مبيت الأبناء عند الأقارب.. قرار القبول مبني على قناعة الوالدين و"الثقة" في الطرف الآخ

مبيت الأبناء عند الأقارب.. قرار القبول مبني على قناعة الوالدين و"الثقة" في الطرف الآخر..



السهر.. والمبالغة في المرح... والخوف على السلوكيات والقيم مبررات الرافضين لمبيت الأبناء عند الأقارب

تحقيق - هدى السالم
ينتشر مع موسم الإجازات والعطل عدد من الظواهر الاجتماعية لدى بعض الشباب من الجنسين والتي من أشهرها السهر واختلال أوقات النوم لدى الأبناء في مختلف الأعمار؛ وفي الوقت الذي يرى فيه أولياء الأمور هذه الظواهر دليلاً على الفوضوية واللامبالاة يراها الأبناء وخاصة طلاب وطالبات المدارس حقاً مشروعاً ومتنفساً محدوداً بعد شهور طويلة من الدراسة والانضباط ...!
ومن تلك الظواهر التي يجدها الأبناء متعة ويتردد الأهالي بين منعها والسماح بها نوم الأبناء عند معارفهم أو أقربائهم.

وتشتكي الأمهات من ضعف الحجة أمام إلحاح الأبناء في طلبهم النوم لدى أقاربهم وتضعف سبل رفض الأهالي أمام قدرة هذا الجيل على الإصرار وممارسة الحوار، حيث يعتقد الكثير من الآباء أن المسألة لا تعدو تطبيق المبادئ والمفاهيم وكل ما تحتاجه مجرد الحزم واتخاذ القرار .

مسائل نسبية

في البداية تقول أم حسام أنها لا تملك رفض نوم ابنتها التي لا تزال تدرس في الصف السادس الابتدائي عند خالتها كلما سنحت لها الفرصة لذلك وأن ابنتها تملك حجة قوية حين تقول لوالدتها ليس لدي شقيقة من جنسي فكل إخواني ذكور لا أحب اللعب معهم ..

لذلك ترى أم حسام أن المسألة نسبية وتقول "أنا أسمح لابنتي فقط، ولكن الأولاد الذكور لا داعي لنومهم خارج البيت خاصة أن مغريات قيادة السيارة دون علم الأهل هي أول ما يتبادر لأذهانهم بعيداً عن الأنظار وهو الأمر الذي يرعبني كثيرا.."

أما ميسون عبد الله الصعب فترى أن نوم الأبناء يجب أن يكون فقط عند الأقارب أما نومهم عند المعارف غير القريبين فتراه تجاوزاً غير مسموح به مهما بلغت قوة العلاقة بين الأسرتين وتعتقد أن متعة نوم الأبناء لدى الأقارب في الإجازات تمنح الصغار الإحساس بالمسؤولية وتدعم اعتمادهم على أنفسهم وتقارب بين أفراد العائلة الواحدة ..

في حين تجد السيدة هنادي الزامل أن المسألة غير قابلة للنقاش، حيث لا تؤيد مطلقاً ما أسمته فوضى اجتماعية وتعتقد أن أضرار هذا البيات لدى البعض يفوق الفوائد وتضيف: "أنا شخصياً أسمح لبناتي وأبنائي البقاء لدى أقاربهم طوال اليوم .. ليس عندي مشكلة في ذلك، ولكن بالنسبة للنوم لا يمكن ... مستحيل أن اسمح لأحدهم النوم خارج بيته مهما كانت الظروف .. بل حتى في منزل والدي لا اسمح لهم في المبيت ما لم أكن معهم .. هذا مبدئي وبصراحة أتعجب كثيراً كيف تسمح بعض الأمهات أن ينام أبناؤها بعيدا عن عينها ...؟"

وتشارك السيدة فاطمة محمد الفوزان قائلة: "عندما كنت صغيرة وتسمح لي والدتي بالنوم عند عمتي كنت لا أستطيع النوم من شدة الفرح وكنت أسهر مع بنات عمتي في البيت نرتشف الشاهي ونتناول المكسرات ونقضي الليل كله بالضحك والمرح .. كانت أيام لا يمكن أن أنساها فكيف أحرم أبنائي أو بناتي من أن تكون لديهم ذكرياتهم الحلوة ..؟ "

الآباء حازمون

أغلب المشاركين من الآباء في هذا الموضوع أكدوا على أن المسألة مسألة مبدأ فيقول السيد هادي عبد الله "هذه الفوضى بعينها فكيف أسمح لإبنتي أو ابني أن ينام خارج المنزل وبصراحة أقع في حرج كبير حين تأتي ابنتي وتقول لي هذه ابنة خالتي تنام عندي أحياناً فكيف لا تسمح لي أن أنام عندها ..؟ وتعتقد ابنتي أنني أتسبب لها بالحرج والخجل حين أمنعها من ذلك .. ويرى السيد هادي أن الأمور يجب أن تكون حازمة في هذا المجال ويؤكد أن الحوار والنقاش في هذه المواضيع بالنسبة له مرفوضة ..

