عندما يتبجح الجاهل ويسكت العاقل
فعندما يتبجح الجاهل ويسكت العاقل فمن الواجب علينا أن نقول على الدنيا السلام هذا ما نراه ورأيناه في معظم إعلامنا العربي وللأسف , فقد أصبح إعلامنا كغثاء السيل يلفظ لنا الغث منها ويغفل السمين كماً وكيفاً ، فلقد أصبحنا نكاد نتميز بكثرة أعداد قنواتنا الإعلاميه على دول أجنبيه متقدمه سبقتنا حضارةً وتطورناً وتكنولوجيا ، أما نحن تميزنا عنهم بجودة الرقص والغنج والسفور والإستخفاف بعقول المشاهدين والقراء لدرجة الجنون , والمؤسف والمحزن الذي يدمي القلب ويدمع بالعين عندما يجد هؤلاء المرتزقه من بعض عقول أبنائنا وبناتنا من هم مصيدةً لمكائدهم الشنيعه وخططهم الدنيئه التي ليست إلا لإستنزاف الأموال من جيوبهم بالباطل , فتلك القنوات الإعلاميه وأقصد بها المرئي منها والمقروء لو لم تجد عوائد ماليه خياليه بأرقام فلكيه من شعوبنا المحترمه لما بقوا يبثون سمومهم عبر شاشاتهم الفضيه وصحفهم الإلكترونيه والورقيه ، ولو لم تجد تلك القنوات دعماً مادياً من بعض أصحاب الأموال والذين لا دين لهم ولا مله لما ظلت تبث أنواع الهراء والوضاعة السخيفه عبر برامجهم وأطروحاتهم العقيمه ، فسحقاً لهم وسحقاً للذين مشوا على نهجهم وتتبعوا خطواتهم حذو القذةِ بالقذه ولو دخلوا جحر ضبٍ لدخلوه ، وسحقاً أيضاً لمن أمدهم بالسلطه والنفوذ ووفر لهم الغطاء الشرعي وجدار الحمايه الناري والمحصن ضد أنواع الإختراقات والأقلام والأفكار المناهضه لإطروحاتهم ونسي أن يقول لهم " اعملوا فسيرى الله عملكم " .
فهؤلاء هم الذين رسموا الوجه القبيح لصورة إعلامنا العربي فهم الذين وللأسف جعلوا من عالمنا العربي بضاعةٍ رخيصه لمطامع الآخرين !؟ فعندما تسمع مقولة أن من الإمكان لدولة إسرائيل التي لا تقهر أن تحتل دوله عربية ما بفرقةٍ موسيقيه فلا تتعجب ولا تتهكم لذلك فلربما قد يحصل مثل ذلك !!! لقد أخذتنا شهواتنا ونزواتنا إلى الحضيض لقد أصبحنا في مصاف الدول المتأخره ( عذراً ) والمتخلفه إن صح التعبير ، فنحن أمةً وبكل أسف نبكي دائماً على الأطلال ونحب التراث بجنون ونعشق الماضي حتى الثماله ! وكأن ليس لنا علاقةً بالحاضر المرير وليس لنا هدفاً أو غايةٍ في المستقبل القريب أو البعيد فنحن على مشارف عام 2011م بعد الميلاد وفي عصر ما يسمى "النانو" ولا زال إعلامنا يصور لنا كيف نعيش على ذكرى إنجازات أجدادنا وفتوحاتهم الإسلاميه المشرفه وسنبقى على ذلك حتى قيام الساعه ، فلا عجب عندما ترى غيرنا من الأمم تنظر إلينا بعين الشهوة والإزدراء معاً ، فهم حقاً ينظرون إلينا بعين الشهوة لنهب ثروات أوطاننا وسرقة حضارتنا وسبي نسائنا وتعبيد أطفالنا وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً !؟ وينظرون إلينا بعين الإزدراء لتخلفنا عن ركب التطور وعالم الإختراع نعم إنهم ينظرون إلينا بعين الكبرياء والعظمه بعد أن كانت نظرتهم لنا بعين الإحترام والتبجيل ، لقد أصيبت أمتنا بحالً من الخوار والهوان والضعف وقلة الحيله فصدق الله تعالى عندما قال( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةٌ ضنكا) فهذا كله ليس إلا بما كسبته أيدي الناس وما الله بظلام للعبيد ، فلقد أضحت ذنوبنا لا تطاق وتعبت منها القلوب قبل الأبدان ففي الوقت التي تنزل فيه رحمات رب العباد كل ليلةٍ إلى الأرض تصعد فيه ذنوب العباد وفجورهم كل ليلةٍ إلى السماء فرحماك يالله رحماك يالله .
مما قرأتـــــ
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
عندما يتبجح الجاهل ويسكت العاقل !!
