التويجري والفيس بوك

نشرت الصحف وغيرها الآلاف من الصحف والمواقع الإلكترونية والورقية السعودية وغير السعودية خبر تدشين معالي رئيس الديوان الملكي خالد التويجري صفحته على الفيس بوك , وجاءت التعليقات من الزوار والقراء بأنه الفرج وأن الحال سينقلب رأس على عقب وستُحل كل الأمور المعقدة لاسيما بعدما أتاح وسائل إتصال أخرى بمعاليه تتيح التواصل بشكل سريع مثل رسائل الجوال وغيرها وتأكيده على أن تتضمن الرسالة إسم المرسل رباعي ورقم جواله في مدة أقصاها شهر , إلا أن الواقع المرير الذي آل إليه مصير هذه الصفحة ماهو إلا مواصلة للواقع المرير الذي يعيشه الشعب السعودي مع رئيس ديوانهم الملكي .
حيث أن الشكاوى وردت إلينا منذ أول يوم تم فيه تدشين الصفحة يتظلمون من عجزهم في الوصول إلى معالي الرئيس وفي النهاية حجبت الصفحة وعادت حليمة لعادتها القديمة حيث أعلن أنه ليس هناك وسيلة إتصال بمعالي رئيس الديوان إلا عن طريق البرقيات
تلك القصة الدرامية صاغها كاتب حدث الدكتور حسن العجمي وكتب فصولها الواقعية وجسد شخصية بطل هذا المسلسل من خلال مقال عنونه بـ (التويجري فيس بوك)!!!
حيث جاء نص المقال ليحكي حال مشاهدي ذلك المسلسل (المواطنين) ونهاية بطل المسلسل (خالد التويجري) في محاولة من حدث لإيصال صوت الشعب لملك الإنسانية حتى يتم إيجاد حل جذري ووقف مثل هذه المسلسلات وإيجاد رئيس للديوان الملكي قادر على التواصل مع المواطنين بكافة الطرق والوسائل وإيصال صوتهم للقيادة الرشيدة
نصل المقال جاء كما يلي :
( التويجري فيس بوك )
أعجبني معالي رئيس الديوان الملكي / خالد التويجري ، حين افتتح له صفحة(قصيرة العمر) على الفيس بوك مُذيلة بمقولته الشهيرة : أخوكم خالد التويجري ، عارضاً رقم جواله لخدمة المواطنين بأسهل الطرق وأقلها تكلفة ومشقة!!! ، حتى قُلتُ : سبحان من هداه لنا!!! ، و كنت أعرف في قرارة نفسي أن هذه الخطوة غير عملية وليست حقيقية ، لأنه من غير المعقول أن نتوقع منه هذا التواصل وهذه الأريحية الدالة على سعة الصدر وتحمل المسئولية بينما هو في الأصل لا يرُد على البرقيات الرسمية التي تُكلف المواطنين مبالغ باهظة ، فهل يُعقل بعد ذلك أن يتواصل معنا على الفيس بوك والجوال؟؟؟!!! ، أنا شخصياُ أعرفُ عدداً من المواطنين قرروا مقاطعة الديوان الملكي لأن البرقيات التي تحمل مآسيهم وأحزانهم تذهب ثم لا تعود أبداً وهاهم الآن يُطالبون بإرجاع المبالغ التي صرفوها تحت بند (أسمعت لو ناديت حياً) ، المُحزن في موضوع (التويجري فيس بوك) هو التلاعب بمشاعر المواطنين ونشر السراب أمام لهفتهم على قضاء حواجهم ، بدليل أن المنتديات والمواقع الإلكترونية والمساكين من الناس تناقلوا خبر الفيس بوك ورقم الجوال وتواصلوا معه بشكل يدل على شدة معاناتهم وعِظم آمالهم دون أن يحصُل أيٌ منهم على أي رد أو فائدة ، حتى أنَّ أحدهم اتصل بي في ساعة متأخرة من الليل وقال : لك عندي هدية!!! وطلب مني أن أزوره فلما زرته ، دسَّ في يدي قُصاصة صغيرة وقال لي خذ هذا رقم رئيس الديوان الملكي كلِّمه و(بتزين امورك) ، مسكين صاحبي غشيم وعلى نياته!!! ، طبعاً أنا مخلَّعة ضروسي من هالمسئولين وأعرفهم زين وما تمشي علي حركاتهم والتي غالباً ما تكون للاستهلاك الإعلامي فقط ، وقد كنت اعلم أن الأيام ستكشف الحقائق وبالفعل تبرَّأ معالي رئيس الديوان من صفحة الفيس بوك ومن رقم الجوال وطلب منَّا الرجوع إلى حَمَام الزاجل(البرقيات) ، ولي مع (هالحركة) وقفات :
أولاً/ مِتى يجي اليوم اللي ما نحتاج فيه للبرقيات وحب الخشوم والتسكع عند أبواب المسئولين للحصول على حقوقنا؟؟؟.
