|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أخبار الشاعر عبدالله غازي ومحاوراته وقصائده الكتابية يهتم بأخبار ومحاورات الشاعر عبدالله غازي |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع |
غير متواجد حالياً
|
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كلمة الشاعر عبدالله غازي الميزاني(سوار الذهب) في ملتقى مطير بطلال
كُتب : [ 01 - 04 - 10
- 05:03 PM ]
محاور الكلمة اولا: الدعوة للتراحم أولى الإسلام الأسرة وبناءها أهمية بالغة لما لها من أثر كبير في البناء الذاتي والتكوين النفسي والتقويم السلوكي للفرد وبعثْ الحياة والطمأنينة في نفسه. والأسرة أيضاً من المنظور الإسلامي رائدة البناء الحضاري الإنساني من حيث إقامة العلاقات التعاونية بين الناس وتعليم الإنسان أصول الاجتماع وقواعد الآداب والأخلاق وتوارث القيم والعادات وتطور المفاهيم والنظريات التي تخدم المجتمع الإنساني برمته. فالإسلام الذي أراد أن يصنع أمة متماسكة وفاعلة وحاضرة في كل الساحات والميادين لتكون خير أمة أخرجت للناس يدرك بأن الأمة عبارة عن أسر متعاونة على البر والتقوى والعمل الصالح ولا بد لهذه الأسر من أن تكون سليمة متعافية لأن الأسرالسقيمة والمفككة المتحللة لا تصنع أمة بل تصنع همجاً رعاعاً ينعقون مع كل ناعق يشكلون فريسة سائغة لأعداء الإسلام والمسلمين كما هو حاصل في هذه الأيام التي ترك فيها المسلمون تعاليم دينهم وأحكام الشريعة الإلهية التي أرادت لهم أن ينتظموا من خلالها بقوانينها التي ترعى مصالحهم الدنيوية والأخروية. قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.. إن القرآن الكريم أمرالمسلمين على تباعد ديارهم، وتعدد أجناسهم، واختلاف ألسنتهم وألوانهم، أن يكونوا كتلة واحدة، أمة ملتحمة الأجزاء، قوية العقيدة، متينة الروابط، قويمة الخلق، عزيزة الجانب، يتساوى أفرادها في الحقوق والواجبات، تتعاون على ما يجلب لها الخير، ويدفع عنها الضر، وتتكاتف في سبيل نصرة الشريعة المطهرة، وإعلاء كلمة الله. ولذلك شرع الله تعالى للمسلمين من الأحكام والتعاليم ما يجمع شملهم، ويوحد كلمتهم، ويلم شعثهم ويضم شتاتهم، ليكون التعاون بين أفرادهم وجماعاتهم وثيق العرى ثانيا :الشباب لذلك فإن جُل العمليات التنموية تتوقف في نجاحها على الطاقة الشبابية وإن لم تكن كذلك فإنها طاقات مهدورة. وقد حثنا الإسلام على اغتنام الشباب قبل الهرم لإن الطاقة تكون في الشباب أكثر وأحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الدليل الوافي والكافي على ذلك , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) . رواه الترمذي وهذه الأحاديث موجهه للشباب لمبادرة الأعمال في فترة الشباب والقوة قبل أن يدهمهم الهرم. وفي الحديث القدسي يقول المولى عز وجل : " وعزتي وجلالي لولا شيوخٌ رُكع , وأطفالٌ رُضع , وبهائمٌ رتع , لخسفت بكم الأرض خسفاً , ولمنعتكم القطرمن السماء" بما أن المستثنون من هذا الحديث هم الشيوخ والأطفال فالحديث موجه لفئة الشباب . فهناك مفاهيم خاطئة كثيرة انتقلت للمسلين من جراء اختلاطهم بالأمم الكافرة السافرة بأن فترة الشباب هي لهو وطيش وهي فترة التصرفات المعذورة والمغفورة واللامسئولة. وانحصار التفكير في المتع الشخصية والإتجاه إلى الاهتمامات الفردية , ونسوا أوتناسوا أن هذه الدعوة المباركة قد قامت على أكتاف الشباب المؤمن الذي باع الدنيا بالآخرة وآثروا الباقية على الفانية والشواهد كثيرة لكن نذكر منها بعض الأمثلة : فقد ذكر الله عز وجل عن سيدنا ابراهيم عليه السلام أنه ثار على عبادة الأصنام وهو لايزال فتىً (( قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم )) الأنبياء - 60 وعن أصحاب الكهف (( إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم وزدناهم هدىً )) الكهف - 13 ومن الشباب