الرئيسية التسجيل البحث جديد مشاركات اليوم الرسائل الخاصة أتصل بنا
LAst-2 LAst-3 LAst-1
LAst-5
LAst-4
LAst-7 LAst-8 LAst-6

 
 عدد الضغطات  : 27665
 
 عدد الضغطات  : 38690

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شيلات الشاعر عبدالرحمن العقيلي باصوات افضل المنشدين (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشاعر عبدالرحمن العقيلي في والده الشيخ متروك بن صالح العقيلي رحمه الله https: (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشيخ تراحيب بن صالح العقيلي رحمه الله1440هــ (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب سعود عبد الكريم العقيلي عنيزه (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب نور بن زبن العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب عبدالله مرداس العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الراحل الاستاذ عواض بن نور العقيلي رحمه الله (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: عودة بعد غيبة ليست بالقصيرة واعتذار (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: موقف الشيخ هدايه الشاطري شيخ شمل الشطر مع العتيبي والحابوط (آخر رد :الخضيراء)       :: الشيخ هدايه بن عطيه شيخ شمل الشطر مع العتيبي (آخر رد :الخضيراء)      



المنتدى العام مواضيع عامه , مقالات عامة , معلومات حيويه , وكل ما لا يتضمن قسم معين ويهدف إلي الفائده والإستفاده

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
إداري سابق
رقم العضوية : 491
تاريخ التسجيل : 01 09 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : القصيـــــم
عدد المشاركات : 3,406 [+]
آخر تواجد : 02 - 10 - 11 [+]
عدد النقاط : 14
قوة الترشيح : راس الضلع is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي ماهي البارابسيكولوجيا...؟؟

كُتب : [ 16 - 11 - 07 - 01:02 AM ]

لفت انتباهي موضوع لاحد الاعضاء معنون >> كيف تعرف ان فلان يفكر فيك بهذه اللحظه
وقد رديت عليه بأن الموضوع يطول شرحه .. فذهبت وبحثت عن معلومات وجبتها لكم
لكي تعم الفائده>> اترككم مع المقاااال



للسيد (جمال نصَّار حسين) مقالة قيمة بعنوان :البارابسيكولوجيا وتكامُل الشَّرق والغرب-مقاربةٌ تجريبيةٌ لتَفاعُلٍ حضاريٍّ جديد,وتتناول، في شكل موجز، نشأةَ الاهتمام بالظواهر الخارقة، وصولاً إلى واقع حال البحوث المعاصرة فيها ,.وسأنقل للسادة الأعضاء مقتطفات من هذا المقال الكبير.

لقد بدأ تعرُّفُ الإنسان إلى الظواهر الخارقة واهتمامُه بها منذ أن خطا خطواتِه الأولى على سطح هذا الكوكب. وقد حفلتِ الكتبُ الإلهية التي أنزلها الله على مَن اصطفى من بني آدم، رسلاً وأنبياء، بالكثير من خوارق العادات التي تنوَّع طيفُها وامتدَّ ليشمل المعجزات، التي أيَّد بها الله رسلَه، فكانت الحجة التي برهنتْ على صِدْق ما جاؤوا به أقوامَهم منه، وظواهر خارقة أخرى لم يكن أصحابُها رسلاً ولا أنبياء.

إن تاريخ الإنسان لَيشهدُ أن اهتمامه بالظواهر الخارقة لم يختفِ يومًا ولم يفترْ. بل إن الواقع لَيشهدُ أيضًا أن هذا الاهتمام ما فتئ يزداد كمًّا ويتطور نوعًا بمضيِّ الأزمان وتقادُمها. فمَن يدرس المجتمعاتِ البشريةَ التي ظهرتْ على مرِّ التاريخ، في مختلف بقاع الأرض، في إمكانه أن يتبيَّن في وضوح أن ما من مجتمع بشري خلا من الاهتمام الاستثنائي بالظواهر الخارقة؛ بل إن أصحاب القابلية على القيام بالفعاليات الخارقة كانوا كثيرًا ما يتمتعون بمواقع خاصة ومتميزة في مجتمعاتهم. فالكثير من المجتمعات اعتبرتْ هذه الفعاليات الخارقة دليلاً على المكانة الدينية المتميزة لصاحبها، فيما ربطتْ مجتمعاتٌ أخرى بين السلطتين الدينية والدنيوية، جاعلةً من أصحابها زعماء المجتمع وعِلْيَتَه. وكان المجتمع عادةً ما يمنح أولئك الذين يتميزون بامتلاك قابليات خارقة على علاج الأمراض مكانةً خاصة ومتميزة. وهذا أمر طبيعي ومفهوم إذا ما تذكَّرنا ما تمثِّله الصحةُ للإنسان والدورُ الذي يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص أن يقوموا به في مجتمعات كانت المعارفُ الطبية فيها محدودةً جدًّا، وكان الفاصلُ فيها شبه معدوم بين ما هو طبِّي وما هو "سحري".

