إنتهاء الجانب القبلي في قضية الفتاة المختطفة بصلح بين القبيلتين
( صحيفة الساحة )
اسدل الستار على الجانب القبلي في قضية فتاة نجران المختطفة حسينة بنت مخفور آل بشر في أعقاب ابرام صلح بين قبيلتي آل بشر وآل سالم الوعلة في مزرعة والد الفتاة الدكتور مخفور آل بشر في حي المسماة في منطقة نجران وسط حضور نحو خمسمائة شخص.
وتوافدت الجموع المشاركة في الصلح منذ الصباح الباكر ليوم (أمس) الخميس تقدمهم الشيخ علي بن جابر ابوساق شيخ شمل قبائل آل فاطمة ووفد من قبيلة آل سالم الوعلة فيما يسمى في العرف النجراني بالمنصد منشدين بزامل من التراث النجراني وكان في استقبالهم حشد من آل بشر وقبائلهم (العنمات) وعلى رأسهم الشيخ فايع بن محمد آل بشر والشيخ ظافر بن علي آل بشر. وابلغ الشيخ علي أبو ساق بأن قبيلة آل سالم يضعون عشر بنادق مقابل العيب والحكم والرضى لقبيلة آل بشر في حكمهم سواء أكان كبيرا أوصغيرا إضافة الى مائة الف ريال, ثلاث من الأبل, وعشرون خروف. من جهتها طلبت قبيلة آل بشر ما يسمى بالربخة التي تنص على تنفيذ بنود الاحكام والتي لا تشمل الجاني ومن اتضح تورطه في هذه القضية والذين سيكون عقابهم من مسؤولية الحكومة سواء أكان ذلك يتعلق بالحق الخاص أوالعام, مشددين على رفع العيب عن افراد قبيلة آل سالم ممن ليس لهم ذنب في الجريمة. وجرى توقيع الربخة وتوثيقها من قبل الشيخ علي بن جابر أبوساق والشهود الحاضرين. وإصدرت الاحكام من قبيلة آل بشر على لسان الدكتور مخفور آل بشر والتي جاءت بنودها على النحو التالي:
أولا - تحويل ملكية السيارة من طراز جمس سوبر التي نفذت بواسطتها الجريمة باسم اسرة الفتاة, على ان يتبعها عشر سيارات من نفس النوع وموديل سنه الحكم على ان تكون السيارات بأعلى المواصفات بواقع سيارتين لكل عجلة من العجلات الخمس لسيارة الجريمة.
ثانيا - على قبيلة آل سالم دفع مبلغ مضاعف نظير الخسائر التي تكبدتها قبيلة آل بشر منذ وقوع الجريمة حتى يوم الصلح التي بلغت أكثر من مليون ومائتان الف ريال وما سيلحق بها من رد للجميل لكل من بذل جهده وماله في سبيل إعادة الفتاة المختطفة سواء أكانوا من أفراد القبائل أوالمسئولين في الجمهورية العربية اليمنية وبالتالي يكون المبلغ المفترض دفعه مليونان وأربعمائة الف ريال.
ثالثا - على قبيلة آل سالم دفع مبلغ مقداره أربعمائة الف ريال نتيجة تهديد الجاني للفتاة وأجبارها على المشي على قدميها وأيديها في بعض الأحيان نتيجة وعورة الطريق ولمسافة طويلة بواقع مائة ألف ريال لكل طرف من أطرافها الأربعة.
رابعا - كون أن هناك معلومات تفيد إن هناك من ساند الجاني على فعلته من قبيلته ولقطع الشك باليقين من الحاضرين فقبيلة آل بشر تطالب بحكم باليمين على من يتم اختياره من قبيلة آل سالم ومن قام بالحلفان فلا يعني أعفائه من طلب السلطات المختصة عند وجود الادلة القاطعة على تورطه, ومن امتنع عن الحلف باليمين فيسصبح متهما ويجرى مطالبة الجهات الامنية استجوابه في حين ان الحق مكفول لاسرة الفتاة بتنفيذ حكم اليمين لأثنين وعشرين حالفا أو تأجيلها لحين طلبها في أي وقت.
خامسا - منعا للفتنة بين قبيلتي آل بشر و آل سالم فعلى الجاني محمد بن ناصر بن سعيد آل سالم الجلاء من منطقة نجران سواء داخل حدودها الإدارية أوالجغرافية طوال حياته بعد تنفيذ حكم الدولة عليه مباشرة.
سادسا - ولقطع دابر مواجهات الجيرة بين آل بشر وآل سالم فيتوجب على آل سالم الرحيل من حي المسماة وتنازلهم بكامل أراضيهم وما عليها لصالح قبيلة آل بشر.
