|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
الشعر العام والفصيح يخص الشعراء الكبار وقصايدهم والشعر الفصيح والقصائد المنقولة للشعراء من غير قبيلة مطير |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع |
غير متواجد حالياً
|
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الشاعر بديوي جبران الوقداني
كُتب : [ 31 - 01 - 08
- 11:38 AM ]
بديوي جبران الوقداني إذا كان الحديث في صفحات الشعر المحكي يهتم بالشعر الجميل الذي يطرب سامعيه فحري بنا أن نبدأ من أشهر روّاد الشعر المحكي ومن أعمدة الشعر المحكي ومن أهم من قاله ومازالت تردد أبياته إلى وقتنا الحاضر رغم مرور ما يقارب 150 عاما عليها، فرغم عدم وجود وسائل الاتصال في ذلك الوقت إلا أن سيرة هذا الشاعر كانت أشهر من نار على علم, ليست بواسطة القنوات الإعلامية أو الصفحات الشعبية ولكن من خلال شعره الذي كان يطوف أنحاء الجزيرة بواسطة عشاقه ومحبيه في تلك الحقبة التي عاشها. بديوي جبران الوقداني عاش بداية حياته في بادية الحجاز ثم استوطن الطائف، نبغ في الشعر المحكي، شاعر متميز عبقري فيلسوف في شعره سارت بأخباره الركبان، تعلق بديوي بالأدب العربي ، فدرس اللغة العربية وآدابها وهو كبير السن فتحول من النبطي إلى الفصيح ولم يكن أقل إجادة فيه، بل كان مبدعا ويمثل موهبة نادرة في الشعر الفصيح والمحكي من خلال جمعه لموهبة النظم الفصيح والعامي والمزج بين حياة البادية والحاضرة بطريقة لا يمكن تجاهلها. أوردت المصادر أن وفاة بديوي الوقداني كانت في عام 1296 هـ وهو تاريخ يتوافق مع حياة الشريف عبد الله بن محمد المتوفى سنة 1294هـ ومن الواضح أن بديوي الوقداني لم يكن صغير السن عند وفاته بدليل قوله:
أنا مربى في زماني ومطواع=ربتني الأيام حتى تربيت
ويغلب على كثير من قصائد بديوي الوقداني الوعظ والنصح وهي تدل على انه توفي كبيرا في السن، بديوي الوقداني ينتمي إلى قبيلة وقدان المتفرعة من قبيلة عتيبة، وقد أكد بديوي نسبه أكثر من مرة من خلال قصائده، وقد جاء في إحدى روائعه الشهيرة قوله:
دللت الأيام لين أرخصت جانبها=وأنا عتيبي عريب الجد والخالي
ولم يعرف من أسرة بديوي الوقداني سوى ابنه عبد العزيز الذي تكرر اسمه في العديد من قصائده.ومن قصائده التي ورد فيها اسم ابنه عبد العزيز قوله:
عبد العزيز الليث يا سبع غابه =يا ذيب ويش اللي مع البدو نشبك ماخبلك يا باغي من البدو ثابه=البدو لا شافت معك شي تنهبك وتوضح المصادر أن بديوي الوقداني قرأ قليلا من النحو والأدب فنظم الشعر الفصيح وأن أول قصيده له بالفصحى كانت في مدح الوزير "محمد رشدي باشا" جاء فيها:
أبرقُ لاح أم قمر منيرا=أمسك فاح أم ندا عبيرا سرت جنح الظلام فقلت بدرا=يكاد بنوره الساري يسيرا و لبديوي أيضاً قصيدة فصيحة ومعبرة جدا في رثاء الشريف عبد الله بن محمد المتوفى سنة 1294هـ ومنها:
الملك لله والدنيا مداولة=ومالحي على الأيام تخليد للدهر وجه عبوس في تقلبه=وللمنايا سهام صيدها الصيد ومن الواضح أن الوقداني يعتمد حتى في شعره النبطي على خلفية ثقافية فصيحة وجيدة ومن ذلك قوله:
أعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها=عاقل ومجنون حاوي كل الأشكالي
فالمتابع للغة بديوي الشعرية يجد كما كبيرا من المفردات اللغوية الفصيحة بالإضافة إلى التوظيف الصحيح ومما قاله في الحكم والنصح قصيدته التي تعتبر من أشهر قصائد بديوي الوقداني وأهمها وهي :