بيد أن اهتمام الإنسان بالظواهر الخارقة لم يكن له أيُّ أثر في جَعْلِه يطوِّر معرفةً صائبة بطبيعة هذه الظواهر الغريبة. وتكفي نظرةٌ سريعة إلى موروثات الشعوب والمجتمعات، من أدبيات مرويَّة ومكتوبة، لكي يدرك المرء أن الظاهرة الواحدة قد فسَّرها الناسُ تفسيراتٍ شتى في الأماكن والأزمان المختلفة. كما أن سيطرة النظرة الميتافيزيقية على عقل الإنسان جعلتْه ذا ميل دائم إلى تصنيف حادثة أو ظاهرة ما على أنها من الخوارق. إن هذه النزعة البشرية القوية نحو التفسيرات الميتافيزيقية لم تحجبْ عن الإنسان طبيعةَ الظواهر الخارقة فحسب، وإنما جعلتْه يسيء فهم الكثير من الظواهر الفيزيائية كذلك؛ فكان أن اختلط الفيزيائي بالميتافيزيقي.

غير أنه كان مقُدَّرًا للمعرفة البشرية بالظواهر الخارقة والظواهر المألوفة على حدٍّ سواء أن تتطور. فلقد شهد القرن السادس عشر بدايةَ انعتاق العلم في الغرب من عبوديته لرجال الكنيسة وبدايةَ ما يُعرَف بعصر النهضة العلمية؛ ذلك العصر الذي مثَّل ثورة معرفية مهمة جدًّا قادت إلى هذا التقدم التكنولوجي المُذهل الذي يميِّز حضارتَنا الحالية. إن التقدُّم العلمي في دراسة طبيعة الظواهر الفيزيائية وفهمها كان لا بدَّ أن يعمل على زيادة قدرة الإنسان على تمييز هذه الظواهر عن تلك التي تُصنَّف على أنها ظواهر خارقة. غير أن الثورة العلمية التي اجتاحت العلوم الفيزيائية لم تبلغ مجالَ الظواهر الخارقة إلا في القرن التاسع عشر، وذلك بعد مضيِّ أكثر من ثلاثمائة سنة على بداية ما يُسمَّى بعصر النهضة.

لقد ظهرتْ أولى البحوث عن الظواهر الخارقة على يد بعض الدارسين الذين ادَّعوا أن ممارسة المِسْمِرية mesmerism، التي عُرِفَتْ لاحقًا بالتنويم hypnosis، يمكن لها أن تتسبَّب في ظهور بعض التأثيرات الخارقة، كانتقال الأفكار بين المُنوِّم والمُنوَّم. كما دُرِسَتْ حالاتُ العديد من أولئك الذين اصطُلِحَ على تسميتهم بـ"الوسطاء الروحيين" mediums، الذين ادَّعوا أن في مقدورهم إقامة ما سُمِّيَ حينذاك بـ"جلسات تحضير الأرواح"؛ أولئك الوسطاء الذين ازداد عددُهم ازديادًا كبيرًا نتيجة لانتشار الحركة التي عُرفت بـ"الأرواحية" spiritualism في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

ولم يقتصر الاهتمام في ذاك الوقت على دراسة الظواهر الخارقة على باحثين انشغلوا بهذه الظواهر حصرًا. فلقد تمَّ إجراءُ بعض البحوث على يد باحثين مرموقين من المتخصِّصين في مجالات علمية تقليدية، كالفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا. وكمثال على هذه البحوث، هناك الدراسات التي قام بها الفيزيائي الإنكليزي الشهير وليم كروكس على أحد أشهر الوسطاء الروحيين، وهو الاسكتلندي دانيال هيوم، حيث حاول كروكس قياس القوة الفيزيائية التي تضمَّنتْها بعض الفعاليات الخارقة لهذا الوسيط. إلا أن مثل هذه البحوث لم تكن سوى جهود فردية، ولم تكُ بالتأكيد جهودًا منظمة أو متواصلة.