الذين سطر التاريخ ذكراهم عمير بن الحمام رضي الله عنه , فقد كان في السادسة عشرة من عمره حين استشهد في بدر بعد أن رمى تمرات كن في يده وقال: (( ليس بيني وبين الجنة إلا هذه التمرات , إنه لعمر طويل أن أنتظر حتى آكلها )) وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بتولي رئاسة الجيش الذاهب لملاقاة الروم وهو في الثامنة عشرة وقد كان في الجيش كبار الصحابة وشيوخهم كأبي بكر ووعمر رضوان الله عليهم . ولنا مثالٌ في الشباب الفلسطيني والدور الذي يقع على عاتقهم وهم خير مثال للشباب الصابر الصبور المحتسب عند الرحيم الغفور . وكما تحدثنا عن واجبات الشباب لا بد أن نقف عند مشاكلهم ومعالجتها قدر المستطاع ويجب أن نبدأ من الأسرة فمن حق الشباب أن يعيشوا حياة أسرية طبيعية لتحقق الذا للشباب والمكانة الإجتماعية لينشئوا بعقلية ونفسية سليمتان ولعل أبرز هذه الاحتياجات هي : - الحاجة إلى الانتماء , فمن فقد الانتماء ضاع - الحاجة إلى الحرية الكافية - التعبير عن الذات - الشعور بالأهمية - والشعور بالانتاج والمسئولية - الحاجة لتفريغ الطاقات حسب القدرات والاحتياجات السابقة هي بعض ما يحتاجه الشباب وهي أساسية وضرورية ومازلت لدى فئة كبيرة من الشباب غير متوفرة أو فقد بعضها . كما أنهم بحاجة ماسة إلى التشجيع لتفتيق المواهب ( تشجيع معنوي ومادي ) مع المراقبة الحذرة في سن المراهقة والهدي إلى الصلاح . ولا ننكر أن هناك إدارات ومنظمات تُعنى بالشباب ودعم الشباب والمواهب الشبابية والدفع بعجلة التقدم بواسطة هؤلاء الشباب , لكن للأسف مازالت هذه المنظمات والإدارات في طور البدايات وعجلتها تدور بما يوازي سرعة السلحفاة . ومن أهم الصعوبات التي تواجه الشباب هي عدم تواصل الأجيال أو ضعف التواصل بين الأجيال للأخذ بيد الجيل الطالع مما يؤثر على فئة الشباب وعطائهم ولكن شباب المسلمون ولله الحمد مازالوا يحملون بشائر التفاؤل والأمل بالغد المشرق بتمسكهم بتعاليم ديننا الحنيف بما جاء في قرآننا العظيم وهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم . جارِ الشبيبة وانتفع بجوارها * قبل المشيب فما له من جارِ مثل الحياة تُحَبُ في زمن الصبا * مثل الرياض تُحَبُ في آذارِ فيما معشر الشباب أنت الأمل , أنتم نبض الأمة , وعلى يدكم يولد كل جديد . فلنُعِد أنفسنا للأيام القادمة وندع حياة اللهو واللعب ولنبادر إلى الأعمال الصالحة فقد ولى زمان الغفلة وإن هذه الأيام لها ما بعدها وإنها والله لكرامة الدنيا وفلاح الآخرة أو لذل الدنيا وعذاب الآخرة . ثالثا :الوسطية ان الإسلام وسط في الأخلاق والسلوك بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكاً فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن أن يدركه، وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيواناً فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به، فأولئك أحسنوا الظن بالفطرة الإنسانية فاعتبروها خيراً محضاً، وأولئك أساؤوا بها الظن فعدوها شراً خالصاً والإنسان إنماهو قبضة من طين، ونفخة من روح، أودع الله جل وعلا فيه عقلاً وجسداً وروحاً، وجعل غذاء العقل المعرفة، وغذاء الجسد الطعام، وغذاء الروح التزكية، كما أوجد له سبحانه: باهرات المعارف، وطيبات الطعام، وزاكيات العبادات، وراقيات السماع، والعاقل من يضرب في كل غنيمة بسهم، ويقطف من كل بستان زهرة، ويلبي حاجة الفطرة بما أمر الله،والمقصر من يضيّع حاجة من حاجات الفطرة فيختل بناؤه ويضطرب تكوينه. (الخصائص العامةللإسلام.. يوسف القرضاوي) الإفراط والتفريط إن انعدام الوسطية اظهر الغلو في فهم الحقائق إفراطاً وتفريطاً، وولد تيارات وفرقاً سياسيةوفكرية متطرفة يلعن بعضها بعضاً ويكفر كل أتباع طائفة، أتباع الطائفة الأخرى، فصرن اأشداء على إخواننا، رحماء على أعدائنا، أقوياء على من ساعدنا، أذلاء