علاج مرضى الربو في حائل بالفصد؟؟؟

غير متواجد حالياً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

يصعب التكهن بحقيقة وفاعلية العلاج الشعبي: ففي الوقت الذي تهاجمه الأوساط الطبية الحديثة وتصفه بالعلاج البدائي يحقق هذا الطب القديم نجاحات في شفاء العديد من الأمراض بإذن الله تعالى يشهد بذلك الكثير، كما أن الطب الشعبي واجه أمواج التأييد والرفض ومازال حتى يومنا هذا, إلا أنه نال شعبية لدى بعض فئات المجتمع خاصة ممن فشلت الأدوية والعقاقير الطبية الحديثة في علاجهم.

ومن الأمراض التي يعالجها الطب الشعبي عن طريق (الفصد) مرض الربو وهو مرض صدري ينتج عن التهاب وحساسية في الشعب الهوائية يؤدي إلى ضيق في هذه الشعب، وبالتالي ظهور أعراض الربو وهي نوبات من السعال وضيق في التنفس.

والفصد هو شق أو قطع العرق أو الوريد لاستخراج الدم، ومن هؤلاء المعالجين الشعبيين الذين برعوا في هذا المجال ومارسوه لسنوات طويلة المعالج عياضه بن رده العنزي أحد المعالجين بالفصد اكتسب هذه المهنة من أحد الأطباء الشعبيين ويدعى ظاهر بن صيني العنزي عام 1370 وأصبح يعالج مرضى الربو حتى عام 1426 هـ حيث ضعف نظره مما دعاه إلى توريث هذه المهنة الحساسة لابنه فرحان الذي لازمه كثيراً ومنعه من الالتحاق بأي وظيفة بهدف تعلم هذه المهنة بمهارة عالية.

(الجزيرة) زارت منزل المعالج الشعبي عياضة بن رده الواقع بقرية أسبطر غرب مدينة حائل

(160 كلم) والذي اكتظ بعدد من المرضى الذين قدموا من أماكن بعيدة للبحث عن بصيص أمل لعلاجهم من مرض الربو بعد محاولات عديدة للتشافي من المرض وآخرين يرون الفصد مفيد للجسم وان التجربة لن تكلفهم الكثير ولانه يثق بأن الطب الشعبي خير وسيلة للخلاص من الأمراض بشكل عام, وهناك من جاء ليجرب مع ثقته بعدم نجاح التجربة.

فرحان الابن الذي يقوم بمعالجة المرضى بعد تقدم والده بالسن قال: تعلمت هذه الطريقة

(الفصد) من والدي الذي لازمته كثيراً حتى أتقنت هذه الطريقة وأصبح يفد إلينا مرضى ربو كثيرون من داخل المملكة ومن الدول الخليجية المجاورة، وعن طريقة الفصد قال: في البداية يتم سؤال المريض اذا ما كان مصاباً بأحد الأمراض (السكري- أمراض القلب) فإذا كان سليماً من هذه الأمراض يتم الفصد بقطع وريد اليد ووضعه في الماء لمدة عشر دقائق حتى يتم استخراج الدم الفاسد والزائد، وعن المواد التي يستخدمها قال المعالج فرحان بأنها معقمة وتستعمل لمرة واحدة وترمى وعن الحمية التي ينصح بها المريض بعد عملية الفصد قال فرحان : يجب عليه الابتعاد عن بعض المأكولات منها البيض والموز والألبان ومشتقاتها كما يمنع من تناول البهارات والفلفل.

في نهاية حديثه للجزيرة طالب فرحان بن عياضه وزارة الصحة منحه ترخيصاً مزاولة للمهنة معللاً ذلك بشفاء حالات كثيرة من هذا المرض بعد معالجتهم له.

آراء مختلفة:

وقد ذكر المواطن محمد الشمري الذي التقت به (الجزيرة) في منزل المعالج بن رده قال: بأنه قد قام في العام الماضي بفصد والدته المصابة بمرض الربو وقد تحسنت حالتها بعد أن كانت تقوم باستخدام البخاخ كل ساعة، والآن استغنت عن البخاخ تماماً وقد حضر هذا العام لفصد أحد أقاربه المصابين بمرض الربو.

وفي الجانب الأخر، المعارض، أكد الدكتور محمد عبد الله صالح أن الطب الشعبي أمر مفيد بحسب مفهومه العام، ولكنه أكد صعوبة وجود من يبرعون في هذا العلم الذي نشأ منذ بدء الخليقة وتطور مع مئات السنين حتى عصر الثورة العلمية.

وأضاف: إن الذين يدعون العلم بالطب الشعبي كثيرون ولكن غالبيتهم يعتمدون على الكتب وما يسمعونه , وقال: تكمن هنا الخطورة حيث لا توجد مدارس تؤسس وتدرب لهذا العلم وتعيد الاطلاع على ما ذكر كتب الطب النبوي والذي هو يعتمد على المكونات الطبيعية كالحبة السوداء والخل والعسل والزيت وغير ذلك.

كما أعرب عن أسفه الشديد لورود حالات تصل إلى المستشفيات وقد تلقت أدوية شعبيه خاطئة فاقمت من حالات المصابين المرضية كان بالإمكان علاجهم بوسيلة آمنة تماماً قبل تناول وصفات شعبيه خاطئة ممن يدعون المعرفة وهم في الحقيقة دجالون يبحثون عن الكسب المالي بأي وسيلة ولو على حساب المرضى.

وعن عملية الفصد التي يقوم بها المعالجون الشعبيون، قال الدكتور محمد عبد الله إن هذه الطريقة قد تتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة للمريض أو قد تكون ناقل للأمراض في حال عدم تعقيم الأدوات التي تستخدم في عملية الفصد وإننا كأطباء لا ننصح باللجوء إلى هؤلاء المعالجين الشعبيين الذين يبحثون عن المادة ويجهلون الكثير عن أسباب هذا المرض.
م/ش