لكن الاهتمام المتزايد بدراسة الخوارق، في شكل عام، وظاهرة الوساطة الروحية، في شكل خاص، قاد مجموعةً من الأكاديميين من جامعة كمبردج البريطانية إلى إنشاء أول جمعية رفيعة المستوى متخصِّصة في دراسة الظواهر الخارقة، وهي "جمعية بحث الخوارق" Society for Psychical Research. كان ذلك في العام 1882، وكان أول رئيس لها أحد أساتذة جامعة كمبردج المعروفين، وهو الفيلسوف هنري سِدْوِك Henry Sidgwick. أدى إنشاء هذه الجمعية الأكاديمية إلى تنظيم دراسة الظواهر الخارقة وتأسيس معايير للبحث العلمي في هذا المجال. وقامت جمعية بحث الخوارق، بعيد تأسيسها مباشرة، بإصدار دورية متخصِّصة ذات مستوى أكاديمي رفيع. وهكذا أخذتْ دراساتُ الظواهر الخارقة تتحول تدريجيًّا إلى علم نظري. وبعد تأسيس جمعية بحث الخوارق بثلاثة أعوام، قامت مجموعة من الأكاديميين الأمريكيين، من بينهم عالم النفس المشهور وليم جيمس، بتأسيس "جمعية بحث الخوارق الأمريكية" American Society for Psychical Research في بوسطن.

تركزتْ بحوثُ جمعية بحث الخوارق البريطانية، ونظيرتها الأمريكية، على دراسة حالات خاصة من الظواهر الخارقة، وكذلك على القيام ببحوث ميدانية field research. وقامت الجمعيتان بنشر العديد من التقارير والبحوث. إلا أن الثورة الحقيقية في مجال دراسة الظواهر الخارقة حدثت في العقد الثالث من القرن العشرين، وذلك بظهور البحوث المختبرية للظواهر الخارقة على يد بيولوجي النبات جوزيف راين Joseph Rhine؛ إذ قام راين بدراسة العديد من الظواهر الخارقة تحت شروط مختبرية مُسيطَر عليها experimentally controlled conditions، وأخضَعَ نتائجَ بحوثه هذه للتقييمات الإحصائية statistical evaluations، كما هو متعارف عليه في العلوم التقليدية، ليضع أسُسَ ما يُعرَف حاليًّا بـ"البارابسيكولوجيا التجريبية" experimental parapsychology. وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن مصطلح "بارابسيكولوجيا" نفسه هو من وَضْعِ راين الذي صاغَه من الألمانية. وقد أدَّتْ جهودُ راين إلى إنشاء أول مختبر للبحوث البارابسيكولوجية في العالم في العام 1934، وهو "مختبر بارابسيكولوجيا جامعة ديوك" Duke University Parapsychology Laboratory. وبذلك أصبحت طائفةٌ من الظواهر الخارقة تُدرَس كما تُدرَس الظواهر الفيزيائية، وغدت البارابسيكولوجيا مبحثًا يمكن إخضاعُ نتائجه للتقييمين الكمِّي والنوعي quantitative & qualitative، كما هي الحال مع العلوم التقليدية.

لقد كان اتخاذُ المنهج التجريبي–الاختباري experimental-empirical في دراسة الظواهر الخارقة، في وقت شَهِدَ توجهًا كبيرًا في العلوم بشكل عام نحو الدراسات المختبرية، ذا أثر كبير في إعطاء بحوث الظواهر الخارقة زخمًا قويًّا مكَّنها من فَرْضِ نفسها كندٍّ لا يقل علمية عن غيرها من البحوث في ميادين العلوم التقليدية. ولكن بسبب من اتجاه راين نحو البحث التجريبي، فقد حَصَرَ اهتمامه بالظواهر التي يمكن إخضاعُها لشروط الدراسة المختبرية، ولم يولِ اهتمامًا بتلك الظواهر التي كانت السبب في نشوء الانشغال العلمي بالظواهر الخارقة، مثل ظواهر الأطياف والأشباح وما يُعرَف بـ"الأرواح الصاخبة" poltergeist. فالدراسة المختبرية للظواهر الخارقة تتلافى بعض المشكلات المهمة التي تعيق المنهجين الآخرين اللذين كانا يسودان البحث في هذا المجال، أي منهجَي دراسة الحالات التلقائية spontaneous، وهي الحوادث الخارقة التي تقع وقوعًا مفاجئًا، والدراسة الميدانية.