سابعا - في حالة دخول الجاني منطقة نجران في أي زمان أو مكان بعد انتهاء حكمة من قبل الدولة فأن دمه سيكون مهدرا دون تدخل اي شخص وهذا الحكم يشمل إضافة الى قبيلة آل سالم قبائل يام وهمدان حسب الاعراف القبلية.
ثامنا - لا يجوز لأي أحد من قبيلة آل سالم سواء في السر أوالعلن أوبطريقة مباشرة أو غير مباشرة الوساطة, الشفاعة, المتابعة, وطلب الأعفاء لأي عقوبة تلحق بالجاني أو من اتضح تورطه من نفس قبيلته أوقبيلة آخرى سواء كانت العقوبة من الجهات الحكومية أو القبلية.
تاسعا - لا يجوز لقبيلة آل سالم سواء اكانوا مجتمعين أو متفرقين توكيل محامي, وكيل, مدافع, مرافع, ومخاصم ليقوم بالدفاع عن الجاني أومن ظهر معه ويترك شأنه للجهات الشرعية والقضائية والجنائية والأمنية ويترك يدافع عن نفسه ويخضع للاستجواب بشكل مباشر هو ومن لهم علاقة بالقضية حتى تنتهي المحكوميات حسب نوعها وشكلها وحجمها ومضمونها ثم يطبق بعد ذلك بحق الجاني مباشرة ما جاء في الفقرة الخامسة من الحكم .
عاشرا - على الكفلاء من آل سالم من ذوي النوايا الحسنة والذين لم ترضيهم الفعلة فعليهم أحضار الجاني أو أي مطلوب متورط في القضية من نفس القبيلة, وتسليمه الى السلطات المختصة عند طلبها ذلك دون مماطلة أو تحايل أو تهاون.
حادي عشر- في حالة تلقي أي فرد من قبيلة آل بشر أي قول أو فعل مثبت يثير الفتنة من أي شخص من قبيلة آل سالم بعد الصلح فيخرج المتسبب فيه من آل سالم من الوجه والجاه وتصبح القضية جديدة حسب نوعها ووصفها وأثباتاتها.
وبعد الانتهاء من اعلان الشروط اعلنت قبيلة آل سالم موافقتها بنصوص حكم قبيلة آل بشر لكن الشيخ علي بن جابر أبوساق ومن حضر معه من قبيلته آل جابر الذين اكدوا ان هذه الاحكام صائبة ورادعة لمن يحاول فعل مثل هذه الفعلة المشينة لكنهم في الوقت ذاته طالبوا قبيلة آل بشر بتخفيف الحكم. وجرى التنازل عن البنود: الاول, الثاني, والثالث رضوخا لمطالب آل جابر وآقارب آل سالم من قبائل العنمات. وكرر شيخ شمل قبائل آل فاطمة بمساعدة قبائل العنمات مطالبته بإعفاء قبيلة آل سالم من البند السادس الذي ينص على رحيل قبيلة آل سالم من حي المسماة واستجابت قبيلة آل بشر بدورها التخلي عن هذا الشرط. ونوهت قبيلة آل بشر في اعقاب تعديل بنود الاتفاق بأن تنازلها عن بعض الشروط جاء تقديرا للحاضرين وللشيخ حسن بن مناع محافظ صعدة في اليمن شيخ شمل قبائل سحار الذي كان له الدور الفاعل في القضية من خلال إستضافته الفتاة في منزله وبين افراد أسرته حتى تم تسليمها لاسرتها معززة مكرمة. وفي مرحلة آخرى نحو المطالبة بتعديل الشروط نظمت قبيلة آل شعيل من القشانين والذين يرتبطون برابطة قربى مع والد الفتاة الدكتور مخفور آل بشر زامل من التراث الشعبي طالبوا بعدها بالتخلي عن الحلف بالأيمان لـ 22 شخصا من قبيلة آل سالم وابدت قبيلة آل بشر تنازلها عن مقدم المنصد الذي يتكون من: مائة الف ريال وثلاث الابل, والـ 20 خروفا. وشهد الفصل الاخير من فصول الصلح مشهدا مؤثرا حينما أجهش ناصر بن سعيد آل سالم والد الجاني بالبكاء وقبل رأس الدكتور مخفور آل بشر, واصفا موقفه منذ بدء عملية الاختطاف بالبطولي. وشدد والد الجاني بالايمان المغلظة بأنه لو استطاع اللحاق بابنه فسيقتله ارضاءا لاسرة الفتاة المختطفة. ورفعت عقب ذلك الرايات البيضاء لآل بشر من قبل الحضور وأنصرفت الحشود الحاضرة معلنة عن سعادتها بالصلح المبرم بين القبيليتن.
0
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
هل القبيله دوله داخل دوله
