"كارثة زعبيل" : هل فقدت "الخشوم" الخليجية حساسيتها؟

"كارثة زعبيل" : هل فقدت "الخشوم" الخليجية حساسيتها؟ الإثنين 05 أبريل 2010
7:48 م

​**لا شك أن رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام أحد أكثر الناس سعادة من
تداعيات "كارثة زعبيل"، ليس لأن الطرف المتضرر سعودي، كما ستصوّر للبعض
الذهنية المتشبعة بنظرية المؤامرة..لا..ولكن لأن هذه القضية أثبتت صحة وجهة نظره
عندما طالب بإلغاء بطولات الخليج لأنها تهدم ولا تبني، وتعطّل الكرة الخليجية ولا
تدفع بها خطوة واحدة للإمام، في ظل "الخصوصية الخليجية" التي لم تنجُ
منها حتى كرة القدم التي تخضع لنظام واحد في كل دول العالم باستثناء
"خليجنا"!

**"كارثة زعبيل" هي كارثة بكل أبعادها الرياضية والنظامية
والأخلاقية والإنسانية، إضافة إلى التعاطي المتعصب لبعض المحللين وكتاب الرأي،
وكاد أن يلحق الإعلام الرياضي بالركب "الكوارثي" لولا الوقفة الشجاعة من
رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، التي حوّلت لون القضية من "أصفر
وأزرق" إلى موجة من ألوان الطيف الوطني ركبتها كثير من الأندية تباعاً، في
ترجمة واضحة للهيمنة الإعلامية الهلالية التي وظفت هذه المرة توظيفاً
وطنياً مشرّفاً.

**الكارثة الأعظم التي نتجت عن تداعيات كارثة زعبيل موقف اللجنة
التنظيمية وما توصلت إليه بعد اجتماع الساعات الخمس...لأول مرة تجتمع لجنة للتصويت
على تطبيق لائحة معمول بها منذ سنين!، سيكون الأمر مقبولاً لو أن التصويت لتعديل
أو حذف أو إضافة بند في اللائحة، لكن
لتطبيقها؟ هذا أمر مضحك بل ومدعاة للسخرية!

لو لم تكن اللائحة هشة وعبثية لما استدعى الأمر اجتماعاً من الأساس، بل
كان الأمر سيحسم بعد المباراة بساعات، وستصدر قرارات ملزمة تستند للائحة البطولة.

**الأغرب والأعجب أن نظام الأمانة العامة لدول الخليج الذي أفسد اجتماع
اللجنة التنظيمية لبطولة الأندية، ينص على أن حسم القضايا الخلافية بالإجماع عبر
التصويت، مع ملاحظة أن المجمعون المشار إليهم سيكون من بينهم أطراف النزاع !
ياللعجب...كيف سأصوت مع قرار لصالح خصمي، أو أنتظر من خصمي التصويت مع قرار
لمصلحتي؟!

ارحمونا يا جماعة.. قليل من المنطقية والعقلانية !!!

**اللاعب السابق والمحلل الرياضي فيصل أبو ثنين أحترمه جداً وأثق في رأيه
وفكره، لكنه لم يكن موفقاً وهو يتبنى فعلاً مزعوماً لم يره ولم يره أحد، ويغض بصره
عن "ردّة فعل" –كما وصفها- رأيناها جميعاً، واعتبرنا السكوت عليها أو
تبريرها "كارثة"!

والأدهى والأمرّ أنه حاول إضعاف موقف من اتهموه بالتخاذل في موقف وطني
بقوله "ترى طبيب النصر ما هو سعودي" !...وهل هذا مبرر للتغاضي عما تعرض
له الطبيب النصراوي؟!

كون الطبيب غير سعودي وكونه لاينتمي للنادي المفضل لفيصل أبو ثنين لا
يعطيه الحق في ارتداء قناع المثالية وممارسة جلد الذات الوطنية التي ألبسها أبو
ثنين اللون الأصفر وراح يجلدها بسوط الميول والتعصب معتذراً للإماراتيين
عما حدث...من
الذي يجب أن يعتذر؟!

**أتقبل رأي فيصل أبو ثنين كونه يمثل نفسه فقط، لكننا نرفض جميعاً أن يختطف
أي أحد أصواتنا ليتحدث باسمنا، لأن الرأي العام الرياضي الرسمي والجماهيري له وجهة
مختلفة تماماً جسدها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وتوالت بعده
تباعاً معظم الأندية السعودية.

**

**كثيرون من كانوا يظنون أن "كارثة زعبيل" ستحل بـ"حبة
خشم"، وهذا ربما كان السبب في تأخر صناع القرار الخليجي عن احتواءها! لكنها تفاقمت
وفلتت من هذا "النسق الثقافي الخيشومي" –مع الاعتذار للدكتور عبدالله
الغذامي على استعارة عبارته بتصرف-، الذي ظل لعقود دواء سحرياً لكل الخلافات
الخليجية!

ياقيادات الخليج الرياضية..انتهى عصر "حب الخشوم"..في زمن
العولمة والاحتراف والصرف المهول على الأندية لا تنتظروا أن تحل الخلافات
بـ"حبة خشم"، وتذكروا أن خالد الفيصل قال قبل عقدين من الزمان
"ماينسينا الخطا حب الخشوم" !

لن نطلب اختراع المزيد من القوانين والأنظمة "بمواصفات
خليجية"، فقط نريد جلب الأنظمة المعمول بها في الدول المتقدمة كروياً...لماذا
الإصرار دائماً على "خصوصية الخليج" هذه الخصوصية القاتلة التي أخرتنا
عن اللحاق بركب من سبقونا؟!

**وطالما أننا في سيرة "حب الخشوم" لا أدري لماذا غاب عن
اجتماع المنامة تجربة "حبتي خشم" واحدة لفيصل عبدالهادي وواحدة لراشد
الزعابي من باب "حبة تفوت ولا حد يموت"، كمحاولة أخيرة للخروج من
الملامة، وانتزاع قرار بإعادة المباراة على أرض محايدة، ربما كان هذا الحل هو
الأقرب، وكان سيرضي الطرفين، وسيشعرهما أنهما لم يخرجا خاسرين على الأقل، بخلاف
الخيارات التي طرحت والتي تحتم أن يكون طرف فائز وآخر خاسر!

لربما أتت "الحبتين" بنتيجة تئد الخلاف، وإن لم يكن هذا فستكون
تجربة عملية لمعرفة ما إذا كان العصب الرابط بين "الخشوم الخليجية"
ودائرة القرار في المخ لازال يتمتع بقدر من الفاعلية أم أنه ترهل وفقد حساسيته؟!


***حكم خليجية:

- حكمة الأمس :

(وراء كل قرار عظيم حبة خشم)



- حكمة اليوم :

(لا خير في حسن "الخشوم وحبها"..إن لم يزن "حب الخشوم" نظام)


تحيه لقلمك
تحيه لفكرك الراقي
تحيه لرجاحة عقلك
شكرا على هذا المقال/ ناصر بن محمد المرشدي