فعند دراسة الحالات التلقائية يواجِه الدارسون إمكانيةً قائمة على الدوام، وهي أنْ تكون الوثائق التي تصف الحالة المعنية قيد الدرس، أو شهادات الشهود عليها، ليست على الدقة المطلوبة، وربما أيضًا غير صحيحة، أو حتى ملفَّقة. أما المشكلة الأساسية التي تُقابِل القائمين بالدراسات الميدانية، أي دراسة الظاهرة الخارقة في موقع حدوثها، فهي صعوبة التيقُّن من أنه قد تمَّ التغلُّب على كلِّ احتمالات التلاعب والغشِّ اللذين قد يلجأ إليهما مَن يدَّعي امتلاكه لمقدرات خارقة، وبالذات إذا كان من المتمكِّنين من فنِّ "خفة اليد" slight of hand، وذلك لأن الدراسة عادةً ما تجري في مكان يكون قد أعدَّه الشخصُ نفسه، وبالتالي فإن في إمكانه أن يجعل فيه ما يساعده على القيام بعمليات الغشِّ والخداع. كما ويشترك منهجا دراسة الحالات التلقائية والدراسة الميداينة في تعذُّر أو صعوبة وَصْف الحادثة الخارقة فيهما وصْفًا كميًّا – وهو أمر يمكن السيطرة عليه في سهولة في المختبر، حيث يوجد تحت سيطرة الباحث مختلفُ الأجهزة التي يحتاج إليها.
تركَّزتْ دراسات البارابسيكولوجيا التجريبية على طائفتين بالذات من الظواهر الخارقة: الطائفة الأولى هي ظواهر التحريك الخارق psychokinesis، التي تتضمَّن إحداث تأثير على جسم ما عن بُعد من دون استخدام وسيلة فيزيائية مُدرَكة، كالجهد العضلي أو أيِّ نشاط للجهاز الحركي في الجسم؛ والطائفة الثانية هي ظواهر الإدراك الحسي الفائق extrasensory perception، التي تصنَّف، بدورها، إلى ثلاثة أنواع هي: أولاً، التخاطُر telepathy، ويُقصَد به انتقال الأفكار والصور الذهنية بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس التقليدية؛ وثانيًا، الإدراك المُسبَّق precognition، الذي يعني معرفة أحداث مستقبلية قبل وقوعها؛ وثالثًا، الاستشعار clairsentience، وهو اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد دون استخدام الحواس.

لقد وضع باحثو البارابسيكولوجيا، على سبيل المثال، العديدَ من النظريات التي تهدف إلى تفسير ظواهر مثل الأماكن المسكونة haunted places وتحضير الأرواح والأطياف apparitions or ghosts والأرواح الصاخبة على أساس يتم النظرُ بموجبه إلى هذه الظواهر على أنها ليست سوى تجلِّيات لطاقات بشرية، وأن لا مبرِّر هنالك لافتراضٍ مؤدَّاه أن هذه الظواهر تشير فعلاً إلى وجود مخلوقات عاقلة غير بشرية. فوفقًا لأكثر هذه النظريات شيوعًا – وهي نظرية "بسي الفائقة" super psi – فإن كلَّ ما يحدث في ظواهر البيوت المسكونة والأرواح الضوضائية وتحضير الأرواح، من أصوات وتحريك أشياء وغيرها، هو نتيجة تأثيرات خارقة غير واعية لأحد الأشخاص من حضور المكان. وعلى الرغم من هشاشة البناء النظري لهذه النظريات، وافتقارها إلى البرهان التجريبي، فإن لهذه النظريات شعبيةً كبيرة في مجتمع باحثي البارابسيكولوجيا. وفي الحقيقة، فإن دراسة الاتجاه التفسيري السائد في البحوث البارابسيكولوجية لا بدَّ أن يترك في الشخص الانطباع أن الهدف الوحيد للبارابسيكولوجيا، سواء صرَّحتْ به أم لم تصرِّحْ، هو البرهنة على أن الإنسان هو مصدر الطاقة الوحيد للظواهر الخارقة وأن الظاهرة الخارقة تبدأ في الإنسان وتنتهي فيه.


