أطفال يقودون الجرافات ويفتتون الصخور في عسير

عبدالإله يعمل على إحدى المعدات الثقيلة

أبها: محمد آل عطيف

يستعين مواطن بمحافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير بأبنائه الأربعة في أداء أعمال شاقة، كقيادة جرافات ثقيلة ومعدات تفتيت الصخور، وحفر وبناء الآبار العميقة، حيث يساعد الأبناء الأربعة والدهم في هذه الأعمال الصعبة عن طيب خاطر.
يقول علي بن يحيى محمد القحطاني ( 48 سنة) إنه لا يمانع في أن يعمل أطفاله في مزرعته الواقعة في رهوة واظ بمحافظة أحد رفيدة، بقيادة الجرافات ومعدات تفتيت الصخور وتجريف التربة، وإنه لا يجبرهم على ذلك، طالما هم راغبون في مزاولة هذه الأعمال خارج وقت الدراسة.
الطفل فواز القحطاني (11 عاما) يستمتع بتجريف التربة، وبناء جدرانها بواسطة الشيول والبوكلين، يقول فواز "مساحة مزرعتنا 70 ألف متر مربع، وبها 25 قطعة زراعية تشمل أشجار الموالح، والزيتون، والخوخ، والعنب، واللوز، وزراعة القمح، والشعير والذرة، والبرسيم، وأنا أجد سعادة غامرة حينما أمارس العمل فوق ظهور المعدات من شيولات وجرافات وبوكلينات، ولا أخجل من ذلك، حيث أعمل في مزرعتنا، وأنا حر لا يمارس علي أحد سلطته، وأرى السعادة في وجه أبي حينما أُنجز عملا كلفت به".
وعن طبيعة عمله بالتحديد قال فواز "أبني جدران الآبار حجراً حجرا بواسطة البوكلين، وعادة ليست كل الصخور صالحة للبناء، فهناك صخور مسطحة وخالية من النتوءات، وأحجامها تتراوح بين 300و 500 كجم، وهي التي تصلح للبناء، وأقوم بملء الفراغات بينها بـ"الكرس" وهي الأحجار الصغيرة، بحيث تكون متماسكة لا تتأثر بعوامل التعرية من سيول وأمطار.
ويستطرد فواز قائلا "حفرت بمساعدة أشقائي محمد (17 عاما) وعبد الإله ( 16 عاما) وعبدالله (13 عاما) بئراً عمقها 35 متراً بواسطة معداتنا، ومن ثم اتفق والدي مع مؤسسة على تسوير للبئر".
ويضيف فواز أنه يعمل منذ كان عمره تسع سنوات في بناء جدران المزارع، وجرف التربة، وحفر الآبار، ويشير إلى أنه لا يعير اللعب مع أترابه اهتماماً كثيراً، ويمارس لعب كرة القدم أحيانا مع شباب حارته في خميس مشيط، يقول "الكرة واللعب لا يستهوياني كثيراً، ودراجتي هي جرافتي، ولقد حفرت الكثير من قواعد المباني، ونظراً لقصر قامتي أعمد أحياناً كثيرة لقيادة المعدات وأنا واقف، ونجلب أنا وإخوتي الصخور من أماكن بعيدة، فأعمل على تشذيبها أنا وأخي محمد، أما عبدالله فيحضر الجراف وينقلها إلى المزرعة".
ويلتقط الحديث شقيقه عبد الإله (16 عاما) فيقول "تمتد أعمالنا إلى صيانة المعدات في ورشة والدنا في خميس مشيط، وأنا على استعداد لتدريب من هم في متوسط عمري.
ويقول "العمل في المعدات مسل كثيراً وغير شاق، ويحتاج فقط لبعض التفكير، خذ مثلاً شقيقنا الأكبر محمد يعمل حاليا على تصنيع مغرفة البوكلين الصغيرة بعرض 40 سم لحفر الطرق ووضع الكيابل الهاتفية والكهربائية، حيث إن عرض المغرفة المتعارف عليه من متر إلى مترين، ووالدي أول من أدخل هذه الفكرة، فلو عاد الزمن بكم إلى القريب، لاحظتم أن الحفر في الطرق كان كبيراً، ويكلف كثيرا، ولكن بعد صُنع هذه القطعة تم اعتمادها وانتشرت، وبات الجميع يطبق هذه الطريقة، ونحن أول من صنعها في السعودية، كما نُصنع العتل الخاص بالمعدات الثقيلة محلياً، فأحدنا يعمل على تقويس العتلة، والآخر يمارس عملية اللحام بالأكسجين، وثالث "يصنفر" ويعمل اللمسات الأخيرة على المُنتج".


أبن مصاول: شئ رائع حقاً ويثلج الصدر أن تجد من أبناء بلادي منهم على شاكلة فواز و عبدالإله و عبدالله ومحمد أبناء علي بن يحيى محمد القحطاني

مشاءالله عليهم نفخر بوجود هؤلا الشباب

الله يوفقهم

مشكووور اخوي الله يعطيك العافيه