أمام من حاربنا. وبعد صريح الآيات، وصحيح الروايات اتفقت كلمة العلماء في الفقه والأخلاق ونحوهما على أن الوسط هو خير الطرق وأقومها، وهو الموصل إلى الغايةالمرضية من قبل الحق تعالى، والموافق لقصد الشارع المقدس، وكل ما خرج عن ذلك الحد مذموم ملوم ومحاسب دنيا وآخرة، والذي يراجع أبواب الفقه وفروعها المختلفة يقف على موارد كثيرة تدعو للأخذ بهذه القاعدة، ومن تلك الأبواب؛ الأطعمة والأشربة حيث يقول سبحانه (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) والإسراف خلاف الوسط كما أن الزهد حالة وسطى بين التمحض في الروحانيات والوغول في الماديات، والشجاعة كذلك وسط بين التهور والجبن وهكذا الأمر يجري في الاقتصاد، والاجتماع والعلاقات الإنسانية، حيث يقول سبحانه (واقصد في مشيك). إن التوسط في الأمور دعت إليه شريعة السماء وتعاليم الأنبياء(عليهم السلام)، ومن تأمل موارد الأحكام بالاستقراء عرف أن التوسط هوالموافق لقصد الشارع وغرضه، وما من كلية شرعية ألا وهي قائمة على التوسط، وأماالتشديد المخالف للحكمة أو التخفيف المخالف لها أيضا فهو خروج عن روح الشرع. توازن الروح والجسد وبما أن الإنسان مكون من سلالة من طين، ومن نفخة من روح، وأن لكل منهما مطالب وحاجات فقد جاءت التشريعات والتعاليم المرتبطة بها منظمة على أساس الأمرين مراعية (حق الروح) و(حق الجسد) فلا روحانية مقترة، ولا مادية مسرفة، بل تعادل وتوازن بينهما، لأن إهمال أحدهما إهمال للإنسان المكرّم. وبما أن الإنسان تتحكم فيه نزعات فردية وتسلطية تتعارض مع النزعات الاجتماعية التي تأخذ قسطاً كبيراً من حريته، فإن الشريعة دعت إلى تنمية الحس النوعي عند الفرد لجعله يهتم بالآخرين كما يهتم بنفسه. فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: أعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه. فوسطية الإسلام لا تقتصر على جانب محدد وإنما شاملة للجوانب الأخرى،ويمكن مشاهدة ذلك في اغلب مجالات الدين والحياة. وسطية بين الارتماء في أحضان الدنيا والرهبانية المنقطعة فقال تعالى في ذلك: “وابتغ في ما آتاك الله الدارالآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا” (القصص: 77) وقال “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة” (البقرة: 201) ووسطية بين الإسراف والتقتير حيث يقول: (والذين أنفقوا ولم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (الفرقان: 67) ويقول تعالى “ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا” (الإسراء: 29) رابعا : الاعلام من المؤكد أن هناك "صناعة" اسمها صناعة الرأي أو المزاج العام لمجموعة بشرية معينة. هذه الصناعة لها تقنياتها المدروسة و المطورة و المجربة و الفعالة. أدوات هذه الصناعة هي التعليم و المدرسة و المؤسسة الدينية و وسائل الإعلام بأنواعه. و يمكن تشبيه تأثير هذه الأدوات - بكثير من التبسيط - بالحقل المغناطيسي الذي يؤثر على برادة حديدية منثورة فيستقطبها و يوجهها بشكل منتظم. و كأي صناعة، فإن لها مستثمرين فيها، يصبون فيها مقدراتهم بشتى أشكالها، و يستحلبون منها منتجاً مرغوبا. هذاالمنتج هو المزاج العام و الاستقطاب الذي يتكون عند المستهلك لهذه البضاعة، و الذي يضمن تنفيذه للأوامر و طاعته و تبرعه بماله و وقته بل و حياته مقابل ما صار "يؤمن" به. و عبر تاريخ الإنسان، كانت أدوات هذه الصناعة مكلفة و بعيدة المتناول من جهة، و ضعيفة الفعالية من جهة أخرى، و ذلك لأنّها كانت تعتمد على العنصر البشري المباشر لإحداث التأثير المطلوب، و كان هذا محدوداً بسبب محدودية مساحة الاحتكاك الممكنة مع الجمهور المتلقي، و بسبب خفوت تأثيرها عند تجميدها بشكل نصوص مكتوبة (وهي وسيلة البث الأساسية المتوفرة آنذاك). و قد كان نجاح الحركات الاجتماعية والسياسية الكبرى حكراً على القلة