهم .
أبي بعد الانفعال الأول التزم الصمت لكن أمي ظلت حزينة و قلقة و كانت أزمة بيني و بينها حاولت استيعابها و لكن صدمتها كانت أقوى من محاولاتي .
و لكن إسلامي جعل الجميع يتقبل زواجي بسعد باستسلام
و خضوع تام خاصة أنه كان له معزة خاصة لديهم من البداية إلا أن أمي أخذت تكرر علي خوفها من تسرعي و أنني صغيرة لم أعرف بعد مصلحتي و خلال سنة و نصف تزوجت سعد و جئت معه إلى السعودية .
و كيف كان شعورك عند وصولك الى المملكة ؟
* طبعاً جئت هنا و العديد من علامات الاستفهام داخلي إلا أنني منذ وصلت بيت العائلة عند سعد شعرت بأنني مع أهلي ، خاصة أمه التي شعرت بي كابنة و وجدتها تحتضنني و دائماً تحثني على الاتصال بأهلي ، و علمتني كل شيء عن الحياة ، حتى منَّ الله علي بولدي الأكبر ( أحمد ) و ذهبت زيارة لأمريكا فكانت أمي أهدأ لأنني كنت حريصة دائماً على الاتصال بها و السؤال عنها ، كما أنها وجدتني سعيدة و الحمد لله ، إلا أنها وجدتني أيضاً بشكل جديد و كلما تحدثت معها ذكرت تعاليم الدين الإسلامي ..
معاملتي مع زوجي و ابني غير ما اعتادوا عليه و انتهزت فرصة انجذابها لتغييري و حاولت دعوتها للإسلام و لكنني عدت من الإجازة و هي لم تعلن إسلامها .
لو كان عيسى ابن الله لكنا كلنا أبناء الله
بعد سنتين دعوت أمي لزيارتنا بالسعودية و جاءت و كانت سعيدة بأهل زوجي و حياتي هنا ، و فاتحتها مرة أخرى في إسلامها ،
و لا أنسى كلماتها عندما قالت : أنا لا أشرك بالله لأنني لا أعترف أو أتصور أن يكون هناك ابن لله .. فلو كان عيسى ابن الله لكنا كلنا أبناء الله ، لكن لم يأت أوان الإسلام ... و للأسف بعد عودتها لأمريكا توفاها الله دون أن تعلن إسلامها و لم يعلن أحد من الأسرة إسلامه بالرغم من عدم التزامهم بالدين المسيحي .
( إنه يهدي من يشاء )
و كيف دخلت مجال الدعوة و ما طبيعة عملك ؟
* في مخيم دعوي أثناء حضوري إحدى الندوات قابلتني صديقة سعودية تعمل في هذا المجال ، أشارت علي بفكرتها لافتتاح مركز نسائي للجاليات ، و رحبت جداً مؤكدة على حاجتنا لذلك و بالفعل خلال يومين كتبت لقسم الرجال و بدأنا نشاطنا .
طبيعة عملي كنائبة مديرة للفرع النسائي بمكتب الدعوة
و الارشاد للجاليات هو التنسيق للدعوة على مستوى غير المسلمات ( الأجنبيات ) و ذلك من خلال خطط و محاضرات
و برامج و زيارات للعيادات و المستشفيات و غير ذلك ..
- و كيف وجدتم نتائج فتح مكتب نسائي للجاليات ؟
* في أول عام لفتح المكتب أسلمت 115 سيدة . و الحمد لله البرامج لاقت صدى جيداً ، علماً بأننا نعاني من نقص في عدد الداعيات مقارنة بعدد الراغبات في دخول الإسلام فلو كان لدينا داعيات أكثر لكانت النتائج مضاعفة .
و ما أبرز ما قدم في هذا المجال ؟
* توفير كتب دعوة بعدة لغات – إقامة محاضرات باللغة الإنجليزية
– تقديم دورات تمهيدية لمن تعلن إسلامها عن كيفية الوضوء
و الصلاة و غير ذلك من الأساسيات و التعريف بمبادئ الإسلام حتى نضع قدمها على الطريق الصحيح .