من الحقائق البديهية التي يعرفها كلُّ من لديه بعض الاطِّلاع، مهما كان محدودًا، على المجتمعات العربية والإسلامية هو أن هذه المجتمعات تزخر بمختلف أنواع الظواهر الخارقة التي هي نتاج لطبيعة الانتماء الديني لهذه المجتمعات. وهذه الحقيقة لا يتطلب التحقق منها الرجوعُ إلى كتب التاريخ لدراسة ما سَبَقَ حدوثُه من مختلف أنواع الظواهر الخارقة (على الرغم من أن هذا أمر ممكن طبعًا، حيث سجَّلتْ كتبُ التاريخ الكثير من مثل هذه الظواهر)، وإنما يمكن التحقُّق من ذلك تحققًا مباشرًا، وذلك لأن مثل هذه الظواهر لم تختفِ يومًا ولم يتوقَّف حدوثها. والظواهر الخارقة المنتشرة في البلدان العربية والإسلامية تتضمن الظواهر التلقائية وتلك المُسيطَر على حدوثها.

والظواهر التلقائية هي تلك الظواهر التي تحدث دون أن يكون في الإمكان التحكُّم في وقت و/أو زمان حدوثها. ويتركَّز وقوع هذه الحوادث، على وجه الخصوص، في مقامات الصالحين. وأكثر أنواع الظواهر التلقائية انتشارًا التي تحدث لبعض الناس في أثناء زيارتهم مثل هذه الأماكن الدينية، أو نتيجة تلك الزيارة، هي حالات خَرْقٍ للقوانين الطبية، وذلك على شكل شفاء آني من أمراض مستعصية. وقد تكون الحادثةُ شفاءً من مرض عضال، كالسرطان، أو حتى من حالات مرضية ولادية، كالعمى. إن في كلِّ بلد من البلدان العربية والإسلامية العديدَ من مثل هذه الأماكن التي تُعرَفُ بأنها ذات بَرَكَة خاصة، كما تشهد بذلك الخوارق (الكرامات) التي تحدث فيها.

إن دراسة الظواهر الخارقة التلقائية ليست بالأمر الهيِّن على الإطلاق، وذلك لأنها ظواهر لا يمكن للباحث التحكُّم في وقت حدوثها ومكانه. غير أن هذا لا يعني "استحالة" دراسة هذه الظواهر، وإنما يعني أنها تحتاج أسلوبًا مختلفًا في التعامل معها، وذلك لأن التحقق من حدوثها هو بالتأكيد أمرٌ أصعب من التحقق من حدوث الظواهر المُسيطَر عليها. لقد طوَّرتْ البارابسيكولوجيا الغربية فعلاً أساليب للبحث والتمحيص تُمكِّنها من دراسة الظواهر الخارقة التلقائية بكفاءة والتحقق مما إذا كانت الحادثة المعنيَّة هي فعلاً حادثة مما يمكن وصفُها بأنها "خارقة" أو مما إذا كان هذا الوصف لا ينطبق عليها.

ربما يجد بعضُهم في الصعوبات العملية المتضمَّنة في دراسة الظواهر الخارقة التلقائية تبريرًا مقبولاً لإهمال البارابسيكولوجيا الغربية مثل هذه الظواهر التي تحدث في البيئة العربية المؤمنة. إلا أن ما لا يمكن أن يوجد له تبريرٌ مقبول هو الإهمال التام لبارابسيكولوجيا الغرب للظواهر الخارقة المُسيطَر عليها التي في إمكان بعض الأفراد استعراضُها. والظاهرة التي سنبحثها هنا هي تلك المعروفة، وفقًا للمصطلحات الصوفية، بـ"الدرباشة" (ضرب الشيش)، التي في الإمكان أن يُعرَّف بها بأنها "ظواهر الشفاء الخارق للإضرار المتعمَّد إحداثه في الجسم" Super Healing of Deliberately Caused Bodily Damage.

