الوقوف على مشارف نهاية العام 1428هـ
ماهي إلا أيام قليلة وسنقف على مشارف نهاية هذا العام الهجري من السنة
1428هجري لن أخوض مجال حديثي في الحديث عن السنة الميلادية رغم إننا
نعشق كل ما هو انجليزي ولكن ما يهمني الآن هو العام الهجري
بكل مافيه..
تتوالى السنون الواحدة تلوى الأخرى الكثير منا يتعجب كيف بدأت هذه السنة
ومعظمنا يستغرب كيف انتهت؟؟ سؤال محير .. نقف مذهولين أمام سرعة
مرور اللحظات والثواني والدقائق والأيام والشهور والسنين والزمان بأكمله,
سرعة عجيبة لدرجة أننا نردد عبارة
(( عيش يومك ولا تفكر في غداً ))
ونكتشف أن غدآ هو اليوم وأن الأمس ماض بعيد ذهب بأحزاننا , أفراحنا
أحلامنا , وحتى مستقبلنا.
وقفات تأملية تجعلنا نقف ونحاسب أنفسنا ؟ ( من يملك الضمير ) أرجو أن يقف
وقفة تأملية مع ذاته يسأل نفسه ماذا فعلت في هذا العام المنصرم؟ أأنجزت
ما أردت انجازه , هل تقدمت ولو خطوة واحدة نحو الأمام ؟ هل أرضيت والديك؟
هل كونت صداقة حميمة صالحة؟ هل أرضيت نفسك .. طموحك..وقبل كل شئ
ربك؟ هل تصدقت .. كم مرة ؟ هل صليت صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل؟
كم مرة ؟ هل أصلحت بين متخاصمين ؟ كم مرة؟ هل ابتسمت في وجه أخيك؟ كم
مرة ؟ هل قلت كلمة طيبة أثناء جلوسك مع الآخرين ؟ هل وهل وهل ؟ أنا لا
أتحدث عن الكم بقدر مايهمني وما أريده بحق أن نسترجع مع بعضنا البعض
جملة أعمالنا في هذا العام 1428ه, وهل بحثنا عن مايسمى بالتوبة النصوح
أم مازلنا نسلك نفس الطريق ونفس الوجهة!
لا أريد ان ينحى مقالي منحى أوتجاه ديني بحت ولكن باعتبارنا الدين هو ركيزة
سأقحمه في موضوعي كمحور أردت أن أستعين به لأن الندم هو اقسي شئ
يمارسه الإنسان ضد نفسه وضد ضميره.
ماذا فعلنا تجاه أنفسنا هل حققنا ما كنا نصبوا إليه؟أم أن الأعوام تتوالى ونحن
كما نحن لم نتغير ولم نجرؤ حتى ان نقف أمام أنفسنا ونحاسبها على أخطاءها
عثراتها , تجاوزاتها , وربما أيضا أهواءها .
هاهو العام سيودعنا وسيتلوه عامَ جديد , صفحة بيضاء سنفتحها هنا و لنمحو
نقاطها السوداء من حياتنا للأبد . اذهب وقبل رأس أمك قبل أن ينتهي العام
حتى تذكر لك حسنة, اذهب وسامح من تريد ان تسامحه فالعفو عند المقدرة
جزاءه عظيم, اذهب وجدد حياتك الدينية بصلاة او بصدقة أو حتى بكلمة طيبة
جدد علاقاتك الاجتماعية مع أخوتك , عائلتك , أصدقاءك وحتى مجتمعك
فالمجتمع له دور فعال في بناء شخصية الفرد ومتى ماكان الفرد متحامل
على مجتمعه سوف يفقد دوره في تنميته وربما كان سبب من أسباب فساده
وفي الختام لنجعل من العام 1429ه بداية حقيقية لقلوب حقيقية مفعمة بالحب
والخير والجد والعطاء.