ثانياً/ آيةٌ أهمسها في أُذن معالي رئيس الديوان ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ، كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) ، أخي / خالد التويجري لا يجوز لك الاستخفاف بالمواطنين إلى هذه الدرجة .
ثالثاً/ هل إلغاء صفحة الفيس بوك وإغلاق الجوال تعني اعترافاً من التويجري بعدم قدرته على مواكبة أبناء هذا الجيل وعجزه عن التواصل معهم بما استجد من وسائل اتصال حديثة؟؟؟ بل وعجزه التام عن القيام بوظيفته الأساسية وهي أن يكون حلقة وصل شفَّافة بين المواطن وخادم الحرمين الشريفين بدليل عدم الرد على برقيات المواطنين وشكاويهم إذا كان الأمر كذلك فقد وجب الرحيل يا معالي رئيس الديوان واعتقد أنك (فهمتنا).
رابعاً/ أليس من الواجب على معاليكم الرد على برقيات المواطنين التي تكلفهم مبالغ طائلة؟؟؟ قد لا يستطيعون توفيرها إلا بالاقتراض ، أمَّا إذا كان مصيرها سلة المهملات!!! فسنكون ممتنين لك إن أقفلت البرقيات على غرار الفيس بوك والجوال ، لأنك بذلك تكون قد وفرت علينا قيمة البرقيات الباهظة وريحتنا من قلق الترقب والانتظار ، والذي لا يعلمه معاليكم أن بعض المواطنين اضطُر إلى أن يقترض قيمة البرقية مُعتقداً انها ستجد عيناً راعية وأذناً مُصغية .
خامساً/ هل إلغاء صفحة الفيس بوك والرجوع إلى حَمَام الزاجل(البرقيات) يُشير إلى قرب رحيل معالي رئيس الديوان؟؟؟ ، لأن بعض الناس يقولون : أن حركة الفيس بوك ورقم الجوال كانت دعاية انتخابية ورداً على الشيخ يوسف الأحمد ، ليضمن التويجري إعادة ترشيحه فلما تبين له عدم الجدوى وقُرب الرحيل ، قال: ما تستاهلون وقفَّلها!!!.
سادساً/ لو راح خالد التويجري مين تتوقعون يجي مكانه؟؟؟ لأن خوفنا ممن بعده كخوفنا من استمراره.
ختاما: أتمنى ان يقوم رئيس الديوان الملكي بمتابعة برقيات المواطنين والرد عليها مع ضرورة ان تكون البرقيات الى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين مجاناً لأنها قناة التواصل الوحيدة بين الشعب والقيادة فكيف يسوغ أن ندفع قيمتها من جيوبنا ، ألا يكفي ما تحمله في طياتها من تظلُّم واستغاثة ، بل المفروض(إن كانت هناك جدية في استقبال شكاوي المواطنين) أن يتحمل الديوان قيمة أي برقية (شكوى أو تظلُّم) يرفعها المواطن إلى خادم الحرمين الشريفين مع الالتزام بالرد والمعالجة ، ويبقى الامل قائماً في أن يأتي علينا يوم لا نحتاج فيه إلى استجداء حقوقنا بالبرقيات وحب الخشوم
منقول..~