القليلة التي فهمت أساليب الاتصال و أتقنت صناعته ، و أيضاً امتلكت أدواته المكلفة. و مع تطوّر تقنيات الاتصال، تضخمت مقدرة هذه الأدوات مئات المرات، و ازدادت مقدرتها و فعاليتها على التأثير، خاصة مع تعاظم دورالإعلام المرئي و المسموع على حساب الإعلام المقروء. إذ أن الإنسان مارس التواصل وجها لوجه منذ نشأته الأولى و اعتاد عليه، و مفردات التفاعل مع الوجوه و الأصوات مغروسة عميقاً في الكائنات الحية - و منها الإنسان - لأنها طالما كانت أدوات حياة أو موت . و مع هذا التطور، صار صاحب الرأي أو الدعوة يصل إلى المتلقي في غرفة نومه بصوته و صورته و تعابيره كاملة, ويتفاعل المتلقي الغافل مع هذا البث كما لو كان حاضراً مع المتحاورين أو المحاضرين،لأن تركيبة عقله تعتقد ذلك بسبب ملايين السنين من التطور البطيء الذي لم يهيئه لوضع مشابه، بينما هو في الحقيقة يجلس وحده في غرفة صغيرة، يتلقى المعلومات في اتجاهواحد. و مع التطور التقني حصل شيء جديد، إذ قلت إلى حدّ كبير تكلفة أدوات الصناعةالتي نتحدث عنها، و صارت في متناول من هبّ و دبّ , و في خلال سنوات معدودة، حصل انفجار إعلامي كبير، فأنشأت مئات المحطات الإعلامية التي يحاول كل منها استقطاب أكبر شريحة ممكنة من "المستهلكين". و ازدادت قوة المجالات المغناطيسية التي تحاول استقطاب برادة الحديد و ازدادت توجهاتها و تداخلها، و ازدادت معها جرعات المحفزات والمخصّبات التي تحقن في شرايين الإنسان بشكل جنوني لضمان استمرار ولائه لأفكارمعينة، أو لمحاولة انتزاعه منها إلى "حقول" أخرى , و عانى الوعي الإنساني ما تعانيه الأرض، في انتقال أدوات الحروب من القوس و السهم إلى القنابل الهيدروجينية، فكان أثر تغوّل الأدوات بهذا الشكل أن سُحق الوعي الجماعي الذي كان الهدف الأساسي هواستنباته , و حصل كذلك ما يشبه ما يجري في عالم الأمراض الجرثومية و الطفيلية، حيث أن السلالات القديمة المتواضعة من الجراثيم، و لضمان حفظ بقائها أمام الهجوم البشري الحاد عليها، قد أنسلت أجيالاً جديدة فتّاكة من الجراثيم , ففي مجال الوعي الإنساني، و لمقاومة البث التشويشي الحاد و الفعال القادم من كل الاتجاهات، نبت التطرف الشديد كسلاح بدائي يضمن نوعاً من المناعة لمستخدمه من تأثيرات الاستقطاب المخالفة, و من علامات هذا التطرف عدم الإصغاء إلى الرأي الآخر و عدم الاستفادة مما تطرحه الأفكارالمخالفة أو المغايرة، و بمعنى آخر تعطل القدرة على التعلم و اكتفاء كل طرف بمالديه (كل حزب بما لديهم فرحون). و يمكننا أن نرى هذا بوضوح في المحطات الفضائيةالتي تبث هذه الأيام ما لا يكاد يصدق من الاتجاهات المتباينة، يصدرها بشر من نفس التركيب البيولوجي. أي هاردوير Hardware متماثل و لكنه يشغل سوفتوير Software مختلف تماما , فهل صار البحث عن الحقيقة أصعب اليوم ؟ الجواب في رأيي لا. و ذلك لسببين : السبب الأول هو أنه بالنسبة للباحث، فإن التوازن بين التأثير الممارس عليه و بين الأدوات المتوفرة لديه لا يزال قائماً، بالرغم من ازدياد وزن كل من كفتي الميزان عما كان عليه الأمر قبل قرون , و السبب الثاني و الأهم هو ذلك الفرق الجوهري بين الإنسان و الميكروب، في أنه بإمكان الإنسان أن يعي ذاته، و أن يراقب نفسه من بعيد،بينما لا تستطيع الجراثيم و لا الحياة الطبيعية أن تفعل ذلك , البحث عن الحقيقة لم يصبح أصعب إلا على من لم يكن يتبع المنهج الصحيح في البحث أصلاً , فمن يقصر بحثه على التلقي و الاستهلاك، قد صار بالفعل في موقع يصعب الخروج منه لأنه ألغى ميزته الإنسانية الأساسية و تحول إلى عنصر مكشوف و محكوم، يسهل توجيهه. أما من "يعقل" و "يتفكر" فلديه من الأدوات ما يكفيه لمواجهة الأعاصير الفكرية الحالية بنفس الفاعليةالتي واجه بها العقلاء من القدماء عصرهم.
|
التعديل الأخير تم بواسطة سالم رباح ; 03 - 04 - 10 الساعة 07:51 AM
|
|
|