أيامنا والليالي.. كم نعاتبها=شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي أيام في غلبها وأيام نغلبها=وأيام فيها سوا والدهر ميالي تاعد مواعيد والجاهل مكذبها=واليوم الأول تراه أحسن من التالي إن أقبلت يوم ما تصفي مشاربها=تقفي وتقبل ومادامت على حالي في كل في كل يومٍ تورينا عجايبها=واليوم الاول تراه احسن من التالي جربت الأيام مثلي من يجربها=تجريب عاقل وذاق المر والحالي يضحك مع الناس والدنيا يلاعبها=يمشي مع الفي طوع حيث ما مالي كم من علوم وكم آداب نكسبها=والشعر مازون مثقال بمثقالي أعرف حروف الهجا بالرمز وأكتبها=عاقل ومجنون حاوي كل الأشكالي لكن حظي ردي والروح متعبها=مافادني حسن تأديبي مع أمثالي إن جيت أبي حاجة عزت مطالبها=والعفو ماواحد في الناس ياوالي قوم ليا جيتها رفت شواربها=بالضحك وقلوبها فيها الردى كالي وقوم ليا جيتها صكت حواجبها=وأبدت لي البغض في مقفاي وإقبالي ماكني إلا مسوي حال مغضبها=والكل في عشرته ماكر ودجالي ياحيف تخفى أمور كنت حاسبها=واللي على بالهم كله على بالي الجار جافي وكم قوم محاربها=والأهل وأصحابنا والدون والعالي والروح ويش عذرها في ترك واجبها=راح الحسب والنسب في كثر الأموالي نفسي تبا العز والحاجات تغضبها=ترمي بها بين أجاويد وأنذالي المال يحيي رجال لا حياة ابها=كالسيل يحي الهشيم الدمدم البالي عفت المنازل وروحي يوم أجنبها=منها غنيمة وعنها البعد أولالي لاخير في ديرة يشقى العزيز ابها=يمشي مع الناس في هم وإذلالي دار بها الخوف دوم مايغايبها=والجوع فيها ومعها بعض الأحوالي جوعى سراحينها شبعى ثعالبها=الكلب والهر يقدم كل ريبالي عز الفتى راس ماله مع مكاسبها=يامرتضي الهون لا عز ولا مالي دللت بالروح لين أرخصت جانبها=أنا عتيبي عريب الجد والخالي قوم تدوس الأفاعي مع عقاربها=والها عزايم تهد الشامخ العالي خل المنازل وقل للبين يندبها=يبكي عليها بدمع العين همالي لا تعمر الدار والقالات تخربها=بيع الردي بالخسارة واشتر الغالي ماضاقت الأرض وانسدت مذاهبها=فيها السعة والمراجل والتفتالي دار بدار وجيران نقاربها=وأرض بأرض وأطلال بأطلالي والناس أجانيب لين انك تقاربها=وتكون منهم كما قالوا بالأمثالي الأرض لله نمشي في مناكبها=والله قدر لنا أرزاق وأجالي حث المطايا وشرقها وغربها=وأقطع بها كل فج دارس خالي واطعن نحور الفيافي في ترايبها=وابعد عن الهم تمسي خالي البالي من كل عملية تقطع براكبها=فدافد البيد درهام وزرفالي تبعدك عن دار قوم ودار تقربها=واختر لنفسك للمنزال منزالي لومت في ديرة قفرا جوانبها=فيها لوطي السباع الغبس مدهالي أخير من ديرة يجفاك صاحبها=كم ذا الجفا والتجافي والتعلالي دوس المخاطر ولا تخشى عواقبها=الموت واحد وبعد العز يجلالي إن المنايا إذا مدت مخالبها=تدركك لو كنت في جو السما العالي ماقرت الأسد في عالي مراقبها=تسعى على الرزق ماحنت في الأشبالي والشمس في برجها والغيم يحجبها=تقفي وتقبل لها في العرش مجدالي رب السموات يامحصي كواكبها=يامجري السفن في لجات الأهوالي ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبها=والغيث محبوس يامعبود ياوالي يالله من مزنة هبت هبايبها=رعادها بات اله في البحر زلزالي ريح العوالي من المنشا تجاذبها=جذب الدلي من جبا مطوية الجالي ديمومة سبلت وارخت ذوايبها=وانهل منها غزير الوبل همالي تسقي دياراً شديد الوقت حاربها=ماعاد فيها لبعض الناس منزالي ياجاهل اسمع تماثيل مرتبها=فيها معاني جميع القيل والقالي مثل المحابيب زادت في قوالبها=في صرفها زايدة عن قرش وريالي يارب توبة وروحي لا تعذبها=يوم القيامة اذا ماضاقت أعمالي وأزكى صلاة على المختار نوهبها=شفيعنا يوم حشر فيه الأهوالي مقال ابراهيم السالمي أبن مصاول
|
|
|
|