في العديد من الكتب التي قام بوضعها كتَّابٌ عرب، وكذلك بعض الكتب التي قام بتأليفها باحثون أو رحَّالة مستشرقون أجانب، يرجع تاريخُ بعضها إلى عدة قرون، هنالك إشارات سريعة، وأحيانًا مفصَّلة، إلى فعاليات غريبة ذات مظاهر خارقة، يمارسُها مريدو بعض الطُّرُق الصوفية، أي الدراويش. ففي فعاليات الدرباشة (الشفاء الخارق للإضرار المتعمَّد إحداثه في الجسم) هذه، يقوم الدرويش بإحداث جروح عميقة في أجزاء معينة من جسمه، غير أنه لا يعاني أية من النتائج الخطيرة التي تنشأ عادة عن مثل هذه الإصابات (نزيف والتهاب وعطب في وظيفة الجزء المصاب من الجسم)، إضافة إلى عدم الشعور بالألم.

وكمثال يصف طبيعة هذه الظواهر، في الإمكان دراسة فعاليات إصلاح الضرر الجسمي المُتعمَّد إحداثه كما يمارسها دراويش الطريقة العليَّة القادرية الكَسْنَزانية، إحدى أكثر الطُّرُق الصوفية انتشارًا في الوطن العربي والعالم الإسلامي. ويمكن تقسيم هذه الفعاليات الخارقة إلى الأصناف الثلاثة التالية:

1. يقوم الدرويش بإدخال أدوات حادة، كالأسياخ والسيوف، في مناطق مختلفة من جسمه. ولا تخضع الأدوات المستعملة لأية عملية تعقيم مسبَّقة؛ كما يمكن للدرويش أحيانًا أن يلوِّث الأدواتِ التي يستخدمها تلويثًا متعمَّدًا قبل أن يطعن جسمَه بها. أما أجزاء الجسم التي تُستهدَف في هذه الفعاليات فتشمل الرقبة (صورة 1)، الخدَّين، اللسان، قاعدة الفم، الذراع، عضلات الصدر (صورة 2)، والبطن (صورة 3)، بمناطقها المختلفة. والأدوات التي تُستعمَل في هذه الفعاليات تكون عادة معدنية وذات أقطار مختلفة. غير أنه، عند استخدام أجزاء رقيقة من الجسم، كالخدَّين وقاعدة الفم، قد يستبدل الدرويشُ بالأداة المعدنية قضيبًا خشبيًّا (صورة 4)، حيث يمكن إدخال القضيب في تلك الأجزاء الرقيقة من الجسم باستخدام ضغط اليد ومن دون أن تنكسر. إن خطورة الجرح وشدة الألم المتوقَّعين من استخدام أداة خشبية هما أكبر مما يُتوقَّع من استخدام أداة معدنية ذات الأبعاد نفسها؛ إذ إن الأولى تكون عادة مصنوعة يدويًّا، غالبًا من قِبَل الدرويش نفسه؛ لذلك يكون سطحُها خشنًا نسبيًّا، وقطرُها غير منتظم، مما يجعلها تُمزِّق من نسيج الجسم الذي تخترقه أكثر مما تفعل الأداةُ المعدنية. أي أن الدرويش يستعمل مثل هذه الأدوات لأنها أخطر من الأدوات المعدنية التقليدية.

طبعا فيه صور مع الموضوع بس ماحبيت انقلها



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
عضو
رقم العضوية : 923
تاريخ التسجيل : 11 11 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 98 [+]
آخر تواجد : 02 - 06 - 10 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حضري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد : ماهي البارابسيكولوجيا...؟؟

كُتب : [ 16 - 11 - 07 - 11:10 AM ]

موضوع قيـــــــــــم وبـــــوووه فــااااايده

رد مع اقتباس
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 198
تاريخ التسجيل : 06 07 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,146 [+]
آخر تواجد : 20 - 07 - 08 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : دلـــوعــــة الـــمهـــد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد : ماهي البارابسيكولوجيا...؟؟

كُتب : [ 16 - 11 - 07 - 08:52 PM ]



يعطيك العافيه رأس الضلع

على الموضوع الاكثر من رائع



"تعجبني هالمواضيع "


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
المجموعة العربية للاستضافة والتصميم

إن إدارة المنتديات غير مسؤولة عن أي من المواضيع المطروحة وانها تعبر عن رأي صاحبها