و في الحقيقة هذا كنا نفتقده كثيراً و أنا نفسي كنت أعاني من هذا النقص لذا وجدتني أستفيد من مجال الدعوة على المستوى الشخصي .
- ما العوامل التي وجدتم لها تأثيراً قوياً في الدخول للإسلام ؟
* أكثر ما يجذب الأجانب و لا يجدون بعده ما يردون به هو
( الإعجاز العلمي ) لأن المنطق و العلم أقوى لديهم من الإحساس و الروحانية ، و من هنا يكون المدخل . كما أننا استفدنا كثيراً من أفكار ( الشيخ أحمد ديدات ) و قد أسلم العديد بعد السماع لمناظرته الشهيرة ، و من أفكاره أن نسمح للأجانب بدخول المساجد و استماع الآذان و رؤية الصلاة حتى يقتربوا من عبادتنا
و يكون ذلك مدخلاً للحديث و الدعوة و الحمد لله ، الله ينفعنا
و ينفع بنا .
- و ما رسالتك لكل فتاة مسلمة اليوم ؟
* أولاً أقول لها أن تحمد الله على ما أنعم عليها من نعمة الإسلام و ألا تستهين بذلك و لا تكتفي بأنها مسلمة اسماً ، بل عليها الالتزام و التمسك بهويتها الإسلامية فأنا أحزن كل الحزن عندما أرى العباءات الشفافة و الملابس الغريبة على مجتمعنا المسلم
و ما نسمع من تمسك بالحرية على غرار أمريكا مع أنني وجدت المجتمع الإسلامي أكثر حرصاً على المرأة فهي دائماً لديها من يعولها و يعطيها و يكرمها ، أما في المجتمع الأمريكي يكفي أنه بعد زواجها يكون زوجها له الحق في نصف مالها و لا يعطيها سوى اسمه حيث يتغير اسمها من و الدها إليه .. فهل هذا منطق !!!
و أهمس في أذن كل فتاة : حصّني نفسك بالإيمان و لا تنسي أن الحياء شعبة من الإيمان .
- و ما رسالتك للمسيحيات اللاتي كنت واحدة منهن يوما ما ؟
* أخواتي ، ابحثن و اقرأن .. و لا تكتفين بكلام مسلَّم به دون تفكير ..
إنكن تعتقدن بعقائد لو فكر فيها صغير لأدرك أنها خاطئة .. عليكن بالبحث و السؤال و الاستفسار و المقارنة ، لعل الله يجعل لكن من لدنه رحمة و يمن عليكن بنعمة الإسلام و ابتعدن عن الشرك بالله .
- بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ... هل اختلفت نظرة الأجانب تجاه المسلمين ؟
* أكيد ، خاصة أن الحوار مفقود ، لذا فإن علينا فتح المزيد من أبواب الحوار بيننا و بين الغرب ، علينا ألا نتوقف عن التعريف بديننا
و تعاليمه حتى لا نتركه يعبث بمبادئه العابثون .
- و ما الجديد الذي تخططون له ؟
* نخطط لدورات ( الدعوة باللغة الإنجليزية ) حيث أعد الأستاذ خالد الدوسري مدير تطوير اللغة الإنجليزية بشركة أرامكو السعودية ، برنامجاً لذلك و سنقوم بزيارة لكليات التربية – اللغة الإنجليزية و نعرف بهذه الدورة للاستفادة من اللغة الانجليزية في مجال الدعوة و نعمل على خروج كل متدربة بعدها عدة مرات مع داعية تأهيلاً لإعدادها للدعوة .
هل من رسالة لأحد تقدمينها من خلال ( حورية ) ؟
رسالة شكر و تقدير و احترام لزوجي و أبي أولادي على كل ما قدمه لي من دعوة و دعم و حياة أسرية و سعادة .. حفظه الله لي و لأولاده و جعل ما يقدمه لنا في ميزان حسناته .
المصدر : مجلة حورية العدد الخامس – صفر 1427هـ
تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : و لك بمثل »
منقول من موقع صيد الفوائد