أما السيد عبد العزيز الحميد فيرى أن الأمهات أكثر قدرة على البت في هذه الأمور نظراً لقربهم من بيئة الأسر والاطلاع على تفاصيل الحياة الداخلية ويضيف "الأم تطلع على دواخل الأسرة الأخرى والتي يمكن من خلالها أن تقرر إذا كان الأبناء سيتأثرون حين يبيتون لدى الأقارب أو المعارف سلبا أو إيجاباً لأنني لا استطيع حتى في منزل شقيقتي الاطلاع على طريقة حياتهم ومفردات تعاملهم، وبالتالي أعود في هذا الأمر لزوجتي فهي بإمكانها أن تقرر إذا كان أحد الأبناء يمكنه المبيت لدى ألأقارب أو لا .."

في حين يعتقد السيد سلمان العنزي أن بيات الأبناء لدى الأقارب مرفوض تماماً، إلا إذا كان برفقة الوالدين ويوضح أن الحياة اختلفت وأن المخاطر على التربية زادت بصورة يصعب معها الغفلة عن الأبناء لاسيما إذا كانوا على حد تعبيره أذكياء يتفننون في تجربة كل ما هو غريب وكانت أعمارهم دون سن الرشد ..

من جهة أخرى قالت الأستاذة أروى بنت محمد خير الغلاييني مستشارة تربوية ومدربة معتمدة في تطوير الذات: دعونا نسأل أولا ما هي الظاهرة ؟ وهل نوم الأطفال عند معارفهم وأقاربهم الأصح أن نطلق عليها عادة اجتماعية أو نسميها ظاهرة ؟

أنا أميل للمصطلح الأول... ولو سئلت هذا السؤال قبل بضع سنوات لكانت إجابتي مختلفة عما تقرؤونه الآن .. وربما لو طرح علي هذا السؤال بعد عدد من السنوات لاختلفت الإجابة أيضاً.!!

السبب أن الحكم على الشيء فرع من تصوره ... فهذا الزمن اتسم بمتغيرات عديدة، واتسم بسرعة هذه المتغيرات .. إذا هي تعدد المتغيرات وسرعتها ..بحيث قد لا يلتقط الراشد (المسئول عن التربية) أنفاسه ليدرك الواحدة حتى تأتيه الأخرى .. وربما تكون الأولى قد اختفت .. وارى الحل لا يأتي بوصفة جاهزة تعمم على الجميع .. فكل أسرة لها ظروفها، وثقافتها، وشؤونها .. ولكن أنصح الجميع بامتلاك ثقافة المناعة وممارستها مع أبنائهم وبناتهم .... ثقافة المناعة المصحوبة بثقافة المنع التي من الأفضل أن نسميها ثقافة الضوابط أو القوانين لكل أسرة ..

فأقول أننا نربي أولادنا ( ذكورا وإناثا ) على الرقابة الذاتية، ونحصنهم بالإيمان وبتقوى الله جل وعلا ( وهذا التحصين ليس مجال ذكر تفاصيله الآن) حتى يمتلكوا بفضل الله المناعة التي تقيهم من الزلل والحرام، وما يغضب الله..لكن في نفس الوقت كوالدين، ومسئولين عن تربيتهم علينا أن نحميهم قدر المستطاع من وضعهم على شفا جرف جار من المغريات بزعم أننا قد حصناهم .. لأن التحصين سيثبت وجوده بطبيعة الحال في المواقف التي لا نملك السيطرة عليها : كالانتقال لبيئة تربوية مغايرة، أو بلد تختلف ثقافته ..وهكذا .. أما الأحوال التي نستطيع فيها حمايتهم، فلنفعل .. وأرى أن نوم الأولاد (الإناث والذكور على حد سواء) عند معارفهم وأقاربهم له إيجابيته من حيث متعة تتحقق للأولاد ..ومن حيث زيادة أواصر القربى بين الأرحام ..وغيرها .. ولكن له أيضا المخاطر التي لا ينبغي التساهل بالنظر إليها وإعطائها وزنها من الاهتمام ؛ فكثير من العادات السيئة بدأ التعرف عليها والبدء في ممارستها أثناء نوم الأولاد في بيوت أقاربهم ومعارفهم.


--------------------------------------------------------------------------------

يعطيك العافية ....

الله يعافيك اخوي فارس بلاجواد على مرورك

أعتقد أن مبيت الطفل أو حتى المراهق خارج البيت أمر مفروغ منه ولايمكن حتى المناقشه فيه


لان المببرات التي ذكرها الاخوان كلها صحيحه



يعطيك العافيه أخوي وائل على النقل المفيد

الله يعافيك اخوي عادل الشلاحي

ومشكور اخوي على تعليقك ومرورك